الخلق السري
عمرو البطا
فَوقَ الأسطُحِ:
تُصلَبُ أَطبَاقُ التِّلفَازِ،
حَمَامَاتٌ تَتَزَاوَجُ فَوقَ الأَسلَاكِ
وأَعمِدَةِ الخَرَسَانْ
الشَّمسُ/ المُومِسَةُ الكُبرَى
تَتَعَرَّى
لا خَجَلٌ يَكسِرُ هَذَا القَيظَ،
ولا نِسيَانْ
وعُيُونُ المَارَّةِ مُنكَفِئاتٌ
يَبلَعُهَا الشَّارِعْ
تَتَحَاشَى أن تَنظُرَ في قَاعِ الفُوَّهَةِ العُليَا.
وَحدِي
أَنسَلُّ إلى أعلَى
وأُطِلُّ عَلَيهِم
كَإلَهٍ مَسعُورٍ
ضَائِعْ
أَتَخَبَّأُ خَلفَ كَرَاكِيبِ السَّطحِ
كشَيءٍ مِنهَا،
أَرمِيهِم مِن سِجِّيلٍ،
وأُعِيدُ اللَّاشَيءَ السَّاطِعْ
وتُطِلُّ هُنَالِكَ “أفرُودِيتِ” وَرَاءَ النَّافِذَةِ المَفتُوحَة:
أَعمِدَةٌ مِن عَرَقٍ ودَمٍ،
وقِبَابُ حَلِيبٍ سَاخِنَةٌ،
والثَّوبُ الحَاسِرُ ثَرثَارٌ،
والفِتنَةُ تُشعِلُهَا الخَيبَاتُ،
وأَشلائِي:
أَكوَامُ عُيُونٍ جَاحِظَةٍ،
كَفِّي تَمتَدُّ، وتَعصِرُنِي،
تَخلقُ أسرَابَ حَمَامٍ
جَائِعْ
ليُعَمِّرَ أَرضَ الأَوحَالِ،
ويَنسِلَ أَطُفَالًا شَائِهَةً،
ويُقِيمَ حَضَارَاتِ مُخَاطٍ.
وأَذُوبُ،
وقَلبِي يَتَذَبذَبْ
اللَّعنَةُ تَرعَدُ بالأعلَى
اللَّعنَةَ تَغلِي بالأسفَلْ
بُركَانُ اللَّعنَةِ يَتَمَلمَلْ
والسَّاعَةُ
تأكلُهَا العَقرَبْ