مقال

صراع الطبقات الاجتماعية

موسى محمد دبيش| اليمن
خاض تجربة صعبة تطلَّع إلى القمر في السماء وقرر الوصول إليه مهما كان بعده.. كان شابا في مقتبل العمر عيناه فيها بريق نظرته ثاقبة رغم صغر سنه كان يدرس ويعمل في نفس الوقت لم يكن لديه اي وقت ليعيش عيشة اقرانه فقد كانت ظروفه صعبة استمر على هذا المنوال وفي احد الايام كان يسير في الطريق فإذا بفتاة تقف حائرة عند دولاب سيارتها الفارهة فتوقف بجانبها وعرض عليها خدماته رحبت بذلك واثناء تغييره لدولاب سيارتها تجاذبا اطراف الحديث ففوجئت بثقافته ولباقته في الحديث وشد انتباهها ذلك البريق في عينيه وما ان عمل اللازم وغير دولاب السيارة حتى استقر في قلبيهما شيئا من الاعجاب المتبادل ومضت الايام وهما على تواصل واحيانا يسترق الوقت من عمله ليلتقيا لبضع دقائق كانت كافية لولادة حب عذري جارف استمر لشهور ولم يعد احد منهمايستغني عن الاخر بدأت عائلتها تلاحظ عليها اثر تلك العلاقة فقرروا مراقبتها دون علمها فوجدوها مع ذلك الشاب في احدى لقاءاتهما ولكنهم ابقوا الموضوع سرا عنها وبدأوا في السؤال عن ذلك الشاب فوجدوه لايملك من حطام الدنيا شيئا وبدأو يتكلمون معها عن المستوى الاجتماعي وعن التكافؤ في الزواج وهي بدورها بدأت تحس بأنهم على دراية بتلك العلاقة ولكنها بقيت على ماهي عليه وبدأت تحفز الشاب على التقدم لطلبها من اهلها ولكنه كان يحس بماهو عليه وماهي عليه فكان يسوف في القدوم لطلبها •
وذات ليلة قالت لها امها ياابنتي البسي افضل مالديك وتجملي فسألتها ولم ذلك فكانت الصاعقة وذلك ان احد الشبان من عائلة ثرية مرموقة قادم لخطبتها
رفضت وابدت اسباب كثيرة للرفض وقررت الاسرة التراجع عن ذلك الشاب واصرت على الشاب ان يتقدم ولكن التردد كان مستحوذا عليه وامام اصرارها وحبهما الجارف قرر خوض تلك التجربة المريرة وبالفعل لبس افضل مالديه ولكنه لم يجد اللبس مناسبا فاستعار مع صديق له لباسا كان انيقا في نظرة على الاقل واخذ باقة من الزهور وذهب وبمجرد وصوله الى بوابة المنزل الذي كان يطل على حديقة كبيرة وموقف للسيارات كان في استقباله اخوها اخذ منه الزهور واشار الى احدى السيارت التي كانت معطلة وطلب منه اصلاحها تردد قليلا وقال انا قادم لموضوع مهم قال له اصلح السيارة وبعدها نستمع لموضوعك استسلم لطلبه وذهب الى السيارة واصلحها بالمفكات التي وضعها اخوها هناك حتى لايعتذر بعدم وجود مفكات وبعد ان اصلحها قال له كم المبلغ الذي اصلحتها به قال لالا لااريد شيئا اصر عليه ليعرف المبلغ الذي اصلحها به فقال له كذا كذا فأخرج المال واعطاه حاول رفض المبلغ ولكن اخوها اصر عليه فقبل اخذ المال وبعد اخذه للمال قال له هل وصلت الرسالة قال له متغابيا اي رسالة؟ قال له كنت اعرف سبب قدومك واعرف انك تطمع في الزواج بأختي واعرف انك لاتحبها بل تحب مالها انت قمت باصلاح السيارة واخذت ذلك المال فلو اصلحت في اليوم الواحد ثلاثين سيارة فهل ستعيش اختي بهذا الدخل هذا اذا فرضنا انها ثلاثون سيارة اختي كماترى مستواها المعيشي ولن تستطيع بعملك هذا ربع مصروف يدها اليومي اخذت اجرتك واصبحت في جيبك عد من حيث اتيت ولاتنظر الى السماء فتقع على رقبتك اجعل نظرك تحت قدميك حتى لاتقع فرج يجر اذيال الفشل والاسى والحزن.
حاولت الفتاة بكل الوسائل اقناع اسرتها بذلك الشاب دون جدوى بل كانت نتيجة محاولاتها انها منعت من الخروج واحضروا لها شابا من مستواهم الاجتماعي واصروا على عقد قرانهما وبالفعل تم عقد القران وفي ليلة زفافها تناولت جرعة من السم لتختم حياتها الى الابد.
حاولوا اسعافها ولكن قد فات الأوان..  علم ذلك الشاب بماحصل وذهب الى قبرها يخاطبها ليل نهار حتى خارت قواه ووجدوه ميتا بجانبها
الجشع والطمع وسوء الظن بذلك الشاب كانت السبب في تلك النهاية المأساوية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى