هكذا تكلم الفلسطيني
أحمد نسيم برقاوي
وماذا بعد؟
الجمجمة المحشوة بقار التيه و السبي
تسأل في سرها:
من أين لهذا العجوز الذي يدب على عكازه
ويعتلي تلال الجليل وجبالها
كل هذه البراعم من الآمال التي لا تنتهي
من أين له هذا اليقين المطلق
بأنه وحده الباقي على على أرض كنعان
الجمجمة الحمقاء لا تسمع أجوبة الأرض ولا أناشيد شجر الزيتون
شتان بين من يمرح في جبال عيبال معتداً
وذاك المتخفي خوفاً بين أسوار
وبرج مراقبة
وخوذة لا تنجب إلا اليأس
الكوفية التي ترفرف على رأس
صديق الفضاء و الريح و المطر
صاحبها لا يبكي على جدار
تعلم من نبيه ،الذي يحب الحياة،
ومنح لأحفاده
روح أجنحة البراق
بأن الطريق إلى السماء سالكة
ولا يعرج إليها
إلا كي يعود إلى الأرض
محملاً بسناءات النجوم
الفلسطيني الذي يختزن المسيح في فؤاده
يختزن روح الحب و القيامة من الموت
وأناشيد مواسم البذار و الحصاد و الجني و القطاف
معجزة هزت عروش اليقين:
المطر الفلسطيني يهطل من الأرض
ليسقي السماء
ظن العدم ان الارض لا تختزن إلا القبور
اصم لم يسمع موسيقى الأردن
وأغاني أفراح العماد
وظن ان الأرواح فرت من اجسادها
ونسيت حناجرها الوعول
مارحا في الارض يمشي
وسيفه مفلول من قراع الزهور
ما كان يدري ان البراكين تهزأ
حتى من صمت الصخور
ان هي الا صرخة
لتمتلئ بالفُنِق ساحات الحياة
لتعلن بدء النهايات وبدء النشور
أنا الفلسطيني
أنا
الشهيد
الحي
العاقل
الشجاع
الواحد
الكثير
النابذ
المعطاء
الطائر
الساكن
المتحرك
الينابيع
الأنهر
الباسط
المغيث
الآمل
الحالم
الرافض
الساخر
الهازيء
الساخط
المشاكس
المتسائل
المجيب
المتجذر في سهول كنعان وجبالها
أنا الفلسطيني
ذات الحياة ونشيد الأمل
والوجود الأصيل