وداعاً أيُّها الكونيُ.. إلى سعدي يوسف

مصطفى مراد | العراق

على مضضٍ متى ما طابَ ريقُ

ستُنبِئُكَ المواسِمُ والوريقُ

///

بأنّكَ لا تمتُّ الى سواها

وأنَكَ (أيُها الولدُ الطليقُ)

///

تَمّرُ كما السحابِ تنثُ شِعراً

عراقياً برائِحةٍ تروقُ

///

لِأنفاسِ الترابِ بهِ امتزاجٌ

تُراودُهُ ، يُراوِدُها العشيقُ

///

بداخلِها لخارجِها هروبٌ

بخارجِها لداخلِها الزعيقُ

///

صراعٌ فلسفيٌ في حضورٍ

ومن ازلٍ يؤيدُهُ الفريقُ

///

على كُلِّ الحساباتِ امتدادٌ

لِما تجنيهِ عن شكٍ فروقُ

///

بيومٍ ما يُمزقُهُ احتراباً

ويومٍ ما مودتُهُ تتوقُ

///

لرحلةِ أُفْقِهِ او في مسيرٍ

عمودي الخُطى والوقتُ ضيقُ

///

وكنزُ السُندسِ المدفونِ افشى

لحارسِهِ الجزوعِ بما يُطيقُ

///

عنِ الصبرِ المُزيفِ وارتباكٍ

يخاتلُهُ الزفيرُ او الشهيقُ

///

وقفتُ على الفراغِ بغير معنى

وَأُومِئُ – أمهِلوني لا تُريقوا

///

بقايا ، ما سَيُمسِكُهُ غيابٌ

أُلَوِّحُ والقصيدَةُ والطريقُ

///

تُسَنِّدُني هُناكَ فسوفَ يُغمى

على لُغَتي وما عندي رفيقُ

///

أُهروِلُ بينَ افراجِ القوافي

واسألُ أيَّكُنَ بهِ تليقُ

///

بوجهي غُبرةٌ وتجعُداتٌ

وخطُّ الحُزنِ موروثٌ عريقُ

///

وَثِيمَتُهُ بطابِعِنا مزاجٌ

وكأسٌ من مرارَتِها تُذيقُ

///

جديبَ الروحِ ، عشبَ الروحِ نشقاً

ولا يُعليهِ في رِئَتيَّ ضِيقُ

///

يُشاغِلُني ابنُ يوسُفَ عن رُهابي

ويسحبُني تودُدُهُ الرقيقُ

///

كما كلِّ الصعاليكِ القُدامى

أهيمُ بنوبةٍ لا استفيقُ

///

وداعاً يا لهذا الظعنِ فيهِ

يتامى او سبايا الشِعرِ سيقوا

///

وداعاً ايُّها الكونِيُّ أنّى

تشاءُ فانَّ عالمَكَ العميقُ

///

تدورُ وانتَ قُطبٌ لا يضاهى

بلا شدخٍ ولا عطبٍ يُحيقُ

///

برؤياكَ التي قد كانَ ادنى

شظاها – عندَ نيزكِهِ البريقُ

///

يُحَوِّلُ ما بخيبَتِنا طموحاً

مثيراً ، يُستَساغُ بهِ الحريقُ

///

تقولُ فتُسرجُ الكلماتُ خيلاً

مُجَنّحَةً ، لها وقعٌ رشيقُ

///

لها سرٌ تُحَرّكُهُ الخفايا

وتشرحُهُ السماءُ فَمَن يُعيقُ

///

على كُهنٍ وانتَ بِصَولَجانٍ

سوى عرشِ الفرادةِ لا يليقُ

///

بحضرَتِكَ الأخيرةِ حيثُ تمضي

فَأُفقُكَ نابتٌ وهو العتيقُ

///

عَطَفتُ اليكَ لكن لم تُجبني

ومغفِرَة ً بلا عُذرٍ تسوقُ

///

مُمزقةٌ ٌ بلادُ الربِّ هذي

بطولٍ او بعرضٍ تستضيقُ

///

بها من كلِّ لونٍ مستريبٍ

شقيقٌ لا يواءِمُهُ شقيقُ

///

عدا بعضٌ على بعضٍ فماتا

ولم يُبعث غرابٌ والنعيقُ

///

علا في كلِّ صوبٍ واشرأبت

عيونُ الموتِ والدمعُ العقيقُ

///

اخاديداً يُحَفّرُ في قلوبٍ

هَمَت فيها ومذبحةٌ تُريقُ

///

أمانَ اللهِ لا عُذراً يواري

وسوأتُنا هي الوطنُ السحيقُ

///

تلاقَفَهُ الغُزاةُ بكلِّ حربٍ

وطبَّلَ خائِنٌ مِسخٌ صفيقُ

///

على دفقاتِ ثديِ العارِ كانت

مراضِعُهُ وذا وصفٌ دقيقُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى