عم يتساءلون

عصمت شاهين دوسكي | كوردستان العراق

عمً يتساءلون 

عن الحب والجمال والقلب الحنون

أم عن الإنسان والعمران يعمرون ..؟

بين جدران مرمر يتهامسون 

حينا ترتفع أصواتهم 

حينا بين وبين يتجادلون 

عمً يتساءلون 

من شرب  أكثر 

من  أكل  الأثر 

ماذا ترك الهائمون ..؟ 

كيف سرق الأقربون من الأقربين ..؟

كيف صفقت الأيدي  ..

تعلمون أم لا تعلمون …؟! 

°°°

عم يتساءلون 

قسموا الأرض إلى أجزاء 

قطعوا الأجزاء إلى أشلاء 

فهل يكتفون أم لا يكتفون..؟! 

عجبت لمن باع ضميره 

سكن في صرح مع دنانيره 

عجبت لمن باع وطنه للأفيون 

ثم أمام العالم يناشد بل يناشدون !!

عمً يتساءلون 

عن أفواه بين القمامة يأكلون 

عن أجساد على الأرصفة ينامون 

أم عن امرأة ثكلى لا تجد مأوى 

صبية تبحث عن أمل بلا جدوى 

لا ميزان بين من يعدلون  

°°°

عمً يتساءلون 

عن الذي صنع الحرب ودمر 

عن الذي اغتصب وقتل وهجر 

لا سؤال لمن يعبثون

أصبحت الآلهة على الأرض كثيرة

تسلط على الرقاب الصغيرة 

فرعون قال: أنا إله .. 

فولد فرعون ، فرعون ، وفرعون

رداء البراءة يلبسون

بماء الشرف يتطهرون

وأمام الملأ يبكون

°°°

عمً يتساءلون 

من فاز باللقمة الأكبر

يمحو الإنسانية أكثر 

يرفع راية الله أكبر ويتساءلون

لا يهم خراب البيوت

صرخة طفل جائع يجهل السكوت

فأي عون يأتي بلا عون ؟

أقدام تسير في طريق مجهول

صدور تئن من الوجع ولا تقول

آه من قلوب فقدت العيون

°°°

عمً يتساءلون

عن كؤوس وحانات وغانيات

عن رؤوس صاخبات هائمات

وبالعري يفتنون

عن جمع الكروش والكروش

وخزينة تتعفن فيها القروش

مثلما تتعفن البطون

إن سأل الفقير لمَ أنا فقير ..؟

وسأل المهجر لمَ أنا في تهجير ..؟

ألستم مسلمون ..أم نحن كافرون ..؟

عمً يتساءلون 

دولة حبلى داخل دولة 

ودولة داخل دولة أخرى

هكذا يستقلون أم يتفرقون ..؟

عن أوطان سقطت كأوراق الخريف

عن أفئدة  تشردت بصمت الشريف

ما تجرأ عليها الأولون

بيع النساء ، اغتصاب الصبايا

تجردوا من الإنسانية عرايا

لا يخافون ، لا يرحمون ، مفلسون

كذبوا ، كذبوا ، حتى صدقوا

هم الآلهة على الأرض فاحترقوا

لا تابوت ولا حفرة فيها يقطنون

لم يطعموا فلا أحد أطعمهم

لم يسقوا فلا أحد سقاهم

وظلوا يتساءلون

لم نحن في الجحيم ساكنون ..؟

لم نحن في الجحيم هالكون ..؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى