مَنَارُ الفِدَا .. في ذكرى وفاةِ القائد والشَّاعر توفيق زياد
د. حاتم جوعيه | المغار – الجليل – فلسطين
بكاكَ السُّهَى والمجدُ والفنُّ والشِّعرُ
رحيلكَ ما أقسَى ولا مثلهُ ِوزْرُ
///
بكاكَ النضالُ الحُرُّ يا خيرَ قائدٍ
ترفُّ على الأجيالِ آمالُكَ الخُضرُ
///
وقد بدَّدَتْ دُرَّ الدُّموع ِ يدُ النّوَى
وَللبُعدِ أشجانٌ يضيقُ بها الصَّدرُ
///
دَعَتكَ قلوبُ الكادحينَ وأجهَشَتْ
وَقد طابَ منها السِّرُّ للهِ والجَهْرُ
///
وَمُدَّتْ إلى الباري الأكُفُّ ضَراعة ً
وقالَ لهُنَّ الحقُّ قد ُقضِيَ الأمرُ
///
رثاؤكَ يُهدي المَدحَ حَقَّ ثوابِهِ
إذا ضلَّ في أوصافِ منْ دُونكَ الشِّعرُ
///
إليكَ مَنارَ المجدِ أجملُ باقةٍ
تتيهُ على الفنِّ الجميلِ وَتأسُرُ
///
وما العيشُ إلا َّ فترة ٌ مُستعَارَة ٌ
ُتردُّ ولكنَّ الثناءَ هُوَ العُمرُ
///
مَلاتَ الدُّنى نفحَ الكفاح ِ وسُؤدُدًا
فأنتَ مدَى التاريخ ِ حلمٌ مُعَطَّرُ
///
وَفجَّرتَ فينا كلَّ عزمٍ وهِمَّةٍ
وَأترَعْتَ فينا الفِكرَ فالقلبُ مُزهِرُ
///
وِعُذنا بذاكَ العَزمِ فانهَزَمَ الرَّدَى
وَلذنا بذاكَ الصَّرح ِ فافرَنقعَ الذ ُّعْرُ
///
بناصِرةِ الأحرارِ شعبٌ مُفَولذ ٌ
أبيٌّ مَدى الأيَّامِ.. فجرٌ يُنوِّرُ
///
هَنيئا ً لشعبٍ أنتَ فيهِ مُخَلَّدٌ
وَصِيتكَ للأجيالِ مِسٌكٌ وَعنبَرُ
///
وَناصرة ُ الأمجادِ صرحُ عرينِنا
تتيهُ على الدُّنيا سَناءً وتفخرُ
///
مصَابٌ جليلٌ ليسَ يُسْلى وإنَّما
سيبقى مَدَى الأعوامِ نارًا ُتسَعَّرُ
///
بكاكَ جميعُ الناس أهلٌ وإخوَة ٌ
قلوبُهُمْ نارٌ ، وأجفانُهُمْ بَحْرُ
///
” وتوفيقُ زيَّادٍ ” سَمَا بنِضَالِهِ
على شرفاتِ المجدِ صوتٌ يُزَمجِرُ
///
بتوفيق ِ زيَّادٍ أنِيرَتْ دُروبُنا
وَأشعِلَ فينا العزمُ ، والروحُ والفكرُ
///
مَنارَالفِدَا خُضتَ المَعَاركَ صامِدًا
لنيلِ حُقوق ٍ، أمسِ، قد شابَهَا هَدْرُ
///
وَضَحَّيتَ.. قدَّمتَ النّفيسَ لأهلِنا
وَلمْ تثنِكَ الأهوالُ والخطبُ يزأرُ
///
مَناقِبُكَ المُثلى وَمَنْ لم يَدِنْ بها
فإيمانُهُ كُفرٌ وَعرفانُهُ نُكْرُ
///
وَعزمٌ غدَا يرتاعُ من رُعبِهِ الرَّدَى
وَترفلُ في أردانِهِ الفتكةُ البِكرُ
///
لأجلِ حقوقِ الشَّعبِ لم تحن ِهامَة
وَأنتَ إلى أبنائِهِ الشَّهدُ والخمرُ
///
سَمَوتَ على الخطبِ العَصِيبِ وَلمْ َتهُنْ
وَحَلَّقتَ في الجلَّى جَمُوحًا كما النّسْرُ
///
وفي “برلمانِ “الغُبْنِ كنتَ مُناضِلا ً
وَتستلُّ حَقًّا. قد نبَا نابُهُ الغدرُ
///
تصَدَّيتَ جَهْرًا لليمينِ وَرِجسِهِ
وَلاذتْ بكَ الأحرارُ واندَحَرَ الشَّرُّ
///
وَفيكَ اليَسَارُ الحُرُّ ألهِبَ عزمُهُ
تحَدَّى الرَّزايا وانجَلى الفَدفَدُ الوَعْرُ
تركتَ لنا كنزًا ثمينا مُخَلَّدًا
وَأشعارُكَ الغُرُّ الحِسَانُ هيَ التَّبرُ
///
تُرَاثُكَ يبقى للشُّعوبِ مَنارَة ً
تتِيهُ بهِ الأنغامُ، والفنُّ، والفكرُ
///
فقدناكَ يا رمزَ النضال ِ ورُكنَهُ
“وفي الليلةِ الظلماءِ يُفتقدُ البدرُ “
///
غيابُكَ قد أبقى فراغًا مُؤَرِّقا
وَمَنْ سَوفَ يُمليهِ وقد ُقصِمَ الظهرُ
///
وَمَا العيشُ إلا َّ فترة ٌ مُستعارَةٌ
ُترَدُّ ، ولكنَّ الثناءَ هُوَ العُمرُ
///
وَذِكرُكَ يبقى كلَّما لاحَ بارقٌ
وَمَا ناحتِ الورقاءُ أو طلعَ الفجرُ