عودة الكهانية للكنيست بدعم ورعاية نتنياهو
نهاد أبو غوش | رام الله – فلسطين
بين محطة انتخابية وأخرى، تصعد أسهم الأحزاب أو تهبط، تتباين النتائج عن الاستطلاعات والتوقعات أو تتفق معها، وتنشا أحزاب وحركات جديدة وتندثر أخرى. ولكن في انتخابات الكنيست الرابعة والعشرين التي جرت يوم الثلاثاء الماضي، ثمة حقيقة عارية لا يتكرر وقوعها كثيرا في حياة الأحزاب والأمم، ولا حتى في إسرائيل التي تجنح أكثر فأكثر ومع كل دورة انتخابية نحو مزيد من اليمين والتطرف، فقد نجحت الكهانية المتجددة ممثلة بحزب قوة يهودية “عوتسماه يهوديت” برئاسة ايتامار بن غبير في الانتقال من الشارع ومن ميادين المواجهات الصاخبة والعنيفة مع الفلسطينيين أو مع الشرطة، إلى الكنيست من خلال حصول حزب الصهيونية الدينية بمركباته الثلاثة وهي الاتحاد الوطني وحركتي نوعام وقوة يهودية على ستة مقاعد.
البيبية والكهانية
كان يمكن للحدث السابق أن يكون عارضا وفجائيا من دون دلالات كبيرة، لو أنه اقتصر على نجاح فردي، نتيجة استغلال ثغرة قانونية هنا أو هناك، أو لنجاح مرشح ما في الاندساس ضمن قائمة مؤهلة للنجاح، لكن الأمر هذه المرة مع القوة اليهودية وقائدها المثير للجدل بن غبير لم يكن كذلك. فكل شيء جرى بتأييد ودعم وتشجيع مباشر ومثابر من قبل رأس السلطة السياسية في إسرائيل بنيامين نتنياهو، الذي لم يكتف بخطوة حضّ المركبات الثلاثة على التوحد والاندماج، حتى لا تضيع أصوات جمهورها هباء منثورا، بل إنه وقّع اتفاقية لتبادل فائض الأصوات مع هذه الحركة، وهي خطوة لا تفعلها الأحزاب في العادة إلا مع من هو قريب منها سياسيا وأيديولوجيا، كما جرى بين حزبي شاس ويهدوت هتوراة، أو بين العمل وميريتس. كما أن مثل هذه الاتفاقيات يجري توقيعها عادة مع أحزاب مضمونة التمثيل، ويبدو أن نتنياهو كان في غاية الحرص على تحقيق ذلك، بل إنه شجع في إحدى جولاته الانتخابية الأخيرة على المستوطنات، جمهور المستوطنين على انتخاب هذه الحركة وعدم الاقتصار على انتخاب حزبه “الليكود” فقط. هذه الإشارات تدل على أن قائمة الصهيونية الدينية ومن ضمنها أتباع كهانا وتلامذة غولدشتيان، هي ملحق أو خزان احتياطي لحزب الليكود، تساهم في اصطياد الأصوات الهاربة من حزب نتنياهو، بدل أن تذهب لاتجاهات مناوئة أو منافسة لا يؤمن جانبها في المعركة الأساسية التي وسمت هذه الجولة الانتخابية بسماتها وهي معركة بقاء نتنياهو أو الإطاحة به. وتأكيدا على متانة العلاقة بين الليكود والصهيونية الجديدة، وإدراك تميزها عن علاقة الليكود بباقي الأحزاب اليمينية تصف الكاتبة رافيت هيخت في مقال لها في 25 آذار الحالي بأن حكم اليمين في إسرائيل بات يعتمد على ساقين اثنتين هما البيبية (نسبة لنتنياهو) والكهانية!
لكن هذا الاتجاه يبدو مقلقا وغير مطمئن لجمهرة الإسرائيليين، ويلاحظ انشل بابر في مقاله ب”هآرتس” في اليوم التالي للنتائج أن نتنياهو، ومعه إسرائيل، يذهبان في اتجاه معاكس تماما لاتجاه ثاني أكبر تجمع يهودي في العالم، اي الولايات المتحدة، فالتجمع الأول يذهب باتجاه الصهيونية الدينية والتطرف والأصولية اليهودية، بينما يهود الولايات المتحدة بأغلبيتهم الساحقة (80 في المئة) اختاروا جو بايدن الديمقراطي على حساب دونالد ترامب، وهذا سيسبب شرخا عميقا بين أكبر تجمعين يهوديين في العالم.
