انتبهي.. هُنا دُنيا العِنب

ريم سيد خلف | مصر – الرياض

ك حَبةِ تِين بين حُقولِ الفراولة أُجبرت على الرحيل لتجدَ نفسها بين عَناقيد العنب فلا هي بالتي بلغت عنجهية الفراولةِ وغرُورها ولا بالتي قاومت تكدس العنبات وتنوعِها ..

مرّ عام، عامٌ كامل نعم مرَّ وانتهى… مرّ عامٌ ملئ بالكثير والكثير من ألطاف الله وحسن تدابيره.
أزعمُ أنني فقدت بعضاً من تلك الطفلة التي سافرت بعمرِ العاشرة وعادت بعدها بـ ثماني سنوات ولم يتغير فيها شئ سوى اكتسابها لبعض السنتيميترات،(ولسان أطول) (زي ما بابا وماما بيقولوا) وأنا أنكر.

اكتسبت عددا لا بأس به من الأصدقاء والصديقات؛ لم تكن لدي تلك المهارة المغناطيسة في جذب القلوب وأسر العقول؛ لكنني أعتقد أنها إرثي من أمي وهي مهارة القلوب الصافية، قد أخفتها الغربة عني لكن مالبثت أن ظهرت حين عادت لـ ” الوطن”..
فأنا أحبهم وأظن أننا نتبادل المشاعر نفسها لكن ما أعلمه يقيناً أني أحبهم وكفى!

ها أنذا أعود بعد عام مضى، وفي مقعد الطائرة النافذة المطلة على فضاء الله وملكوته؛ ترن في أذني كلمات محمود درويش واليوم عيد ميلاده أو ذكرى وفاته واقرأ معه:(أحن إلى خبز أمي وقهوة أمي .. ولمسة أمي .. وتكبُر في الطفولة يوماً على صدر يوم وأعشق عمري لأني إذا مت،أخجل من دمع أمي!)

وأبي قال مرة حين صلّى على حجرْ:
غُضَّ طرفاً عن القمر
واحذر البحر .. والسفر !
حسناً، سأحذر.. يا سيد خلف

وأقول لنفسي أخيرًا: انتبهي.. هُنا دُنيا العِنب .

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى