ﻗﺼﺔ ﻭﻋﺒﺮﺓ.. ( ﻣﺆﺛﺮﺓ ﺟﺪﺍ )
د. أسماء السيد سامح | مصر
ﺗﺰﻭّﺟﺖ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻣﻦ ﺗﺎﺟﺮ ﻏﻨﻲّ، ﻟﻪ ﻣﺤﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻳﺒﻴﻊ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻘﻤﺎﺵ ﻭﺍﻟﻤﻼﺑﺲ ﻭﻛﺎﻥ ﺑﺨﻴﻼ ﺟﺪّﺍ، ﻭﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺍﺷﺘﺮﻯ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺩﺟﺎﺟﺔ، ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺃﻥ ﺗﻄﺒﺨﻬﺎ ﻟﻴﺘﻨﺎﻭﻝ ﺟﺰﺀﺍ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ، ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﻥ ﻳﺘﻨﺎﻭﻻﻥ ﻃﻌﺎﻡ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﺳﻤﻌﺎ ﻃﺮﻗﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﺏ.. ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺍﻟﺒﺎﺏ، ﻓﻮﺟﺪ ﺭﺟﻼ ﻓﻘﻴﺮﺍ ﻳﻄﻠﺐ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻄّﻌﺎﻡ ﻷﻧﻪ ﺟﺎﺋﻊ، ﺭﻓﺾ ﺍﻟﺰﻭﺝ أﻥ ﻳﻌﻄﻴﻪ ﺷﻴﺌﺎ ﻭﺻﺎﺡ ﺑﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﻛﻼﻣﺎ ﻗﺎﺳﻴﺎ ﻭﻃﺮﺩﻩ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ: ﺳﺎﻣﺤﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﺳﻴّﺪﻱ، ﻓﻠﻮﻻ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﺓ ﻭﺍﻟﺠﻮﻉ ﺍﻟﺸّﺪﻳﺪ، ﻣﺎ ﻃﺮﻗﺖ ﺑﺎﺑﻚ .!
ﻟﻢ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻤﻞ ﺍﻟﺴّﺎﺋﻞ ﻛﻼﻣﻪ، ﻭﺃﻏﻠﻖ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺑﻌﻨﻒ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻪ، ﻭﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﻃﻌﺎﻣﻪ، ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ: ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺃﻏﻠﻘﺖ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻫﻜﺬﺍ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺴّﺎﺋﻞ؟ .
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺑﻐﻀﺐ: ﻭﻣﺎﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﺗﺮﻳﺪﻳﻦ ﺍﻥ ﺍﻓﻌﻞ؟ .
ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﺗﻌﻄﻴﻪ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪّﺟﺎﺟﺔ، ﻭﻟﻮ ﺍﺧﺬ ﺟﻨﺎﺣﻴﻬﺎ ﻳﺴﺪّ ﺑﻬﺎ ﺟﻮﻋﻪ.. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺰﻭﺝ: ﺃﻋﻄﻴﻪ ﺟﻨﺎﺣﺎ ﻛﺎﻣﻼ؟! ﺃﺟﻨﻨﺖ؟ .! ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ: ﺇﺫﻥ، ﻗﻞ ﻟﻪ ﻛﻠﻤﺔ ﻃﻴّﺒﺔ .!
ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻳﺎﻡ ﺫﻫﺐ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﺘﺠﺮﻩ ، ﻓﻮﺟﺪ ﺃﻥ ﺣﺮﻳﻘﺎ ﻗﺪ ﺃﺣﺮﻕ ﻛﻞ ﺍﻟﻘﻤﺎﺵ ﻭﺍﻟﻤﻼﺑﺲ، ﻭﻟﻢ ﻳﺘﺮﻙ ﺷﻴﺌﺎ، ﻋﺎﺩ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺇﻟﻰ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺣﺰﻳﻨﺎ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ: ﻟﻘﺪ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺤﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﺤﻞ ﺭﻣﺎﺩﺍ، ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﻻ ﺃﻣﻠﻚ ﺷﻴﺌﺎ …
ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ: ﻻ ﺗﺴﺘﺴﻠﻢ ﻟﻸﺣﺰﺍﻥ ﻳﺎ ﺯﻭﺟﻲ ﻭﺍﺻﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﻀﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻗﺪﺭﻩ، ﻭﻻ ﺗﻴﺄﺱ ﻣﻦ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻟﺴﻮﻑ ﻳﻌﻮّﺿﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮﺍ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻗﺎﻝ ﻟﺰﻭﺟﺘﻪ: ﺍﺳﻤﻌﻲ ﻳﺎ ﺍﻣﺮﺃﺓ، ﺣﺘﻰ ﻳﺄﺗﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍﺫﻫﺒﻲ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺖ ﺃﺑﻴﻚ؛ ﻓﺄﻧﺎ ﻻ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﻋﻠﻴﻚ .! ﻭﻃﻠّﻖ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺯﻭﺟﺘﻪ ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺮﻣﻬﺎ ﻓﺘﺰﻭّﺟﺖ ﻣﻦ ﺭﺟﻞ ﺁﺧﺮ ﻛﺮﻳﻢ ﻳﺮﺣﻢ ﺍﻟﻀّﻌﻔﺎﺀ، ﻭﻳﻄﻌﻢ ﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻴﻦ، ﻭﻻ ﻳﺮﺩّ ﻣﺤﺮﻭﻣﺎ ﻭﻻ ﺳﺎﺋﻼ .
ﻭﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ، ﺩﻕّ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻓﻨﻬﻀﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻟﺘﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻄّﺎﺭﻕ ﻭﺭﺟﻌﺖ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﺰﻭﺟﻬﺎ: ﻫﻨﺎﻙ ﺳﺎﺋﻞ ﻳﺸﻜﻮﺍ ﺷﺪّﺓ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﻭﻳﻄﻠﺐ ﺍﻟﻄّﻌﺎﻡ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺯﻭﺟﻬﺎ:رﺃﻋﻄﻴﻪ ﺇﺣﺪﻯ ﻫﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﺪّﺟﺎﺟﺘﻴﻦ، ﺗﻜﻔﻴﻨﺎ ﺩﺟﺎﺟﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻟﻌﺸﺎﺋﻨﺎ، ﻓﻠﻘﺪ ﺃﻧﻌﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﻭﻟﻦ ﻧﺨﻴّﺐ ﺭﺟﺎﺀ ﻣﻦ ﻳﻠﺠﺄ ﺇﻟﻴﻨﺎ، ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﻣﺎ ﺃﻛﺮﻣﻚ ﻭﻣﺎ ﺃﻃﻴﺒﻚ، ﻳﺎ ﺯﻭﺟﻲ .!
ﺃﺧﺬﺕ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﻟﺪﺟﺎﺟﺔ ﻟﺘﻌﻄﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴّﺎﺋﻞ،ﺛﻢ ﻋﺎﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻟﺘﻜﻤﻞ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﻭﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﺗﻤﻸ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ !…
ﻻﺣﻆ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺫﻟﻚ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺩﻫﺸﺔ: ﻣﺎﺫﺍ ﻳﺒﻜﻴﻚ ﻳﺎ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰﺓ؟. ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﺇﻧّﻨﻲ ﺃﺑﻜﻲ ﻣﻦ ﺷﺪّﺓ ﺣﺰﻧﻲ.! ﻓﺴﺄﻟﻬﺎ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺴّﺒﺐ ﻓﺄﺟﺎﺑﺘﻪ: ﺃﻧﺎ ﺃﺑﻜﻲ ﻷﻥ ﺍﻟﺴّﺎﺋﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻕّ ﺑﺎﺑﻨﺎ ﻣﻨﺬ ﻗﻠﻴﻞ، ﻭﺃﻣﺮﺗﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﻋﻄﻴﻪ ﺍﻟﺪّﺟﺎﺟﺔ ، ﻫﻮ ﺯﻭﺟﻲ ﺍﻷﻭﻝ .!