حركة مصنفة إرهابية
سبق للحكومة الإسرائيلية أن صنفت حركة كاخ (هكذا) كحركة إرهابية، وأخرجتها من دائرة القانون في عام 1994 بعد وقت قصير من ارتكاب أحد أعضاء الحركة وهو الطبيب باروخ غولدشتاين مجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل والتي راح ضحيتها عشرات الفلسطينيين. وهذه الحركة التي أسسها الحاخام مائير كهانا ( قتل في نيويورك عام 1990 على يد المصري الأصل سيد نصير) ، هي امتداد لحركة عنصرية يهودية أسسها كهانا في الولايات المتحدة باسم رابطة الدفاع اليهودية في مطلع السبعينات، جدير بالذكر أن كهانا انتخب لعضوية الكنيست الحادية عشرة بين عامي 1984 و 1988 على رأس حركته هذه، لكن المحكمة العليا الإسرائيلية منعت كهانا وحركته كاخ من خوض انتخابات الكنيست الثانية عشرة بسبب آرائه العنصرية المتطرفة وتحريضه على العنف ضد غير اليهود.
ينقل أحمد خليفة في دراسة له عن حركة كاخ نشرتها مجلة دراسات فلسطينية في ربيع عام 1994، فقرات مطولة من آراء كهانا المنشورة في المصادر الإنجليزية والعبرية ومن بينها قوله” إن تعاسة إسرائيل وجميع متاعبها ناجمان عن الفلسطينيين العرب، واليهود المتغربين عن يهوديتهم، فالفلسطينيون خطر على الشعب اليهودي ودولة إسرائيل، وهم كمجموع يتكاثرون كالبراغيث، وإذا لم يعالج أمرهم فسوف يصبحون بمرور الوقت أكثرية في البلد، ويغيرون القوانين لينهوا دولة إسرائيل كدولة يهودية، وهم كأفراد يلوثون الشعب اليهودي بملاحقتهم الفتيات اليهوديات، وينتزعون لقمة العيش من أبناء الشعب اليهودي بمنافستهم على أماكن العمل، بأجورهم الرخيصة”
وكان كهانا داعية صريحا للعنف ضد العرب والفلسطينيين، وهو القائل” إذا كانت الدولة غير قادرة، أو غير راغبة في الرد بالمثل على من يريق الدم اليهودي فمن واجب الأفراد فعل ذلك بأنفسهم”.
ويقتبس خليفة جملة قالها كهانا حسب مقال نشره أفي كيتسمان في هآرتس مستهجنا وقوف الكنيست دقيقة حداد اثر مقتل كهانا عام 1990 ” أنا أقول لكم ما يشعر به كل واحد في قرارة نفسه، اجعلوني وزيراً للدفاع ولن يبقى منهم صرصور واحد هنا!”
كهانا حي
انقسمت حركة كاخ بعد مقتل زعيمها ومؤسسها مائير كهانا إلى قسمين، الأول هو الذي احتفظ باسمه الأصلي وكان مركزه في مستوطنة كريات اربع، وبرز من بين أعضائه كل من باروخ مارزل ونوعام فريدمان والقاتل باروخ غولدشتاين، والقسم الثاني كان بقيادة بنيامين كهانا نجل مؤسس الحركة، وكان مركز هذا القسم في مستوطنة تبوح جنوب نابلس.
ولازالت شخصية كهانا تمثل أيقونة تجذب شبيبة المستوطنات والتيارات ذات التوجهات العنصرية والعنيفة المتطرفة، ويمكن العثور، وخاصة في أوقات الأزمات والتوترات، على شعارات مطبوعة على الجدران في مختلف المدن الإسرائيلية تقول “كهانا حي” أو “كهانا كان صادقا” مع صورة تخطيطية تسهل طباعتها لمؤسس هذه الحركة.
ليس بالضرورة أن تكون كل الأعمال الإرهابية اليهودية، ولا معظمها نفذت على ايدي جماعة كاخ أو جماعات مرتبطة بها تنظيميا، فقد ساهمت كاخ كغيرها من جماعات الصهيونية الدينية في إشاعة مناخات الاستعلاء اليهودي وكراهية العرب والدعوة إلى طردهم، وظهرت في هذا السياق جماعات قريبة ومتكاملة مع كاخ، وبعضها كانت ذات أهداف ملموسة ومحددة مثل غوش إيمونيم التي كانت حركة علنية واسعة هدفها تشجيع الاستيطان، وحركات أكثر تخصصا مثل جماعة أمناء جبل الهيكل التي حصرت أهدافها في هدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل الثالث مكانه، كما ظهرت جماعات سرية متخصصة في أعمال العنف كجماعة إرهاب ضد الإرهاب (تي. إن. تي) المسؤولة عن تفجير سيارات ومحاولة اغتيال عدد من رؤساء البلديات الفلسطينيين في الضفة.
تيار أم حزب؟
يصنف بعض المتابعين للشأن الإسرائيلي حزب الصهيونية الدينية كجزء من الأحزاب الدينية “الحريدية”، لكنه في الحقيقة مختلف بشكل نوعي، ولعله لا يأخذ من الدين إلا ما يعزز اتجاهاته العنصرية والاستعلائية والإيمان بالتميز الجوهري لليهود عن بقية البشر، وذلك هو الأمر عينه الذي فعلته الصهيونية التقليدية، أي صهيونية هرتسل ومن تبعه من مختلف الاتجاهات، مع الدين.
والذي يغلب على أداء هذه الجماعات القريبة من كاخ وفكرها، هو سلوكها اليومي الذي يجسد اكثر أشكال العمل السياسي تطرفا وعنصرية، من خلال الدعوة إلى تهجير العرب والفلسطينيين وطردهم من “أرض إسرائيل”، كما يتقاطع الأداء السياسي لهذه الجماعات ويتداخل مع سلوك الجماعات الخارجة عن القانون، وعصابات الإجرام على شاكلة جماعات شبيبة التلال، وجماعات تدفيع الثمن “تاغ محير”.
ويمكن القول أن “الكهانية” في إسرائيل هي تيار، وليست مجرد حركة منظمة لها هيئاتها وسجلّ أعضائها، ولكونها كذلك فإن أفكارها منتشرة لدى فئات أوسع بكثير ممن يحسبون عليها كأعضاء أو ناشطين، ويمكن بكل سهولة أن نعثر على “الثقافة” والسلوك الكهاني لدى كثير من منتسبي أحزاب الليكود واسرائيل بيتنا ويمينا وأمل جديد وغيرها من الأحزاب، كما لدى مجموعات حلقية صغيرة منتشرة في أماكن كثيرة وليست مترابطة بالضرورة، كالمجموعات التي تشن هجمات منظمة ودائمة على القرى الفلسطينية فتخرب المزروعات وتسمم المواشي وترتكب جرائم قتل فظيعة مثل جريمة إحراق عائلة دوابشة، وجريمة خطف وقتل الطفل محمد أبو خضير. وفي الدعاية السياسية والبرامج نعثر على أفكار كهانا من قبيل الدعوة إلى تهجير مواطني قرى المثلث منتشرة لدى كثير من الأحزاب والسياسيين، التي وجدت لها صدى ليس في دعاية ووثائق حزب اسرائيل بيتنا فقط، بل حتى في وثيقة صفقة القرن التي طرحها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
متخصص في الدفاع عن القتلة
تمثل السيرة الذاتية لايتامار بن غابير سيرة عادية لشاب نشأ في أجواء التطرف، وتشبع بأفكارها، ووجد بيئة متكاملة ومواتية لنمو أفكاره من فتى عنيف إلى سياسي يتبنى العنف كمنهج، بن غبير هو محام شاب نسبيا (44 عاما)، متزوج من أيالا ولهما ستة أولاد، ولد لأبوين قادمين من كردستان العراق، ونشأ في “مفاسيرت تسيون” غرب القدس، ويقيم الآن في “غفعات هأبوت” الواقعة ضمن مستوطنة كريات اربع في الخليل. اشتهر بن غبير بدفاعه عن المتهمين بارتكاب جرائم وأعمال عنف ضد الفلسطينيين مثل المتهم الرئيسي بحرق عائلة دوابشة، كما دعا مرارا للإفراج عن يغئال عمير قاتل رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق اسحق رابين. وسيرة حياة هذا السياسي الصاعد حافلة بالأحداث المثيرة والمواجهات مع الشرطة ومع أجهزة الدولة وحتى مع وسائل الإعلام.
عرف بن جبير بآرائه المتطرفة منذ فتوته وشبابه المبكر، حيث انضم لحركة “كاخ” في سن السادسة عشرة، وقد أعفي من الخدمة في الجيش بسبب آرائه المتطرفة، ودخل في سجالات ومشاكسات عديدة، ووجهت له العديد من لوائح الاتهام بجرائم الشغب والتحريض على العنصرية ودعم منظمة إرهابية، كما منعته نقابة المحامين من الانضمام لها بسبب ماضيه الإجرامي، لكنه استأنف القرار وفاز في دعواه وانضم للنقابة عام 2012.
سبق لبن غابير أن خاض معركة قضائية مثيرة ودعوى تشهير مع الصحفي أمنون دانكنر الذي وصف الشاب المتطرف، خلال حلقة لبرنامج “بوبوليتيكا” عام 1995 بأنه نازي صغير تعقيبا على مشاركة بن غبير في المظاهرات المنددة باسحق رابين التي شبهته كضابط نازي وعبّأت الأجواء لاغتياله، دانكنر كسب القضية في البداية، لكن بن غابير واصل الاستئناف حتى كسب القضية وحصل على تعويض رمزي.
