لن نتأخر في الإياب
سمير حماد | شاعر وكاتب سوري
ابقي هنا أيتها الفراشة ، لاترحلي ،
حلّقي فوق رأسي , وحولي،
أحاول من خلالكِ أن أُعيد الفرحة لقلبي ,
وصورة الأيام التي رحلتْ ،
وأيام الطفولة التي ضاعت.
أيتها الملاك الجميل الذي يذكّرني بشقاوتي , وضجيج صراخي , ودموعي،
عودي بي على أجنحتك , إلى الزمن الأحلى ،
تعبتُ من التنقّل بين خيام الصمت , وخلف بحار الرحمة ,
متى سأعود كما عدتِ , بعد أن كنتِ , ضائعة شريدة ،
كلانا يحمل بين ضلوعه للأرض , عشقاً , ونارا ..
مثلكِ ، كنت , وما زلتُ , كأنّني , شبح الغياب ,
كم اكتويتُ , بنار الوقت ..
كم بحثتُ عن الضياء وعن مفاتيح النهار ..
تحطّين على عريشة الياسمين , كي تنامي على بياض الحلم ؟
هل ما زالتِ تبحثين عن الضوء , مثلي ,
أم أنك تنتظرين الريح , فوق الضفاف , كي تحملك عالياً،
كل شيء ما يزال هنا منتظراً عودتنا،
الشاطئ والصحراء والعتمة والازهار والجداول والأسماك والعصافير ،
فاحفري معبدا لكِ في جذوع الشمس، وانتظري،
لن نتأخّر في الإياب..