عراق الحضارة
خالد الحامد /العراق
إِذَا حَلَّ صَمْتٌ وَضاعَ الكَلاَمْ
فَلاَ تَحْسَبْ الصَّمْتَ مِنَّا مَرَامْ
أتَبْقَى السيوفُ بِغِمْدٍ تَنامْ
وَذي الحَرْبُ فِيهَا صَلِيلُ اِحْتِدامْ؟
عِرَاقُ الحَضَارَةِ يَبْقَى جَرِيحاً
وَبَغْدَادُ ثَكْلَى بأيدي اللِئَامْ
نَجُوبُ الأرَاضِي بِحُزنٍ وَ قَهْرٍ
وَ طفلٌ يَتيمٌ بِظُلمٍ حَرَامْ
فَذَلكَ يَوْمٌ وَ ذَلكَ مجدٌ
نُصَارِعُ فِيهِ المَنَايَا اِنْتِقَامْ
حَطُومٌ يُميتُ الوَرْودَ سَرِيعاً
وَفِي شَطَطِ البؤسِ يَبْقَى ضِرَامْ
فَجمعُ الدَّناءَةِ يَسْعَى خَرَاباً
وَبِالْكُفْرِ يَنْعَى جميلَ السَّلاَمْ
فقُلْ للمَنيّةِ إنْ طَرَّ فَجْرٌ
تَلاشَى الشِّقَاقُ وَزاحَ اللِّثَامْ
لثامُ العَّمَالَةِ يَبْقَّى وَ ضِيعاً
وَمهما تَسَنَّمَ عَالِي المَقَامْ
أفَخْرُ الأصَالَةِ يُدمى نَقِيعاً
وَمَا زَالَ يَرنُو إليهِ الأَنَامْ؟
بِأَرْضِ السَّوَادِ سَيصْدَحُ لَحْنٌ
ليُثْرِي العُقُولَ وَيَمْحُو الخِصَامْ
فَتَشْدُو السَّماءُ بِصَوْتٍ حَصِيفٍ:
سَلِيلُ الشُمُوخِ عِرَاقٌ هُمَامْ
بِثَأْرِ الشَّبَابِ سَنَكْتُبُ نَصْرَاً
بِفكرٍ وَ عِلْمٍ نُزيحُ الظَّلاَمْ
فَإنْ حَقَّ قَوْلٌ وَنَافَ الوِئَامْ
يَزُولُ الهَوانُ بِصَدْحِ القِيَامْ