ويبدو أن حرص بن غبير على دخول عالم السياسة دفعه للتخفيف من غلوائه وتطرفه المعلن على الأقل، فقد تخلص من صورة الطبيب القاتل باروخ غولدشتاين التي كان يعلقها في غرفة جلوسه، وبات يبدي مزيدا من الاعتدال في مقابلاته فأعلن أنه لا يكره جميع العرب، لكنه ظل يدافع عن قاتل رابين بزعم أن الحكومة افرجت عن إرهابيين قتلة (يقصد الفلسطينيين) فمن باب أولى أن يتم الإفراج عن يغئال عمير.
لا لإهدار أصوات اليمين
واظب الكهاني الجديد على خوض الانتخابات للكنيست خلال الجولات الأربعة الماضية، وكان يحصل دائما على نسبة تتراوح بين 1% إلى 2%، وهي نسبة لا تؤهل قائمته لاجتياز نسبة الحسم والحصول على مقعد في الكنيست، لكنها نسبة لا يستهان بها حين يحتدم الصراع على كل صوت وعلى كل مقعد كما هي حال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي كان يصارع في كل مكان لانتزاع مقعدين إضافيين أكثر مما تعطيه الاستطلاعات. المثير للاهتمام أن القاعدة الانتخابية التي تصوت لبن غبير وقائمته الكهانية، ظلت معه وملتزمة به، ولم ينفرط عقدها مع أول فشل كما يحصل عادة مع الأحزاب والشخصيات التي تجرب حظها، ما يدل على أن حزب “عوتسماه يهوديت” يملك قاعدة ثابتة ومستقرة، وذلك ما مكّن المحامي المتطرف من الدخول بقوة في ائتلاف مع حركة نوعم وهي ذات صبغة دينية ورئيسها آفي معوز أولا، ثم مع الاتحاد الوطني – تكوما برئاسة بتسلئيل سموتريتش، ومن المرجح أن بن غبير حظي في مختلف مراحل إبرام هذا الائتلاف بدعم بنيامين نتنياهو وأعوانه.
هدف بن غابير من هذا الائتلاف واضح، إنه نفس هدف بنيامين نتنياهو إذ يقول رئيس حركة “عوتسماه يهوديت” تعقيبا على الاتفاق كما تنقل عنه صحيفة “يسرائيل هيوم” في عددها ليوم 31/1/2021 ” منع قيام حكومة يسارية يجب إنشاء اتحادات على اليمين، والتواصل مع صديقنا العزيز ( ماعوز) الذي يعمل بجد لضمان الهوية اليهودية. قوتنا هي وحدتنا “.
المستوطنات قاعدة التطرف
حصل حزب الصهيونية الدينية على ما نسبته 5.1 % من مجموع الأصوات، ما مكنه من الحصول على ستة مقاعد، ويمكن تتبع مواقع قوة ونفوذ الحزب الجديد، حسبما تظهر خريطة انتخابية نشرها موقع صحيفة يديعوت أحرونوت على الانترنت ynet ، فور ظهور النتائج النهائية يوم 26/3/2021، فيتضح أن القوة الرئيسية لحزب الصهيونية الدينية تتركز في المستوطنات، وخاصة في مستوطنات جنوب الضفة في منطقتي بيت لحم والخليل وكذلك في بعض المستوطنات المحيطة بالقدس، وتلك الواقعة بين محافظتي سلفيت وقلقيلية الفلسطينيتين ومركزها مستوطنة أرييل. ففي مستوطنة بيت إيل في رام الله حصلت قائمة الصهيونية الدينية على نسبة 75% من الأصوات، وفي كل من مستوطنتي كدوميم وأفني حيفتس شمال الضفة حصلت على نسبة 56% من الأصوات، وفي كريات أربع قرب الخليل على 54%، وفي كرني شومرون على 37%، في حين لا يكاد يظهر اي حضور لمنتخبي هذا الحزب في المدن الكبرى وخاصة في تل أبيب وحيفا وبئر السبع، ولكن يظهر تأييد طفيف لها في بعض بلدات الجنوب وخاصة في الغلاف المحيط بقطاع غزة. من الواضح أن هذه القائمة كانت منافسا شديدا لحزب يمينا اليميني الاستيطاني المتطرف، وجرفت جزءا كبيرا من قاعدته الانتخابية، ولعل ذلك يعود في جانب منه إلى ان بينيت، وحين تهيّأ له في بداية السباق الانتخابي أنه يمكنه منافسة نتنياهو على رئاسة الحكومة، حاول الخروج من صورة الحزب القطاعي ذي الصبغة الدينية الذي يمثل المستوطنين دون غيرهم، إلى الحزب الوطني اليميني الذي يمثل الإسرائيليين أينما كانوا، فكان أن خسر جزءا من المستوطنين دون أن يربح أصوات الإسرائيليين العاديين، ما مهّد الطريق لحزب الصهيونية الدينية كحزب متطرف من دون اي التباس، وحليف يعتمد عليه لنتنياهو في الوقت نفسه.