جهنم

مروان عياش | سوريا

اللوحة من أعمال هيرونيموس بوس

هاتوا لي زبرَ الحديد
علِّي استنطق عظامه
هاتوا لي زيتونَ البلاد
أوقدُ تحتَه نارا
هاتوا لي أقلامَه… أَسمِلُ عينيه
هاتوا لي حبيبتَه
أُفتشُ في رحمها
أين خبَّأ أولاده
و أمه
التي أرضعته الترابَ والعنادَ
انبشوا قبر أبيه لعلَّ فيه لاءه
أحضروا مَنْ علمهُ الكتابة
والمشيَ على السحاب
و رصفَ البحر
جرُ الشمس… و تأخير الغيابَ

هاتوا لي عصاي
أهشُ بها عليكم..
و ليِ فيها مآرب أخرى
دُرتي…
المنقوشُ عليها آياتُ حكمتي
تاريخُ حياتي
مِن عصرِ اللا سروال
إلى عصر الحرير العظيم
هاتوا لي عصاي
فأنا عندما أَقبضُ عليها
أشعرُ بفحولتي
وانتصبُ
وكأن دماء الشعب
تسري في عروقي
فكم غرزتها… في رحم امرأة
كم باركتُ بها… رأسَ كاتب
كم كسرتُ بها… أيادٍ آثمة
بها
حطمتُ تماثيلَ الطغاة قبلي
بها
قصفتُ جيوشَ الأعداء
وفسرتُ بالعصا لكم
مصاحفكم
أناجيلكم
شرحتُ لكم الدستور
بَينتُ لكم الفرق بين المواطن العابد و الصالح المأجور.

هاتوا لي كل شيء
إن النار سبيلُ الحرية
النار سبيلنا للبقاء
النار انتصار أبدي
وطهارة.
لا تطفئوا البلاد
إن الأطفال يرتجفون برداً
إن الحليب تجمدَ في أثداء الأمهات
ألا رحمة بالعباد
ألا تخافون يوماً
تخرج الناس من جهنم
فلا تطفئوا البلاد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى