تقييم الذات وقصيدة الحياة
محمد زهدي شاهين | فلسطين
رحم الله امرأً عرف قدر نفسه، وقوّم ذاته وعيوبه قبل أن يقوّمه الناس، ورحم الله من وقف عند حدوده ولم يتخطاها. لهذا فمن الضروري بأن يقوم الإنسان بإجراء تقييم ذاتي لنفسه بين الفينة والأخرى، أو في كل ليلة؛ ليقف على يومه وما تخلله من أحداث، أو في كل مرحلة من مراحل حياته.
إن تقييم المرء لنفسه ما هو إلا رأي اجمالي عن ذاته ، وهو أمر في غاية الأهمية، من خلال مقارنة ما كان عليه سابقا مع واقعه الحالي وما هو عليه الآن، ومعرفة مدى قربه أو بعده عن الاستقامة والصلاح، من أجل السعي وبذل الجهد المطلوب لإصلاح عيوبه، وتحديد طموحه من أجل تحقيق النجاح والوصول إلى الهدف الذي يصبو إليه.
عثراتنا في هذه الحياة ، هي بمثابة دروس وعبر لنا، والحكيم من يتعلم ويتعظ من أخطاء غيره ، كونه يربح الوقت الذي كان سيتم إهداره على إصلاحه وتصويبه الخطأ الذي كان من الممكن بأن يقع فيه.
كما ذكرت أنفاً فتقييم الذات أمر في غاية الأهمية، من أجل معرفة تقديرنا ورضانا عن أنفسنا، أهو رضى منخفض يا ترى أم مرتفع ، وغالباً ما يكون رضى الإنسان عن نفسه مرتفعاً كونه كائنٌ يتطور مع مرور الزمن، ويكتسب الخبرات والمعرفة، مما يجعل حياته ثريةً بالتجارب مع مرور الوقت. وهذا ما يساعدنا في اكمال رحلة وقصيدة الحياة القصيرة كما يجب.
في أسوأ الحالات عندما نجد أنفسنا بأننا ما نزال نراوح مكاننا في أي جانب من جوانب الحياة، يجب علينا أن ندرك تماماً بإن الحياة لا تتوقف ، لهذا لا بد لنا من المضي قدماً متفائلين موقنين بأن شمس الصباح لا بد لها من أن تشرق من جديد، نعم لا بد لها من أن تشرق مهما طال الليل وامتدت سود الليالي.
وهذا ما يساعدنا في اكمال رحلة وقصيدة الحياة القصيرة بحذق واتقان ، وكما قال إيليا أبو ماضي في قصيدته ما للقبور:
إن الحياة قصيدةٌ
أعمارنا أبياتُها
والموت فيها القافية…
لهذا لا بد لنا من اغتنامها فيما يرضي الله قبل فوات الأوان.