متى نكون أمة ولادة؟
نجاة صادق الجشعمي | الإسكندرية
ذات يوم كنت أتحدث إلى صديقة عبر النت في مكان ما من العالم، حول أكبر نقاط الضعف في أخلاقنا العملية والعلمية، إذ إننا نميل دوماً إلى السير في الطريق المرسوم لنا طريقاً عبّده لنا الأجداد، ونقله عنهم الآباء حتى وصل إلينا، نسير في طريق معبد، دون أن نفكر في رسم خارطة لطريق جديدة، وعبر قنوات جديدة، نميل إلى السهولة، ونميل إلى الجاهز المتوفر .
تعلمنا أن الله تعالى يرزق الجميع، ويوفر أسباب الرزق، حتى دون حراك ــ وكثيراً ما نذكر أن نملة عمياء تحت صخرة صماء في الأعماق يرسل الله إليها رزقها ــ ولم نفكر أن السعي للوصول إلى الرزق هو الطريق الصواب، ومع هذا يبقى الأغلب الأعم مقتنعاً بأن حديث العجائز والأجداد يمثل طريق الخلاص والصواب .
عادات وتقاليد في المحافل المختلفة كلها تسير على نمط رسمه لنا غيرنا، وبقينا نحافظ عليه، ونتمسك به، بل هناك من يمثل الحياد عنه كفر بتقاليد القبيلة، وننسى أن الحياة تتطور، والواقع يتغير بإستمرار، وعلينا أن نصنع لأنفسنا طريقاً جديدا، طريقاً يتماشى مع الحداثة والتقنيات الجديدة.
كل ما في وجودنا تقليد لغيرنا، لا نأخذ المبادرة، ونبني لجيلنا مجداً يغير أعراف القبيلة، ظلامية الخوف من المجهول، وكأنّا نسير إلى الهاوية. من هنا علينا أن نبتكر لنا طريقاً جديداً يتلاءم مع التطور والمعاصرة.
فردت صديقتي بقولها: يجب أن نأخذ من أجدادنا، وأهلينا جوهر التقاليد ونطورها بحسب متطلبات عصرنا، ونصنع طريقنا الجديد، لنكون أمة ولاّدة ..