زكية شموط.. امرأة شهر آذار تعيش في ذاكرة النسيان
شوقية عروق منصور | الناصرة _ فلسطين
بهدوء انسلت وماتت بعيدة عن الوطن في الجزائر عام 2014 ، المرأة التي ملأت الدنيا ضجيجاً ورعباً، كنت أسمع اسمها وهو مغلف بالخوف والتردد والهمس، امرأة كانت تسكن بالحارة الشرقية في مدينةالناصرة، تتحول إلى فدائية ويحكم عليها بأربع مؤبدات، بعد أن نفذت عدة عمليات، و قد ساعدها زوجها محمود شموط” الذي لم تعرف قبل الزواج به أنه أحد الفدائيين.
زكية شموط من أوائل الفدائيات اللواتي آمن بالنضال والكفاح والمواجهة، ومن أوائل النساء اللواتي اعتقلن وكانت سجينة في سجن “نفي ترتسا” وأطلق سراحها ضمن صفقة عام 1983 حيث اختارت اللجوء إلى الجزائر، وقد استقبلها آن ذاك الرئيس شاذلي بن جديد .
حين اعتقلت ” زكية شموط ” كانت حاملاً في الشهر السادس، وقد تلقت الضربات والتعذيب بروح عالية، وكان الجميع يؤكدون أن المولود سيموت من شدة التعذيب، لكن ولدت زكية شموط طفلة أطلقت عليها اسم ” نادية ” على اسم المناضلة التونسية التي كانت سجينة معها في سجن “نفي ترتسا ” ناديا برادلي ” ونادية أبنة زكية شموط كبرت وتزوجت من المناضل خالد أبو أصبع الذي قام بعملية فدائية مع ” دلال مغربي ” .
بعد عام من ولادة الطفلة “نادية” استطاعت إدارة السجن فصل نادية عن والدتها، وأذكر يومها أنها أقيمت مظاهرة نسائية قرب العين في مدينة الناصرة طالبوا فيها إبقاء الطفلة نادية مع والدتها لكن السلطات رفضت وعاشت نادية مع أخوتها في إحدى دور الأيتام في مدينة الناصرة.
بعد اطلاق سراح ” زكية شموط ” لم تستطع ضم أولادها، وقد ضمت بعد ذلك البنات الثلاث عن طريق الصليب الأحمر ، ورفضت إسرائيل رفضاً تاماً سفر الأولاد الذكور .
حياة ” زكية شموط ” تستحق أن تسجل وتكون أمام الأجيال القادمة، إنها امرأة جاءت في الزمن الصعب لكن واجهت الزمن بأسلوبها وطريقتها، لم تجلس وتثرثر في الصالونات ولم تهرع وراء دور الأزياء، كانت امرأة صلبة وقوية الشخصية، فهل نقدر هذه الصلابة ونقول كلمة حق في شجاعتها، لقد كانت تحلم بالعودة إلى وطنها، لكن الموت كان أسرع .