تغيبين فيتوجع حضوري

عزيز فهمي | كندا
وأنتِ غائبة
أقضي كل أسئلتي
في ضفر شعرك
سنابل لبداية الربيع
لآلئ لضحكة الأنهار
سفوحا شاردة تصلي لقمم الشوق
وأحزمة للرقص
ألُمُّ أسرار الغروب
كل مساء
وأنتظر
لعل بوح الفجر
يتدلى حبائل وصل
ألمُّ الطرقات التي تؤدي إليك
أفكها من أسر المسافات
فأترك لك أغنية وراء الباب
فوق حذائك الأسود
وقبلة على شالك الأزرق
كلما رفرف فرحا فوق شفتي
أرسل عطرك ليدلني على حدائق زهورك
وأمنح صمتك شمعة
فأصعد دخانا منتشيا بنارك
أنزل عليك ظلا
أحررني مني
كي تنهد طائعة حدودك
فبحجم عوائقك
تكون مخلفات غزواتي
ورفرفة أعلامي على هضابك
لذا أطلب منك:
لا تكوني
انتقام الرياح
من عطر الأزهار
في بستان فلاح فقير
مثلي
لا يملك غير الدعاء معولا
يغرس به الرجاء
لا تجعلي غيابك يشقق ولعي
كما يشقق جفاء السماء
بكارة التراب
فإني لا أملك غير حلمي
وحنجرة مبحوحة
بالنداء
ليس جميلا
أن يطول غيابك
لأن صغار النجم في مرآتي
تظل صغيرة تبكي
وكل النيازك في كفي
تتشظى وعنك تحكي
فكوني رقيقة كالفطائر المعسلة
في فم جائع
وكوني معطفا يقي نبض قلبي
من خشخشة الوجع
في أحشائي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى