أسلوب الخاطرة واللغة الشعرية في نص «ليس زمن الحب» لهدى حجاجي
بقلم: محمد الخفاجي
نص “ليس زمن الحب” عبارة عن مناجاة ذاتية لبطلة القصة وحــوار وجداني بين النفس ومرآتها أو بين النفس، وما تتخيله كمحاور أو متتبع مفترض أو عائـم على الأزمنة في الماضي والحاضر والمستقبل.
تعودنا ذلك من الكاتبة التي كثيراً ما تعتمد على ذلك في قصصها القصيـــرة، على الحاكي المناجي لنفـسه المختـلق لحوار عابر على الأزمنة سواء كان بطلاً أم بطلة. هذه المرة بالغـت بذلك مــما جعل النص يقترب بمحتواه من الخاطرة المجردة من الحدث أو القصيدة النثرية المعتمدة على الشاعرية بتتابع الصور والإيحاءات والرموز.
العنوان مكون من ثلاثة ألفـاظ فعل ناقص ومضاف ومضاف إليه مع إضمار محذف وتقدير الكلام: ليس هـذا زمن الحـب أو ليس ذلك الزمــن الحب. أما فكرة أو خلاصة أو ثيمة النص فهي عقدة الفراق ووحشة الهـجر ومعاناة الوحدة.
الشخصيات: بطلة امرأة ليلى ومحاور لها في بعض أطوار النص آدم، مـع اقتباسات من خلال مداخلات الحوار لمحاورة بين غادة السمان وغسان كنفاني.
الزمن والمكان: غير محدد لأن القصة تعتمد على إفضاء البطلة واصطناعها للحوار مع بث ما في دواخلها بعائمية للزمن والمكان. نطالع عبارة “كان يكفيها الفراق والوحدة لتموت حلما وحزنا ..” وهي ما بدأ به نص القصة القصيرة وبدا كأنه منفى أو حكم نهائي.. بعد ذلك بدأت بتحـديد مــا أدى لذلك الحكم أو الوصول للمنفى النهائي.
قرار بالانسحاب والرحيل والانزواء عن الأحداث والبقاء كذكرى تم اتخاذه بسبب الأيام التي هي أقوى من الإنسان… أقوى من الحلم… أقوى من الحزن حتى… هذا هو الإفضاء الذي بدا به النص.
عجز وعدم فهم وتيه لكن ما السبب.. كما عبارة: ” كنت مثلك تائهة تماما .. لا أرى إلا عالم، أو بالأحرى العالم الذي تريد أن تراه، تنسج أحلامه وتحققها”. ما يعني أن حكم المنفى والفراق والانسحاب والرحيل والانزواء عن المجتمع والعجز والتيه وعدم الفهم والعجز تسبب فيه الإيمان بِشخص آخر مشــارك لبطلة النـص في حياة ما قبل المنفى وحكم الفراق. وكأنها تعيش دورين مختلفين دور البطولة ودور الشخصية الثانوية ما بين خيال وواقع.. لعبة الأحلام ونسجها ثم تحقيقها وأدوار البطولة والأدوار الثانوية وتجسيدها على خشبة مسرح الخيال والواقع هي التي أدت إلى الوصول للمجهول..
حوار نشأ بين ليلى وآدم بتبادل للأدوار والتحليق في سماء الخيال ثم الوقــــوع على أرض الواقع تنتهي بـ ” أسئلة محيرة… لماذا أنت ؟ ولماذا أنا؟ ولماذا نحن بالذات؟…
نهاية تحسم الجدل حول المتسبب بكل ذلك… مشتركان تسببا به.. لماذا أنت؟ ولماذا أنا؟…
بل قد يكون المتسبب بذلك دائرة متداخلة بعضها ببعض… لماذا نحن بالذات؟…