لنرفع عَلَمنا الفلسطينيّ عاليا
جميل السلحوت | أديب مقدسي
بداية نتمنّى على أمن سلطتنا الفلسطينيّة أن لا يستعمل القوّة ضدّ أيّ مواطن فلسطينيّ، وأن يحترم الحرّيّات العامّة ويحميها، ومن يخالف القانون يمكن تقديمه للقضاء؛ ليحاكمه بنزاهة وعدل -حسب القنون- الذي لا يفرّق بين مواطن وآخر مهما كانت مكانته.
أمّا بالنّسبة للعَلَم الفلسطينيّ، فهو عَلَم الوطن الذي هو وطن الفلسطينيّين جميعهم بغضّ النّظر عن انتماءاتهم السّياسيّة، والعَلَم رمز للسّيادة، وعلى المواطنين جميعهم أن يحترموه وأن يرفعوه؛ ليرفرف عاليا في سماء الوطن، ولتذكير من لا يعرف أو تناسى فإنّ العَلَمَ الفلسطينيّ هو علَم الوحدة العربيّة، وبالتّالي له حرمته التي يجب الحفاظ عليها، ولنتذكّر دماء مئات الشّهداء الذين اغتالهم الاحتلال وهم يرفعون العَلَمَ خصوصا في الإنتفاضة الأولى. ومن باب أولى يتوجّب على الفصائل والأحزاب الفلسطينيّة كافّة أن تثقّف أتباعها وأنصارها على احترام عَلَم الوطن، وعليها أن تتوافق على إلغاء راياتها الحزبيّة الخاصّة، التي تمثّل التّعصّب الحزبيّ الأعمى المقيت، فالعَلَمُ الوطنّي هو علم الوطن، وليس عَلَم الحزب أو الفصيل الحاكم.
وهذا ما يجب أن تلتزم به السّلطة القائمة في الضّفّة الغربيّة وإمارة حماس في قطاع غزّة، وما أعلامُ الفصائل والأحزاب إلا تكريس وتغذية للإنقسام الذي ألحق ضررا كبيرا بفلسطين الوطن وبالشّعب الفلسطينيّ. ولا يحظى فصيل أو حزب فلسطينيّ مهما كان حجمه بتأييد الشّعب الفلسطيني جميعه ولا حتّى نصفه أو رُبْعه، وبالتّالي لا يحقّ لأيّ منها أن تزاود على شعبها، ومهما كانت الخلافات الحزبيّة التي دمّرت قضيّتنا وشعبنا فإنّه يجب أن لا تصل إلى درجة العداء والإقتتال، وبالتّالي فإنّ الإستغناء عن الأعلام الحزبيّة لصالح عَلَم الوطن تمثّل خطوة هامّة على طريق وحدة أبناء شعبنا، وإلغاء رفع الأعلام الحزبيّة والفصائليّة يجب أن يكون شاملا وليس انتقائيّا. فهل نتّعظ رحمة بالوطن وبمقدّساته وبشعبه شعب الشّهداء، الذي ضحّى ولا يزال يضحّي في سبيل تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلّة بعاصمتها القدس الشّريف بعد كنس الاحتلال ومخلّفاته كافّة.