الشعر يحلو صامدا

حسين جبارة / فلسطين

ماذا أقولُ لأمّةٍ شعراؤها مسخوا المديح
قد مَجَّدوا ظُلْمَ الأميرِ وشعبُهُ حَمَلٌ ذبيح
زانوا الظلامَ بضادهمْ
نَقَشوا النّفاقَ تَكلًّفًا
باحُوا القريضَ يُجَمّلُ الوجهَ القبيح
ماذا أقولُ لأمّةٍ
كُتّابُها أُدباؤُها ضلّوا الطريقَ وضلَّلوا
مُتَهافتينَ تَمثّلوا الطيرَ الكسيح
إعلامُها أعلامُها
أطفالُها ورجالُها
باتوا الرّياءَ مُسبِّحًا
والصِّدقُ في جنباتهم فوقَ الفراشِ هُوَ الطريح
فقهاؤها عبدوا السيادةَ لا القضيّةَ لا الرؤى
ناءوا بتفسيرِ النصوصِ إلى المُريح
سجدوا لعبد المالِ يَرهبُ سيِّداً
كم روَّجوا للزَيْفِ يعلو منبرًا
يشرونَ غَثًّا بالسويِّ وبالصحيح
ماذا أقولُ لأُمّةٍ فيها المُثقّفُ “كالمُثقَّبِ” جاهلٌ
حملَ الشهادةَ زينةً
هجرَ القراءةَ والكتابةَ عامدًا
لا يُتْقنُ الكلمَ الفصيح
كيفَ الخطابُ بِأمّتي
رضيَ الهزيمةَ نكبةً
أو نكسةً
يبكي يَنوحُ مُبرّرًا
يُلقي القصورَ على الظروفِ ويستميح
ماذا أقولُ لواعظٍ ومُفَكِّرٍ
أو كاتبٍ ومهندسٍ
يجري ويلهثُ خلفَ منّانٍ شحيح
البوحُ يحلو صامدًا ومناهضًا
يسعى لتطويرِ الحياةِ بلا انقطاعٍ
لا يَئِنُّ ولا يصيح
وهو التّمرُّدُ يحملُ الأحلامَ نسرًا
يستردُّ العدلَ ما كانَ النَّطيح
يأتي ُيبشّرُ لاجئًا
يبني الطريقَ لعاشقٍ
يُؤوي المُشرّدَ فالنّزيح
يأبى خنوعَ خليفةٍ لمخطَّطٍ وتآمرٍ
يرضى صمودَ مُجرّحٍ
بصمودهِ صدَّ العظيمَ ومَكْرَهُ
بفعالهِ كم أرسلَ السّهمَ المُطيح
اليومَ أمرٌ والكفاحُ رسالةٌ
والشِّعرُ يومٌ إثرَ يومٍ
بالتحدي لا يكنُّ هُنيهةً أو يستريح
الحرف كانَ مُقوِّمًا ومُصحِّحًا
كالسهمِ يُطلَقُ صائبًا
ليُمارسَ التغييرَ في الوطنِ الجريح
الفنُّ ثورةُ مرهفٍ
رفضَ الركودَ مُحفِّزًا ومُخدِّرًا
ببيانهِ نثرَ المُكنّى والصريح
أهوى المُوَجِّهَ لا المقودَ لحاجةٍ
يا ثورةَ الكتّابِ تسبقُ ساسةً
توري نضالًا من ظلامِ السجنِ
من وحْيِ الضريح
وتُحققُ الأملَ الرغيبَ لِمُحبطٍ
وتصوغُ بسمةَ فاتحٍ
كم يشتهي الألوانَ في الافقِ الفسيح
الحُلمُ يحلو بالحنينِ وعائدٍ
وقعُ الخُطى فوقَ الحمى
زحفُ القصيدِ يعانقُ الوجهَ الصّبيح

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى