شآم

هالة الأخرس | سوريا


هي ياسمينةٌ تُراقِصُ بردى ،
وهو يهرولُ بينَ بساتينِ النارنجِ،

يحتسي همسةَ المدنِ ،
ويبشر بغناءِ الأرواحِ،
معطَّراً برائحةِ الحبِّ وشرائطَ من ضفائرِ البناتِ، يجري،

يرقصُ في لجّةِ العمر ،
ينتظرُ قبلتهُ عندَ اكتمالِ الصباحِ،

قصيدتي أكتبُها من فجرِ قاسيونَ المعطرِ بالأمل ،
وأصلي العنفوانَ،
فتُسكَبُ البراءةُ في مآذنِ الشام،
كشيماءَ ترفعُ خمارَها لكرومِ العنبِ،

تختبئُ بينَ أشعةِ الشمسِِ الأولى،
لتداعبَ فتوقَ الياسمين،

نحوَ النجومِ تمدُّ غيمةَ فرحٍ تزهرُ بالانتماءِ،

شآم
أنتِ مواسمُ قطافِ العنبِ
زيزفونةٌ معتقةٌ بالندى ،

لكِ يا مدينةَ الياسمين ،
نغنّي الأبجديةَ
ونتزينُ بالحناءِ ،

أنثى الخصب
لم تزل صبيةً،
لم يدنّسْ ترابَها غاصبٌ،

حلمٌ وأمنيةٌ
وتاريخٌ،
وحب أزليٌّ،
وأشعارٌ تُلاعبُ مواويلَ الشّامِ.

عروسٌ تتزينُ بشرائطَ من ذهبٍ،
تلبسُ ثوبَها من زهرِ البيلسانِ.

لكلّ قطرةٍ تداعبُ فجرَ الأمل،
أهدي شوقي وحنيني ،
لعينَي الشام .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى