الصدر يون و مفتاح الأغلبية

أحمد حسن الوكيل

ينقل عن حكيم قوله: “ألبقاء مع الجماعة يبدد الفزع، ولا شئ يثير الخوف مثل الانفراد”

تباينت الآراء حول الأغلبية البرلمانية، فتارة يؤخذ بالقائمة الفائزة, وأخرى يؤخذ بالتي يتم بالتحالف الذي يعلن, قبل الجلسة الأولى, وما بين هذه وتلك احتدم الصراع, وبدأ الخلاف ليصل, إلى انحراف العملية السياسية, فليس من قانون ثابت, يحدد الكتلة أو القائمة الفائزة.

أثناء تشكيل التحالفات, قبل الشروع بالترشيح, تبدأ عملية تحديد أسماء القوائم والتحالفات, التي تنوي المشاركة في الانتخابات, وفي العراق ذي المكونات المتعددة, فقد قام تقسيم القوائم, حسيب تلك المكونات, وكل قائمة لها توجهاتها, والرئيسية هي/ الشيعية, والسنية, والكردية/ وعلى هذا الأساس, يتم تحالف القوائم الأخرى.

نُقِل عن حكمٍ أنه قال:”ألذين يحدّقون في العتمة طويلاً، يرون أمامهم ما يتوهّمون من الخيالات” يرى أغلب الساسة العراقيون, أن العراق عبارة عن بلد مظلم, وهذا مما يرونه من أفعالهم الفاسدة, كونهم يعيشون في سواد أعمالهم, متمنين أن لا يراهم الشعب, فيرفضهم إن ويختار غيرهم, لذا فهم لا يريدون رؤية النور, كي لا يفتضح فسادهم, ويعملون على إبقاء المواطن, في نفس ذلك النفق.

كَثُرَ الفساد في العراق, فأخذ بعض الساسة التصريح به دون حياء؛ فقد أصبحت الثروة مباحة, فعمل بعضهم على خلط الأوراق, عن طريق رفع شعار, التفكير الجمعي المعروف,( شَلِع قَلِعْ كلهم حراميه) مع أنهم مشتركين معهم, والأكثر من ذلك بشاعة, أنهم قاموا بمصادرة الحقوق بالتظاهر, فأخذوا بنصرة المطالبين بحقوقهم ظاهراً, يغيرون حكومة تارة, ويفرضون وجودهم ولو تعرض المعترضين للقتل, فلا تهمهم لأرواح, بقدر ما يقد يحصلون عليه, من الكعكة العراقية الدسمة, التي يسيل لها اللعاب.

تغير قانون الانتخابات ليبدأ السباق, من يصل للأغلبية سيكون حاكماً, ولكن النتائج لم تأتي كما خُطِطَ لها, فـ(75 مقعدا) لا تكفي للإنفراد بالحُكم, ولابُدَ من الشراكة والتوافق, وهذا ينافي مبدأ التغيير, الذي وُعِدَ به الشعب, كما أنَّ المرشحين للرئاسات, يقعون تحت الرفض, فالمجرب لا يجرب الشمولية, لا تجعل منهم مؤهلين للحكم, فساد الجلسة الأولى للبرلمان اللغط, مع أن اليمين الدستور تم, وتم اختيار رئيس البرلمان ونائبَيه.

لا زال الشعب ينتظر, فالعراق دون رئيس منتخب برلمانياً, نزعٌ بين الكرد بحزبيه, فكل يرى أنه الأحَق, رغم الشبهات التي يراها بعض الساسة, فقد عُقِدَت الجلسة بحضور بضع عشرات, لتؤجل الجلسة لعدم توفر النصاب, رغم ما قيل عن اكتمال شراء المناصب؛ وتوزيع المغانم دون مشاركة, من يرون أنهم قد تم تهميشهم.

لا زالت المفاوضات جارية, كي يصعد الإطار في قطار الحكم, دون ضِلعٍ من أضلاعه, خلال هذه المعمعة السياسية, ظهر تصريحٌ خطير, من السيد حازم ثقة الصدر, فقال في جمع من حوله” ألحنانة مصدر القرار السياسي والديني” هكذا بكل صراحة, يلغي المرجعية العليا, وساسة العراق كافة, كل ذلك قبل أن تتكون الحكومة, فهل هو مخطط لدكتاتورية جديدة, أم إنها لعنة الفساد؟     

نصيحة من حكيم قال فيها:”لا تأكل من الحرام مهما عذّبك الجوع فالموت جوعاً أهونُ من عيشِ الحرام.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى