المغالطات المنطقية وأثرها في الشعر العربي (7)
أ. د. يوسف حطّيني | شاعر وناقد أكاديمي بجامعة الإمارات
الفصل السادس: عقابيل الانتماء
إنّا لمِنْ معشرٍ أفنى أوائلَهم
قِيْلُ الكماةِ: ألا أين المحامونا؟
بشامة بن حزن
(1)
في بداية مسرحية “ميس الريم” الشهيرة للرحابنة تتعطل سيارة زيّون (فيروز) في بلدة ميس الريم، ولكن الخلافات بين أسرتي حاتم (والد شهيدة) وراجي (والد نعمان الذي من المفترض أن يتزوج شهيدة) تَحول دون تصليح السيارة؛ فالبلد نصفان: نصفها مع أم العريس، ونصفها مع أم العروس. وحين تلتقي زيّون مع راجي (والد العريس) يدور بينهما الحوار التالي:
“راجي : تفضلي لَعِنّا.
زيون: هون أريح لا عندك ولا عند حاتم، هيك على الحياد.
راجي: أي حياد؟ ما أنت اللي حرّكت المشاكل.
زيون: أختك تلجي حمستني ضدّن.. أنا بس شفت شهيدة لقيتها حلوة.
راجي: كيف بدها تكون حلوة وبيّها حاتم؟[1]“
إذا دققنا النظر في السطرين الآخرين فإننا سنجد فيهما حكماً غير منطقي على شهيدة، فهي غير جميلة في نظر راجي؛ لسبب غير منطقي هو كونها ابنة راجي، أي أن راجي لا يمكن أن تكون لديه ابنة جميلة؛ لأنه لا يمكن أن تكون لأسرته، وفق منطق العداوة المؤقتة، أيّ سمة إيجابية.
يندرج هذا النوع من المغالطات المنطقية تحت اسم “التعميم المتسرّع (Hasty Generalization Fallacy)؛ فـ:
- “حاتم” رجل غير جيد/ غير جميل.
- “ابنته شهيدة” تننتمي إلى رجل غير جيد/ غير جميل.
- “ابنته شهيدة” غير جيدة/ غير جميلة.
وتقوم هذه المغالطة على أخذ عينة متحيزة، واعتمادها أساساً للتعميم[2]، وتختلف طرق بنائها وتتعدّد. ويورد عادل مصطفى مثالاً مبسّطاً لهذه المغالطة، هو: “التفاحات على وجه الصندوق تتألق نضرة وبهاء، إذن جميع التفاحات في الصندوق من الصنف الممتاز[3]“.
كلا المثالين السابقين ينطلقان من أخذ عينة غير أن الفرق بين المثالين السابقين هو أن وجه صندوق عائلة حاتم لم يكن جيداً، ليحتوي تفاحاتٍ جيدة.
فإذا انتقلنا إلى الشعر وجدنا أشكالاً لا حصر لها تعتمد على مغالطات التعميم، خاصة في أغراض الفخر والمدح والهجاء، إذ تجد المغالطة فيها مرتعاً خصباً؛ لتتناسى مثالب المفتخِر والممدوح، ولتتجاهل مناقب المهجوّ،فتنطلق من خصائص الأجزاء إلى خصائص الكل، أو من خصائص الكل إلى خصائص الأجزاء فتستثمر مغالطتي التركيب،والتقسيم (Composition And Division Fallacy)، أو تأخذ الفرد بذنب المجموع، مستندة إلى مغالطة الذنب بالتداعي (Guilt By Association Fallacy)،أو تركّز في على صفة جزئية محددة دون غيرها، فتلجأ إلى مغالطة رجل القش (Straw Man Fallacy)،وربّما غادرت تلك الأغراض فكرة التدرج المتبادل بين التعميم والتخصيص،فعمدت إلى الاستناد للحجة الشخصية (Argumentum Ad Hominem) في المدح والقدح على حدّ سواء.
فإذا بدأنا من العصر الجاهلي،وجدنا شعراءه يستخدمون صيغة التعميم في موضع التخصيص، على نحو ما نجد في بيتين لضمرة النهشليّ بعد أن أغار على بني العزيّل؛ إذ يقول:
تركتُ بني العُزيِّل غير فخر
كــأنَّ لحـاهـم ثُـمِـغـث بَـورسِ
هـرقـتُ دماءَهم فشرعتُ فيها
بـسَـيـفـي شُـربَ واردةٍ لِخـمسِ[4]
لقد أهرق الشاعر الفارس، كما هو مفترض منطقياً، دمَ فلانٍ وفلانٍ وفلان، من بني العزيّل، ولكنه لم يقم بإبادتهم جميعاً، كما يوحي السياق الحرفي، وهو بالتالي يرتكب مغالطة منطقية لا يهتم لها. ومتى كان الشعراء يحفلون بالمنطق؟ ومتى كانت تهمهم التعميمات الاستقرائية التي لجأ إليها شاعرنا في قوله السابق، والتي تتمثل على النحو التالي:
ملاحظة1: س1 يتسم بالخاصة ص.
ملاحظة2: س2 يتسم بالخاصة ص.
ملاحظة3: س3 يتسم بالخاصة ص.
وهكذا….
إذن: كلّ س يتسم بالخاصة ص[5].
ويمكن أن نتدرج زمنياً فنعطي مثالاً آخر لمغالطة التعميم المتسرع، استثمرها الحطيئة في هجاء بني بجاد، فالذي كان يهمه، ليس المنطق، ولا الصدق، بل تعميم الصفات السلبية على جميع أفرادهم، فلا تقوم لمناقبهم من بعدها قائمة. قال الحطيئة:
قَبَحَ الإلَهُ بني بِجادٍ إنَّهُمْ
لا يُصْلِحُونَ وما استطاعُوا أفْسَدُوا
بُلُدُ الحَفِيْظَةِ وَاحِدٌ مَوْلاهُمُ
جُمُدٌ على مَنْ ليس عَنْهُ مُجْمَدُ
أغْمارُ شُمْطٍ لا تَثُوبُ حُلومُهُمْ
عند الصّباحِ إذا يَعُودُ العُوَّدُ
فإذا تَقَطَّعَتِ الوَسَائِلُ بَيْنَنا
فيما جَنَتْ أيْدِيهمُ فَلْيَبْعُدُوا
مَنْ كان يَحْمَدُ في القِرَى ضِيفَانَهُ
فَبَنُو بِجَادٍ في القِرَى لم يُحْمَدُوا[6]
أما ابن دريد الأزدي، النحويّ المشهور[7]، فقد انتقل في استثمار هذه المغالطة من هجاء القبيلة إلى هجاء المجتمع، فهو يرى الناس (دون استثناء) مغرمين بالبغْيِ والغيبة، يتجنبون فعل الخير، ويميلون إلى الشرّ ويتنافسون فيه. يقول ابن دريد:
أرى الناس قد أغروا ببغيٍ وغيبةٍ
وغيٍ إذا ما ميز النّاسَ عاقلُ
وقد لزموا معنى الخلاف فكلهم
إلى نحو ما عاب الخليقة مائلُ
إذا ما رأوا خيراً رموه بِظِنةٍ
وإن عاينوا شراً فكلٌ مناضلُ[8]
وقد شغل ذمّ عموم الناس (القبيلة/ المجتمع) حيّزاً واسعاً من اهتمام الشعراء، ويمكن أن نشير إلى الشاعر محمود سامي البارودي في مطلع عصر النهضة، الذي جمع الناس والدهر على صعيد واحد، فالدهر غادر، والناس متلونون لا يصونون غيبة الصاحب:
أنا في زمانٍ غادرٍ ومَعاشرٍ
يتلونون تلون الحرباءِ
أعداء غيبٍ ليس يسلم صاحب
منهم وأخوة محضرٍ ورخاءِ
أقبح بهم قومًا بلوت إخاءهم
فبلوت أقبح ذمة وإخاءِ[9]
وعلى الرغم من تفاؤل أبي القاسم الشابي، وموقفه الإيجابي من الحياة والطبيعة والبشر، فإننا يمكن أن نجد له أمثلة في ذم الدهر الذي لم يعطه شيئاً:
ماذا جنيت من الحياة
ومن تجاريب الدهورْ
غير الندامة والأسى
واليأس والدمع الغزيرْ[10]
وقد استُثمرتْ مغالطة التعميم المتسرع على نطاق واسع مع تبلور مفهوم الأمة (العربية/ الإسلامية)، وتراجع العرب والمسلمين على المستوى السياسي والاقتصادي والحضاري؛ فنشأ موضوع “جلد الذات” الذي وضع الأمة (الأمة كلّها) في سلة المهزومين، دون أن يرى بصيص ضوء. ومن ذلك ما نلمسه في كثير مما كتبه عدنان النحوي الذي يشكو إلى الله أمة نائمة، وهت نفوسها، وماتت نخوتها، فيقول:
إلهي وهذي أمّتي في سباتها
وقد مزّقت في مهمهٍ وشتاتِ
أغثنا، فمن ينجي سواك وقد وهت
نفوس وماتت نخوة العزَماتِ[11]
ويسنكر النحوي على الأمة هذه الاستكانة، فيقول:
كأننا حفنة بين الشعوب بدتْ
تذرى فنوهَنُ إذلالاً وإذعانا[12]
ولعلنا نتذكر قصيدة نزار قباني “وفاة العرب”، ومجموعة القصائد التي كتبها بعد حرب حزيران (يونيو) 1967، يشكو فيها العروبة والعرب، ومنها قوله مخاطباً دمشق:
دمشقُ يا كنز أحلامي ومروحتي
أشكو العروبة أم أشكو لك العربا
أدمت سياط جزيران ظهورهمُ
فأدمنوها وباسوا كفّ من ضربا
وطالعوا كتب التاريخ واقتنعوا
مدى البنادق كانت تسكن الكتبا[13]؟
هنا يغيب المنطق؛ إذ يعمّ السواد، ولا يرى الشعراء الأضواء الصغيرة التي لا تستطيع أن تقهر الظلام، وهنا ينظر يوسف الخطيب إلى أمّة العرب، فيقول متعجّباً:
أكاد أومن من شكِّ ومن عجبِ
هذه الملايينُ ليست أمّةَ العربِ
هذه الملايين لم يدْرِ الزمانُ بها
ولا بذي قار شَدّتْ رايةَ الغَلَبِ[14]
وفي المقابل تمّ اسثمار مغالطة التعميم المتسرع في قصائد الفخر والمدح اللذين يعدّان غرضين أساسيين من أغراض شعرنا العربي، إذ جعلت القصائد المفتخر والممدوح جامعاً للخير، وهذا سويد بن أبي كاهل اليشكري يُظهر انتماءه إلى ناس يمتازون (كلهم ودون استثناء) بمزايا الكرم والتسامح وحماية الجار:
مِنْ أُناسٍ ليس من أخلاقهم
عاجلُ الفحشِ ولا سوءُ الجزَعْ
عُرَّفٌ للحقّ، ما نعيا به
عند مرّ الأمرِ، ما فينا خَرَعْ
وإذا هبت شمالاً أطعموا
في قدور مشبعات لم تُجَعْ
لا يخاف الغدرَ من جاورهم
أبداً منهم ولا يُخشى الطَّبَعْ
ومساميح بما ضُنَّ بهِ
حاسرو الأنفسِ عن سوء الطَّمَعْ[15]
ومن أحسن ما ورد في الفخر القبلي ما قاله طرفة، في يوم التحالق الذي انتصرت فيه بكر على تغلب، وكان الحارث بن عباد أشار عليهم قبل بدء القتال أن يحلقوا رؤوسهم؛ حتى يتعارفوا فيما بينهم. قال طرفة:
سائلوا عنّا الّذي يعرفنا
بقوانا يوم تحلاق اللّمَمْ
يوم تبدي البيضُ عن أسؤقها
وتلفُّ الخيلُ أعراجَ النَّعَمْ
خيرُ حيٍّ من مَعَدٍّ عُلِمُوا
لِكَفِيٍّ وابنِ جارٍ وابنِ عمّْ[16]
وهذا عمرو بن كلثوم يخص فرعه في العشيرة بصفات ليست متوفرة في عشيرته ذاتها، ويَظهر التعميم هنا في استغراق جميع أفراد فرعه، لا عشيرته، فهو ـ وإن كان لا يحرم عشيرته صفتي الشجاعة والغلبة ـ مصرّ على تمييز فرعه بصفات تعمّهم. يقول عمر بن كلثوم:
وكنّا الأيمنين إذا التقينا
وكانَ الأيسرين بنو أبينا
فصالوا صولةً فيمنْ يليهم
وصُلْنا صولةً فيمن يلينا
فآبوا بالنّهاب وبالسّبايا
وأُبْنا بالملوكِ مُصَفَّدينا[17]
فقومه هم الأيمنون، في حين أن بقية عشيرته من غير فرعه كانوا على ميسرة الفرسان في قتالهم، وبينما رجع هؤلاء من الحرب بالنهاب والسبايا، عاد فرسان قومه، وقد أسروا ملوك الأعداء ورؤساءهم، وصفدوهم بالقيود والأغلال، دون أن يكون فيهم جبان ولا طالب غنيمة أو سبيّة.
وفي موضوع المدح ثمة أمثلة أكثر من أن تحصى لقصائد تمدح قبائل وأفخاذاً وبطوناً، وتبرّئها من كل دنس، فالنظرة العامة الكلية تسم المزايا التي ينثرها الشاعر على ممدوحيه، ومن ذلك قصيدة قالها الأخطل في مدح بني أمية، ومنها:
وَأَنتُمُ أَهلُ بَيتٍ لا يُوازِنُهُم
بَيتٌ إِذا عُدَّتِ الأَحسابُ وَالعَدَدُ
أَيديكُمُ فَوقَ أَيدي الناسِ فاضِلَةٌ
وَلَن يُوازِنَكُم شِيبٌ وَلا مُرُدُ
المُطعِمونَ إِذا هَبَّت شَآمِيَةٌ
غَبراءُ يَحجَرُ مِن شَفّانِها الصَّرِدُ
وَلَو يُجَمَّعُ رِفدُ الناسِ كُلِّهِمِ
لَم يَرفِدِ الناسُ إِلّا دونَ ما رَفَدوا[18]
وحتى لا نطيل على القارئ يمكن أن نكتفي بمثال واحد من أمثلة الفخر بالعرب في العصر الحديث، حيث يستغرق المدح العرب، بقضّهم وقضيضهم، فهم شجعان لا يهابون عند إيليا أبي ماضي غير رب السماء:
سوف يدرون أنّما العربُ قومٌ
لا يبالون غيرَ ربّ السماءِ[19]
(2)
تفترض مغالطة التعميم في بعض الأحيان وضعاً يميّز الشاعر من غيره، فيكون هو الوحيد، ويكون غيره هو الكلّ، ومن التجليات الشهيرة لهذه المغالطة قول المتنبي:
ودهر ناسه ناسٌ صغارٌ
وإن كانت لهم جثثٌ ضخامُ
وما أنا منهمُ بالعيشِ فيهم
ولكنْ معدنُ الذهبِ الرُّغامُ[20]
هذا الواحد الذي يختلف عن المجموع الذي يجري عليه التعميم، قد يكون ذهباً في التراب، كما عند المتنبي، وقد يكون يقظاً في كون نائم، حين يكون متأملاً أو عاشقاً أو متفكّراً؛ على نحو ما نجد عند الشاعر السعودي محمد هاشم رشيد الذي يعمم النوم على الكون في قوله:
الكون حولي نائمٌ وأنا
وحدي هنا في موكبِ الذكرى[21]
ومثله الأخطل الصغير الذي يطلق هذا التعميم، على الناس والحيوان والماء والنجوم، فالكون نائم، بينما عينا الشاعر تتجولان في الظلام. يقول الأخطل:
أنا ساهر والكونُ نا
مَ وكلُّ ما في الكون نامْ
نام الجميع ومقلتي
يقظى تجولُ مع الظلام[22]
هنا ينطلق التعميم افتراضاً ومبالغة من أجل تخصيص الذات، مع أنّ هذا التعميم في جوهره ليس صحيحاً، فالشاعر الساهر لم يتأكد من نوم الكون، ولكنه استند إلى ليل يلفُّه، ويُنيم الناس حوله, وسبق أن ذكرنا في البداية أن بعض الشعراء كانوا ينطلقون من خصائص الأجزاء إلى خصائص الكل، أو من خصائص الكل إلى خصائص الأجزاء، فيستثمرون بذلك مغالطة التركيب والتقسيم (Composition And Division)، وتشبه مغالطة التركيب أن تقول: ما دامت الشخصيات مرسومة بدقة، والحبكة جيدة، والزمان والمكان موجودان، واللغة جميلة، إذن فالرواية جيدة. أما مغالطة التقسيم فتشبه أن نقول: بيت أحمد يقع في منطقة راقية، فلا شكّ أن مقابض نوافذه وأبوابه فخمة، وأن مرايا حمّامه من أفضل الأنواع.
النتيجة في المثالين ليست صحيحة؛ لأنّ الرواية أكبر من مجموع أجزائها، ولأن البيت الذي يقع في منطقة راقية، قد يحتوي مقابض أبواب ومرايا حمّام عادية، واستتباعاً لذلك يمكن أن نقول إن أجزاء الإيجابي قد لا تكون كلها إيجابية، وأجزاء السلبي قد لا تكون كلها سلبية، وأنّ أفراد قوم الشاعر عمرو بن كلثوم ليسوا على سوية واحدة في الشجاعة، ولكنه يضرب عرض الحائط بمنطقنا، ويقول:
وَقَد عَلِمَ القَبائِلُ مِنْ مَعَدٍّ
إِذا قُبَبٌ بأبطحِها بُنينا
بِأَنا المُطعِمونَ إِذا قَدَرنا
وَأَنّا المُهلِكونَ إِذا اِبتُلينا
وَأَنّا المانِعونَ لِما أَرَدنا
وَأَنّا النازِلونَ بِحَيثُ شينا
وَأَنّا التارِكونَ إِذا سَخِطنا
وَأَنّا الآخِذونَ إَذا رَضينا
وَأَنّا العاصِمونَ إِذا أُطِعنا
وَأَنّا العازِمونَ إِذا عُصينا
وَنَشرَبُ إِن وَرَدنا الماءَ صَفواً
وَيَشرَبُ غَيرُنا كَدَراً وَطينا[23]
وثمة نص آخر للشاعر بشار بن برد ينحى المنحى ذاته؛ إذ ينتقل من تفضيل القبيلة العام، إلى تفضيل الخصائص الجزئية، يقول بشار:
سَأُخبِرُ فاخِرَ الأَعرابِ عَنّي
وَعَنهُ حينَ بارَزَ لِلفَخارِ
أَنا اِبنُ الأَكرَمينَ أَباً وَأُمّاً
تَنازَعَني المَرازِبُ مِن طُخارِ
نُغاذى الدَرمَكَ المَنفوطَ عِزّاً
وَنَشرَبُ في اللُجَينِ وَفي النُظارِ[24]
وَنَركَبُ في الفَريدِ إِلى النَدامى
وَفي الديباجِ لِلحَربِ الحِبارِ[25]
ومن ذلك أيضاً ما قاله امرؤ القيس، إذ ينتقل في هجائه من العام إلى الخاص، ومن دعوات تقبيح وملاحاة المهجوّين إلى ذكر حوادث خاصة تنبئ عن أخلاقهم. يقول امرؤ القيس:
ألا قَبّحَ اللـهُ البَرَاجِمَ كُلَّهَا
وجَدّعَ يَرْبُوعاً وَعَفّرَ دَارِمَا
وَآثَرَ بِالمَلْحَاةِ آلَ مُجَاشِعٍ
رقَابَ إمَاءٍ يَقْتَنينَ المَفَارِمَا
فما قَاتَلوا عن رَبّهِم وَرَبِيبِهِمْ
وَلا آذَنُوا جَاراً فَيَظْفَرَ سَالَما
وَما فَعَلُوا فِعْلَ العُوَيْرِ بجَارِهِ
لدى بابِ هندٍ إذ تَجَرّد قائِما[26]
وقد ورث المحدثون في عصر النهضة وما تلاه، الانتقال من تعميم النسب إلى تخصيص الصفات، على نحو ما نجد عند الشاعر المغربي عبد الرحمن بن جعفر الكتاني الذي كتب أرجوزة يفخر فيها بنسبه قائلاً:
اعلم بأنّ النسب الكتاني
ليس بمحتاج إلى برهانِ
لأنه اشتهر عند الناس
وصح عندهم بلا التباسِ
وأذعن الناس له إذعانا
إذ أيقنوا صحته إيقانا[27]
ومثلما ورثوا الانتقال من الكل إلى الجزء، انتقالاً شعرياً غير مسوّغ منطقياً؛ فقد انتقلوا من الظرف الشخصي إلى الكل العام، على نحو ما نجد عند السياب في قصيدة “حب يموت”:
حبّي يموت وأنت لاهيةٌ
لم يدرِ سمعك ضجة الخبَرِ
الكوخة القفراء عن كثبٍ
تلقي كآبتها على النّهَرِ
والجدول المحزون قد سَرَقَتْ
منه التألّق ظلّة الشجرِ
فكأنَّ هذا الكون صتع يدي
ذوّبتُ في جنباته عمُري[28]
فالشاعر هنا يصور الحب الذي يموت؛ فيجعل العالم من حوله متأثراً بهذا الموت، فالكوخ كئيب والجدول حزين، مراعاة للظرف الخاص للشاعر. وثمة مصطلح بلاغي يحضرنا هنا وهو “مراعاة النظير”[29]، وهو يقترب من مغالطة التقسيم، ولكنه ينطلق من المشابهة، بمعنى أنّ إقامة المشابهة بين طرفين، تتيح للشاعر أن يمنح المشبه/ العام بعض صفات المشبه به/ الخاصة؛ وها هو ذا الأخطل الصغير يشبه لقاء الحبيبة بالدخول إلى الروض، وحين يدخل الروض/ العام الجميل سيجد كل ما فيه من أجزاء جميلاً ومثيراً. يقول الأخطل:
يا أخت زاهرة الرُّبى كم قبلة
من عاشق وتحية من شيّقِ
لم أنسَ حين دخلتُ روضك غدوةً
والزهر بين مزرّرٍ ومشقّقِ
فقطفت أو قبلةٍ من وردةٍ
ورشفتُ أول مبسمٍ من زنبقِ[30]
ومن أشكال مغالطات التعميم مغالطة تعتمد على إلحاق الخاص بالعام الذي ينتمي إليه، فإذا كنت تعتقد أن المجموعة (س) هي مجموعة يكثر فيها اللصوص، فإنك حين تقابل أحد أفرادها ستأخذ حذرك من ذلك الفرد بوصفه لصّاً بالشبهة، أو بالانتماء، أو بالتداعي. وهذه المغالطة المنطقية التي تسمى مغالطة الذّنْب بالتداعي (Guilt By Association Fallacy) تم استثمارها في تاريخ الأدب، على نحو ما نجد في القصيدة التي هجا فيها جريرٌ الرّاعيَ النميريَّ، ومنها قوله:
فغُضَّ الطَّرْفَ إنَّك من نُميرٍ
فلا كعباً بلغتَ ولا كلابا[31]
إن الذنب الكبير الذي اقترفه الراعي النميري من وجهة نظر جرير هو انتماؤه إلى نُمَير، وبالتالي فإن كل ما سيقوله، أو ما سيفعله، لا قيمة له بالنظر إلى هذا الانتماء. أما التجريد لمنطقي لهذه المغالطة فيمكن توضيحه على الشكل التالي:
- جرير يبغض قبيلة نُمَير.
- الشاعر النميري ينتمي للقبيلة المذكورة.
- كل ما يأتي به الشاعر النميري باطل.
ولهذه المغالطة عكس يتمّ استثماره في الشعر أيضاً، ويمكن تجريد هذا العكس منطقيا على الشكل التالي:
- شخص ما معجب بالمجموعة س.
- ع ينتمي إلى س.
- كل ما يأتي به ع صحيح.
ونلمس في في الشعر العربي أمثلة لهذا العكس، من مثل الصياغة التي تبتدئ بـ: “يكفيك شرفاً أنك تنتمي إلى…..”، أي أن الانتماء يتحول من إدانة كما في “الذنب بالتداعي” إلى تطهير للذنوب بالانتماء. ومن ذلك ما قاله حسان مفتخراً:
إِنِّي مِن الْقَوْم الَّذِيْن جِيَادِهِم
طَلَعَت عَلَى كِسْرَى بِرِيْح صَرْصَرِ
فَأَثَرْنَ نَقْعَاً مَا انْثَنَتْ أَثْنَاؤُه
حَتَّى تَثَنَّتْ فَوْق هَامَة قَيْصَرِ
وَسَلَبْن تَاج الْمُلْك قَسْرَاً بِالْقَنَا
وَأجَزنَ قَهْرَاً دَرْبَ آَل الْأَصْفَرِ
ويمكن للمرء أن يسجّل بعض المواقف التي تخرج من هذه الأطر غير المنطقية، إذ قدّم بعض الشعراء احترازات تتعلق بالتعميمات، فقد قال لبيد رافضاً جزءاً من أخلاق قبيلته:
هُمُ قَومي وَقَد أَنكَرتُ مِنهُم
شَمائِلَ بُدِّلوها مِن شِمالي
يُغارُ عَلى البَرِيِّ بِغَيرِ ظُلمٍ
وَيُفضَحُ ذو الأَمانَةِ وَالدَّلالِ[32]
وإذا كان لبيد قد أخرج بعض الشمائل من حيّز المناقب، فإنّ طرفة استثنى أحد أفراد قبيلته من المجموع، فقال يهجو عبد عمرو بن بشر:
وأنت امرؤ منّا ولستَ بخيرنا
جواداً على الأقصى وأنت بخيلُ
فأصبحت فقعاً نابتاً بقرارةٍ
تصوّح عنه والذليلُ ذليلُ[33]
(3)
وقد تتجه المغالطات اتجاهاً مغايراً يعتمد على الكلية، ولكنه يتعدّ إلغاءها لصالح الجزئية التي قد تكون صحيحة أو غير صحيحة؛ ففي هذه المغالطة يعمد مرتكبها إلى تجاهل النظرية الكاملة للخصم، والتركيز على جزء غير ضروري لإرباكه، أي أنه يعمد إلى مهاجمة نظرية غير حصينة، لإضعاف حجة الخصم الحقيقية، وتسمّى هذه المغالطة مغالطة رجل القش (Straw Man Fallacy)، فالخصم يهاجم رجلاً من قش (غير موجود) أو ضعيفاً، شأنه في ذلك شأن من يشعل النار في مظاهرة بتمثال زعيم سياسي، أو من يحطّم “الأقداح التي كتب عليها أسماء القبائل المعادية وحكامها في احتفالات مهيبة[34]“.
ثمة في تراثنا العربي أمثلة واضحة على استثمار هذه المغالطة، غير أن أوضحها ما فعله أحد الأعراب بمعن بن زائدة؛ إذ جاء يمتحن كرمه. تقول الحكاية:
“كان معن بن زائدة أميراً على العراق، وكان له في الكرم اليد البيضاء، وهو من الحلم على أعظم جانب، فقدم إليه أعرابي ذات يوم يمتحن حلمه، فلما وقف قال:
أتذكر إذ لحافك جلد شاة
وإذ نعلاك من جلد البعيرِ
قال معن: أذكر ذلك ولا أنساه، فقال الأعرابي:
فسبحان الذي أعطاك مُلْكاً
وعلمك الجلوس على السريرِ
قال معن: سبحانه على كل حال، فقال الأعرابي:
فلست مسلماً إن عشت دهراً
على معنٍ بتسليم الأميرِ
قال معن: يا أخا العرب السلام سنة تأتي بها كيف شئت، فقال الأعرابي:
سأرحل عن بلاد أنت فيها
ولو جار الزمان على الفقيرِ
قال معن: يا أخا العرب إن جاورتنا فمرحبا بك، وإن رحلت فمصحوب بالسلام.
فقال الأعرابي:
فجُدْ لي يا ابن ناقصةٍ بشيءٍ
فإني قد عزمت على المسيرِ
قال معن: أعطوه ألف دينار، يستعين بها على سفره، فأخذها وقال:
قليل ما أتيتِ به وإني
لأطمعُ منك بالمال الكثيرِ
قال معن: أعطوه ألفًا آخر، فأخذها الأعرابي، وقبَّل الأرض بين يدي الأمير، وقال:
سألت الله أن يبقيك ذخراً
فما لك في البرية من نظيرِ
فقال: من قد أعطيناه على هجائنا ألفي درهم، فأعطوه على مديحنا أربعة آلاف، فأخذ الأعرابي المال، وانصرف شاكراً له، ومعجباً بحلمه العظيم[35]“.
تقوم الحكاية على استفزاز سقف الحِلم لدى معن بن زائدة من قبل الأعرابي، عبر مجابهته بتهجّم يقوم على السخرية من ماضي الرجل الحليم، واتهامه بالبخل، وعدم جدارته بالإمارة تارة (ولستُ مسلّماً.. بتسليم الأمير)، وبالنسب تارة أخرى (يا ابن ناقصةٍ).
غير أن هذا التهجّم الذي يأتي خارج موضوع اللقاء كله، وفيه جزء من تاريخ معن، لا يحقق أهدافه في الاستفزاز، على الرغم من أنّه شكل نسبة (6 من 7) من الملفوظات الشعرية للأعرابي، فأخفق في تحييد صفة الحلم عن معن، ولكنه حقق الغرض النهائي للأعرابي، وهو نيل المكافأة المالية.
لقد اعتمدت مغالطة رجل القش في المثال الماضي على التجزيء، فجلد الشات (غطاء الأمير) جزء من تاريخه، ويصلح هذا الجزء لتعيير الأمير بنقص ما، ويمكن أن يمثّل التعيير بجزئية ما من تاريخ شخص نموذجاً جيداً من نماذج مغالطة رجل القش، كأن تكتشف سلوكاً سلبياً في تاريخ أحد زملائك، وتعيره به عند كلّ نقاش، مهما كان موضوعه. ومن الأمثلة الأدبية لذلك التعيير هجاء الطرماح لقبيلة تميم، وتعييرهم بالانقياد ليزيد بن المهلب والقحطانية؛ إذ قال الطرمّاح مخاطباً الفرزدق، متعجبا منه كيف يطلب العزّ بأرض غير أرضه، بعد أن أهين في أرضه:
بأيّ بلاد تطلبُ العزّ بعدما
بمولدها هامتْ تميمٌ وذلّتِ
أقرت تميم لابن دحمة حكمةً
وكانت إذا سِيمت هواناً أقرّتِ[36]
ومن ذلك ما قاله ضمرة النهشلي في هجاء أحد أعدائه:
تركتَ ابنتيك للمغيرة والقنا
شوارع والأكماء تشرق بالدم[37]
إنه تعيير/ هجاء يقوم على الاجتزاء، ومنه أيضاً ما شاع من اجتزاء من تاريخ القبائل التي كان الشاعر يسعى إلى هجائها عبر تعييرها بالعمل؛ فقد عيّر جرير بني حنيفة بمزاولة الزراعة في قوله:
أبناء نخلٍ وحيطان ومزرعةٍ
سيوفهم خشبٌ فيها مساحيها
قَطعُ الدِبارِ وَأَبْرُ النَخلِ عادَتُهُم
قِدماً فَما جاوَزَت هذا مَساعيها[38]
ها هنا يتم تجاهل مفاخر القبيلة المهجوّة، من كرم أو شجاعة أو نسب عريق، ويُكتفى بالتركيز على فكرة جزئية، تتعلق بمهنة، تعدُّ شريفة في مقاييس عصرنا، ومن ذلك ما عيّر به الفرزدق قوم المهلّب؛ إذ كانوا يزاولون الصيد، ويركبون السفن، لا الخيول:
ولم يدعُ داعٍ يا صباحاً فيركبوا
إلى الروع إلا في السفين المضبب[39]
وفي عصر النهضة ثمة استثمار لهذه المغالطة؛ إذ يتم التعيير بعيب ما وتظهيره، وربما يتم استثمار العيب الخلْقي على حساب الأخلاق، أو يتم تشويه ذلك العيب شعرياً، على نحو ما نجد عند البارودي الذي كان مولعاً بهجاء رياض باشا؛ إذ كان يرى فيه عدواً للشعب، ولكنه لم يكن يهاجم نظريته الحقيقية، بل يختار طريقة أخرى لا مجال لردّها، ومن ذلك قوله:
إن ملكًا فيه [رياضٌ][40] وزير
لمباح للخائنين وبلُّ
أهوجٌ أحمقٌ شَتيمٌ لئيمٌ
أغتمٌ أبلهٌ زنيمٌ عتلُّ
صغرت رأسه وأفرط في الطو
ل شواه وعنقه فهو صعْلُ[41]
أبرزت قدرة الطبيعة فيهِ
شكل لؤم إن كان للؤم أهل[42]
ويشار هنا إلى أنّ البلاغة العربية قلبت هذه المغالطة الجزئية في كثير من الأمثلة، عبر تحويل العيب إلى مفخرة عبر الصياغة اللغوية، بمعنى أنه تمّ استثمار الأسلوب اللغوي في تحويل الإيحاء بالعيب قبل تحويله إلى حُلية، وذلك فيما عرف بـ”تأكيد المدح بما يشبه الذمّ”، ويمكن أن نورد له الأمثلة التالية:
- ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم/ بهنّ فلولٌ من قراع الكتائبِ[43]
- ولا عيبَ فيه غير أنّي قصدته
- فأَنستني الأيامُ أهــلًا وموطــنا[44]
- فتى ما جنى ذتباً سوى أنه انتضى
- حساماً بوجه الظلم ما لان جانبُهْ[45]
(4)
وقبل أن نغادر الفصل المتعلق بالمغالطات التي تنطلق من فكرة التعميم نشير أخيراً إلى أن ثمة مغالطة تتجه اتجاهاً مغايراً يعتمد على إلغاء الكلية، ففي مقابل التعميم درج الشعراء العرب على التخصيص، خاصة في معرض الهجاء، فكانوا يواجهون الخصم بشكل شخصي، بعيداً عن أفكاره وأفعاله، وهذا ما يعرف بـ “مغالطة الحجة الشخصية” التي تستهدف صاحب النظرية بدلا من النظرية وأطروحاتها، وتتخذ هذه المغالطة أشكالاً متعددة، فقد تقوم على مهاجمة الشخص أو انتمائه أو ميوله، أو تشير إلى أن الصواب/ الخير لا يمكن أن يأتي عن طريقه، من مثل قولنا: “هذا رجل ملحد، فكيف تفيدون من إنجازاته الطبية؟”، ويمكن تجريد هذه المغالطة بشكل عام، كما يلي:
- س يقدم الدعوة.
- س يتصف بالعيب ك.
- ك غير ذي صلة بالدعوى ق.
- إذن الدعوة ق باطلة[46].
مع ملاحظة أن “العيب” الذي تتسم به س قد لا يكون عيباً حقيقياً، ومن ذلك ما نلاحظه في أهجيات استهدفت شخصيات بعينها في الشعر العربي، من مثل أمية بن خلف في هجاء حسان بن ثابت:
ألا من مبلغ حسان عني
مغلظة تدب إلى عكاظِ
أليس أبوك فينا كان قيناً
لدى القينات فسلاً في الحفاظِ
يمانياً يظلّ يشدّ كيراً
وينفخ دائباً لهب الشّواظِ[47]
ومن ذلك أيضاً قول بشار بن برد في أحد الأعراب:
أَحينَ لَبِستَ بَعدَ العُريِ خَزّاً
وَنادَمتَ الكِرامَ عَلى العُقارِ
تُفاخِرُ يا اِبنَ راعِيَةٍ وَراعٍ
بَني الأَحرارِ حَسبُكَ مِن خَسارِ[48]
وتعرف بعض تجليات هذه المغالطة بتسميم البئر: وهو الهجوم الشخصي أو مهاجمة الظرف، على نحو ما نجد عند المتنبي في هجاء ابن كروّس الذي قال فيه:
فيا ابن كروس يانصف أعمى
وإن تفخر فيا نصف البصيرِ
تعادينا لأنا غير لُكْنٍ
وتبغضنا لأنّا غيرُ عُورِ
فلو كنت امرأً يهجا هجونا
ولكنْ ضاقَ فترٌ عن مسيرِ[49]
ولعلّ هذه الأبيات من أوضح الأمثلة على مغالطة الحجة الشخصية؛ فالمتنبي هنا يعد إلى الهجوم على ابن كروّس، ويبرز عيباً من عيوبه، ليضعه في موضع المدافع[50]، وقد تكاثرت هذه المغالطات تكاثراً فطرياً (نسبة إلى الفطر لا الفطرة) مع مرور الزمن، ونلمس ذلك حالياً في كثير من الحوارات الفكرية التي تتناسى أنّ “الحكمة ضالة المؤمن”، ولا ترقى إلى فكر أبي العلاء المعري الذي قال قبل نحو ألف عام:
خذي رأيي وحسبكِ ذاك منّي
على ما فيّ من عَوَجٍ وأَمْتِ[51]
المراجع والمصادر والإحالات
[1]https://mjoirshad.wordpress.com/2013/11/11/%D9%85%D8%B3%D8%B1%D8%AD%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D9%8A%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%8A%D9%85/
[2]يجب أن نلاحظ أنّ “هناك فرقاً بين التعميم والتعميم المتسرع؛ فليس كل تعميم مغالطة، بل يخرج من ذلك التعميم المبني على إحصائيات كاملة، وتجريب يؤكده”. تمكن مراجعة:
ـ يوسف صامت بو حايك: رجل القش، مرجع سابق، ص30.
[3]عادل مصطفى: المغالطات المنطقية، مرجع سابق، ص56.
[4]https://diwany.org/%D8%AA%D8%B1%D9%83%D8%AA%D9%8F-%D8%A8%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%8F%D8%B2%D9%8A%D9%91%D9%90%D9%84-%D8%BA%D9%8A%D8%B1-%D9%81%D8%AE%D8%B1/
[5]عادل مصطفى: المغالطات المنطقية، مرجع سابق، ص52.
[6]الحطيئة: ديوان الحطيئة، مصدر سابق، ص ص77ـ78.
[7]هو أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية الأزدي البصري الدوسي الزهراني (223ـ 321هـ)، من نحاة البصرة المشهورين، من أشهر كتبه: كتاب الاشتقاق، وجمهرة اللغة.
[8]شرح مقصورة ابن دريد، عُني به: عبد الله إسماعيل الصاوي، مطبعة الصاوي، ط1، ص ص7ـ8.
[9]محمود سامي البارودي:ديوان البارودي، مصدر سابق، ص44.
[10]أبو القاسم الشابي: ديوان أبي القاسم الشابي، قدّم له وشرحه: أحمد حسن بسج، دار الكتب العلمية، بيروت، ط4، 2005، ص76.
[11]عدنان علي رضا محمد النحوي: حرقة ألم وإشراقة أمل، دار النحوي، الرياض، ط1، 2005، ص30.
[12]المصدر نفسه، ص202.
[13]نزار قباني: الأعمال السياسية الكاملة، مصدر سابق، مج3/ ص321.
[14]يوسف الخطيب: الأعمال الشعرية الكاملة، دار فلسطين للثقافة والإعلام والفنون ـ دمشق (بمساندة الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين ـ رام الله)، ط1، 2011 ، مج2/ ص193.
[15]سويد بن أبي يشكر الكاهلي: ديوان سويد بن أبي يشكر الكاهلي، جمع وتحقيق: شاكر العاشور (مراجعة: جبار المعيبد)، دار الطباعة الحديثة، البصرة، ط1، 1972، ص27.
[16]طرفة بن العبد: ديوان طرفة بن العبد، شرحه وقدّم له: مهدي نحمّد ناصر الدين، دار الكتب العلمية، بيروت، 2002، ص75.
[17]عمرو بن كلثوم: ديوان عمرو بن كلثوم، جمعه وحققه وشرحه: إميل بديع يعقوب، دار الكتاب العربي، بيروت، ط1، 1991، ص83
[18]الأخطل: ديوان الأخطل، مصدر سابق، ص ص91ـ92.
[19]إيليا أبو ماضي: ديوان أبي ماضي، مصدر سابق، ص104.
[20]المتنبي:ديوان المتنبي، مصدر سابق، ص101.
[21]محمد هاشم رشيد: على ضفاف العقيق، طبعة خاصة، ص42.
[22]بشارة الخوري (الأخطل الصغير): الهوى والشباب، مصدر سابق، ص64.
[23]عمرو بن كلثوم: ديوان عمرو بن كلثوم، مصدر سابق، ص ص88ـ90.
[24]هكذا في الديوان وفي المخطوط، ولعلها: النّضار.
[25]بشار بن برد: ديوان بشار بن برد، شرح وتكميل: محمد الطاهر بن عاشور، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة، 1957، ج3/ ص229.
[26]امرؤ القيس: ديوان امرئ القيس، مصدر سابق، ص ص130ـ131.
[27]عبد الرحمن بن جعفر الكتاني: ديوان شاعر فاس عبد الرحمن بن جعفر الكتاني، جمعه ورتبه وقدّم له: د. علي بن المنتصر الكتاني، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 2006، ص48.
[28]بدر شاكر السياب: ديوان بدر شاكر السياب، مصدر سابق، مج1/ ص172.
[29]مراعاة النظير: الجمع في العبارة الواحدة بين المعاني التي بينها تناسبٌ وائتلاف ما، لا على سبيل تقابل التناقض أو التضاد أو التَّضايُف، الذي سبق في الطباق، ويكون هذا التناسُب بين معنيَيْن فأكثر، فإذا كان هذا التناسب بين أول الكلام وآخره سُمّي: “تَشابه الأطراف“. يمكن النظر في: ـ عبد الرحمن حبنكة الميداني: البلاغة العربية، دار القلم ـ دمشق، الدار الشامية ـ بيروت، ط1، 1996، ج2/ ص382.
[30]بشارة الخوري (الأخطل الصغير): الهوى والشباب، مصدر سابق، ص125.
[31]جرير: ديوان جرير، مصدر سابق، ص63.
[32]لبيد بين ربيعة العامري: ديوان لبيد بن ربيعة العامري، دار صادر، بيروت، ص111.
[33]طرفة بن العبد: ديوان طرفة بين العبد، مصدر سابق، ص67.
[34]هـ. فرانكفورت، وآخرون: ما قبل الفلسفة ـ الإنسان في مغامرته الفكرية الاولى، ترجمة: جبرا إبراهيم جبرا، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، ط3، 1982، ص25.
[35]إبراهيم زيدان: نوادر الكرماء في الجاهلية والإسلام، مطبعة الهلال، القاهرة، ص ص54ـ55.
[36]الطرماح بن حكيم: ديوان الطرماح، عُني بتحقيقه: د. عزّة حسن، دار الشرق العربي ـ بيروت/ حلب، ط2، 1994، ص71.
[37] http://islamport.com/w/adb/Web/668/16.htm
[38]جرير: ديوان جرير، مصدر سابق، ص497.
[39]الفرزدق: ديوان الفرزدق، دار الكتاب العربي، بيروت، 1987، ص19.
[40]في النسخة التي وثّقنا عليها: “فلان” دون تسمية.
[41]محمود سامي البارودي:ديوان البارودي، مصدر سابق، ص499.
[42]الصعل: النحيل، الدقيق الرأس والعنق.
[43]النابعة الذبياني، مصدر سابق، ص32.
[44]ابن نباتة المصري: ديوان ابن نباتة المصري، مطبعة التمدّن، عابدين، ط1، 1905، ص489.
[45]بدر شاكر السياب: ديوان بدر شاكر السياب، مصدر سابق، مج1/ ص101.
[46]عادل مصطفى: المغالطات المنطقية، مرجع سابق، ص73.
[47]بدر الدين العيني: المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية، تحقيق: د. علي محمد فاخر، ود. أحمد محمد توفيق السوداني، ود. عبد العزيز محمد فاخر، دار السلام، القاهرة، ط1، 2010، ج4/ ص83.
[48]بشار بن برد: ديوان بشار بن برد، مصدر سابق، ج3/ ص ص230ـ 231.
[49]المتنبي: ديوان المتنبي، مصدر سابق، ص169.
[50]يشير رشيد الراضي إلى هذه المغالطة، بعد أن يقترح ترجمتها بـ “سفسطة تجريح الشخص”، موضحاً أنها تقوم على رفض الفكرة المعروضة لاتصاف عارضها بخصال غير مناسبة، أو بسبب خضوعه لظرف خاص تتم مهاجمة الفكرة من خلاله. تمكن مراجعة:
رشيد الراضي: الحجاج والمغالطة، مرجع سابق، ص19.
[51]أبو العلاء المعرّي: اللزوميات، مصدر سابق، ج1/ ص186.