يعز علي تمزيق الصورة المتخيلة
عبد الرزاق الصغير | الجزائر
في الشتاء تغرب الشمس بسرعة
لا أدري لما أحب هذه الأجواء الباهتة المفعمة بالبرد
تستغرب صديقتي عندما أدعوها للمشي تحت الرذاذ
بين أشجار الدلب والكينا الساكنة
ظاهرا جدا تملص العشية الشاحب تشعر به كما ترى أزرار النوار الأبيض في أحواض شجر القيقب
أضواء قريبة
بعيدة
مبطنة
موجة برد تجتاح هذه القصيدة
حتى معاطف البالة
غالية ، ويقال انها حاملة لأمراض معدية
السوق
خلف المسرح
الذي كان كنيسة التي كانت جامعا
ليس إلا سلاحف في صندوق خشب رمادي
لم يأبه لها أحد
وعجوز بين يدها دبابيس
كانت
ورد أحمر وبنفسجي
كان العشاق يتهافتون عليه
الوردة بقيمة مؤونة معوز لأسبوع
تتشبث في ذراعي من البرد صديقتي
أحب بوابة المسرح المقوسة
وسلمه الحجري المستدير البسيط الأملس حد الذل
تفركه النوء كما تفرك زوجة
عامل في محجر أكمام كنزاته وياقات قمصانه
أحب نبتة نسميها نحن مريم شهباء شاحبة تشبه الشيح
شفائف صاحبتي
المزرقة
رعشاتها
الخفيفة
///
على الرف المغبر
كتب مائلة
مجعلكة
فلنقل مجعدة
أوراق وبقايا زهر يابس بني وزهري
قصص مات أصحابها
شياطين ، ملل
وعلل ، ملفات
وقضايا قتل سجلت ضد مجهول
الفراشة السوداء الوحيدة
ينعتها أطفال الحي
بالجنية
جنية
هاهي جنية
واقفا في المفترق يسندني جذع مشماشة كبيرة
أتخيل جوف
أو تجويف
أو شق
امرأة عابرة
كذئبة تستكشف المنطقة
يزعجني البرد
وألم في ظهر الذاكرة
يعز علي تمزيق الصورة
المتخيلة