لا نهرَ للمدينةِ ..لا زورقَ فيها
شعر: عبد السلام العطاري
وتبرأُ بقلقِك
باخضرارِ الماءِ كعينيها!
وتبرأُ بنفسِكَ
الأمَّارةِ بالحبِّ
بشهوةِ اغتسالِ النَّهرِ
بنهديها!
وتبرأُ بصوتِكَ
أغنية باحمرارِ شفتيها
وتقولُ: قبلتي وإغماضةُ عيني بعينِها
وتمضي بكَ الغفوةُ في غيبِ الكهفِ القديمِ
تنادي هذا الزَّورقَ المحمولَ في النّهرِ
روحُ امرأةٍ تركَ لي الظلُّ
ثوبَها الواشي بجمرةِ الجسدِ
والرِّيحُ حمَّلتني عطرَها
وأنا ألوكُ مرارةَ العبورِ
وأقبضُ على الظلِّ في ثوبِها
لا ظلَّ في ظلِّ الحُلمِ
لا نهرَ يعبرُ قلبَ المدينةِ …
لا زورقَ فيها
غير روحي العالقةِ بعشبِ النَّهرِ الذي كان!!
وشوكها يقبضُ على فمي
أكتمُ صرختي ونشيدي يعلو
بصمتٍ يمزِّقُ شفتيَّ
واللِّسانُ تكبِّلُه اللّهفةُ بصمغِها
وأنادي رؤيايَ …
أيقظني أيُّها العوسجُ
بوخزِ قلبي
ليسيلَ الشَّوقُ عطر نهدِها
وأتلوها قصيدةً على النَّهرِ
وما أبرئُ نفسي من قلقِها
والنَّفسُ أمَّارةٌ بالحبِّ وبالتعبِّ.