نهج المحبين
سميرة الزغدودي | تونس
سبحان من جعل الأحداق كالرّسل |
إنّ الجمال من الآيات في المقل |
الحسن في نظرة كالوحي من حدق |
وآية الله في العينين من أزل |
ووامض الطّرف زاد السّحر في هُدُب |
فأشرقت منهما شمسٌ على الطّلل |
و كلّ لحظ بمرأى الحِبِّ مكتحلٌ |
والتّوقُ في أهله من أيسر السّبلِ |
كيف الوصال وهذا البعد يقتلني |
فالشّهد عذب و لايغني عن العسل |
تغلغَلَ الحبّ في خَفْقٍ على عجل |
تغلغُلَ الماء بين الصّخر في الجبل |
كم تعتريني صنوف من سعادتكم |
عند انجرافي بباقات من الغزل |
لكنّ فرحة هذا القلب تكتبها |
صِلاتُ عيدٍ لنا من غابر الأزل |
كم ينبض القلب للآتينَ من سفرٍ |
لا شأن إلاّ غمار الشّوق و القُبَلِ |
وَ عْثَاؤُهُ فيّ لا أنثى تعطّره |
إلاّي يهتف إنّ البوح في عطل |
هيّا اسبقيني إلى ميعاد فطرتنا |
زكاة فطرك يا أبهاي في الحلل |
هو الهوى في شغاف القلب مسكنه |
هل للطّيور على الأشجار من ثقل |
كلاّ فأغصانه ترتاح وارفة |
و تستكين لشحرور على زجل |
الثّغر في رجفة و الهمس يطربني |
و الورد في حمرة الخدّين من خجل |
سحر ابتسامتِيَ العطشى تحفّزني |
و اللّثم معصية في العشق لم تزل |
عيناي قد بكتا شوقا و ما شكَتَا |
و الدّمع يهمي بأنهار من البلل |
إنّي أعيش المنى والحلم يصحبني |
لا يأس في الحبّ أحياه مع الأمل |
إنّي لأعجب من صبرٍ يصاحبه |
في الودّ بل إنّه ضرب من الحيل |
ألست تعشقني صدقا ؟ فردّ: بلى |
بين المحبّين ما في الأمر من جدل |
يهمي الهوى صيّبا في خافقي ودمي |
لولا السّما ماهمى نوءٌ على الطّلل |
أعْيَتْ خمور الجوى جوف الحشا سَكَرا |
كؤوس أوردتي فاضت من الثّمل |
ها قد تشبعتُ من هيْمٍ فألبسني |
حريرَ قافيةٍ من أجمل الحللِ |
يَزين ذكر اسمه الموّال في شفتي |
والحرف توَّجَهُ في مجلسٍ جللٍ |
8/5/2020