سوريا المغدورة: الفظائع والحرب وفشل الدبلوماسية الدولية
إعداد وترجمة: د. إيمان الطحاوي
هذا كتاب فريد في مادته، وتوقيته. إنه كتاب جاء في وقته قدرا ونذيرا. حيث تتكرر المآسي في سوريا منذ عقد من الزمان، بينما بدأت حرب جديدة في أوكرانيا منذ شهور. ويتكرر الحديث عن (حماية المدنيين وخيانتهم) هنا وهناك. فما حقيقة ذلك في سوريا؟ وهل ما قاله المجتمع الدولي منذ نهاية الحرب العالمية عن المجازر ضد اليهود بأنه (لا لن يحدث مجددا) يتكرر؟ أم أن هناك شعوب تستحق أن تُخذَل، وشعوب تستحق أن تُمد لها يد العون؟ وعلى أي معيار يجب أن تكون هذه الحماية وكيف يتصرف المدنيون العزل أمام هذا الخذلان وذلك الغدر الدولي؟
قدم المؤلف كتابه فور الانتهاء من طباعته إلى متابعيه عبر منصة (تويتر) قائلا: “كتاب من أكثر الكتب بؤسا، لكنني أعتقد أنه يحوي قصة مهمة يجب سردها. إنه كتاب عن الفشل الجماعي للضمير، والتكاليف التي تتطلبها” -د. أليكس ج. بيلامي -يوليه 2022.
بينما قالت إحدى المراجعات:
يشرح هذا الكتاب كيف لم تنظر أي دولة، سواء كانت موالية للنظام السوري أو مناهضة له، إلى الشعب السوري كأولوية. قراءة جاءت في الوقت المناسب حيث نرى مدى اختلاف استجابة العالم الغربي للحرب في أوكرانيا.
-من تعليقات مجتمع القراء goodreads.
ما هو مبدأ مسؤولية الحماية R2P ؟
هذا المبدأ الذي ذاع صيته بعد الحرب الباردة، وأيدته جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في الألفية الجديدة حيث تصاعدت التوترات الجديدة بين القوى العظمى.
جاء ذلك في مؤتمر القمة العالمي لعام 2005 من أجل معالجة الشواغل الأربع لمنع (الإبادة الجماعية، وجرائم الحرب، والتطهير العرقي، والجرائم ضد الإنسانية).
توفر مسؤولية الحماية إطارا لاستخدام التدابير القائمة بالفعل (مثل الوساطة، وآليات الإنذار المبكر، والعقوبات الاقتصادية، وسلطات الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة) لمنع الجرائم الفظيعة وحماية المدنيين من وقوعها. لكن سلطة استخدام القوة في إطار مسؤولية الحماية تقع على عاتق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وحده، وتعتبر بمثابة الملاذ الأخير.
تستند المسؤولية عن الحماية إلى ثلاث ركائز متساوية: مسؤولية كل دولة عن حماية سكانها (الركيزة الأولى)؛ ومسؤولية المجتمع الدولي عن مساعدة الدول في حماية سكانها (الركيزة الثانية)؛ ومسؤولية المجتمع الدولي عن الحماية عندما تفشل الدولة بوضوح في حماية سكانها (الركيزة الثالثة).
تقديم دار النشر:
عانى المدنيون السوريون صدمة بعد الأخرى وهم محاصرون بين البراميل المتفجرة والأسلحة الكيماوية التي استخدمتها القوات الحاكمة وبين عمليات قطع الرؤوس والقتل الجماعي التي قام بها المتطرفون. ومع ذلك، على الرغم من القانون الدولي والالتزامات السياسية التي تعلن مسؤولية حماية المدنيين من الفظائع الجماعية، فإن الجهات الفاعلة في العالم تنحت جانباً بينما كانت سوريا تحترق. مرارًا وتكرارًا، اختارت الدول المجاورة والقوى العالمية والأمم المتحدة أنصاف الإجراءات، أو اتخذت خيارات تأتي بنتائج عكسية تسببت في المزيد من الضرر.
يقدم أليكس ج. بيلامي وصفًا تشريحيا لفشل العالم في حماية المدنيين السوريين من الفظائع الجماعية. بالاعتماد على مقابلات مع لاعبين رئيسيين، ووثائق من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى، ومصادر من الشرق الأوسط وخارجه، يتتبع زلات الاستجابة الدولية للحرب الأهلية في سوريا. يفحص بيلامي بشكل منهجي عمليات السلام المختلفة وأسباب فشلها، ويسلط الضوء على المسارات البديلة المحتملة. يشرح بالتفصيل كيف ولماذا أعطت الجهات الفاعلة الرئيسة الأولوية لمصالحها الوطنية الخاصة، أو وضعها الجيوسياسي، أو الاستقرار الإقليمي، أو المنافسات المحلية، أو أهداف مكافحة الإرهاب، أو السياسة الداخلية بدلاً من حماية ورفاهية السوريين. استقرت بعض الحكومات على استراتيجيات غير واقعية مبنية على افتراضات مضللة، بينما اتبعت حكومات أخرى طموحًا صريحًا. لقد انزلقت الأمم المتحدة إلى اللامبالاة بل وحتى التواطؤ. تسليط ضوء جديد على القرارات التي أدت إلى كارثة كبيرة، تستخلص ” سوريا المغدورة ” دروسًا من أجل استجابات أكثر فاعلية للنزاعات الأهلية المستقبلية.
المراجعات:
في هذا العمل البارع، يرشدنا أليكس بيلامي بخبرة من خلال مجموعة محيرة من القوى والفصائل في الحرب الأهلية في سوريا. يشرح كيف زاد اللاعبون المحليون والإقليميون والدوليون الأمور سوءًا أثناء المناورة من أجل تعزيز مصالحهم الخاصة. أخيرًا، يساعدنا في فهم كيفية تعرض السوريين للإيذاء والتخلي عنهم والخيانة في النهاية.
-ألان روك، الرئيس الفخري لجامعة أوتاوا والسفير الكندي السابق لدى الأمم المتحدة.
أليكس ج. بيلامي، بطل مفهوم “مسؤولية الحماية”، يلقي نظرة فاحصة على سبب عدم قيام الجهات الفاعلة القوية بحماية مئات الآلاف من السوريين الذين لقوا حتفهم خلال الحرب (الأهلية). استنتاجه الواقعي: كانت الحرب مميتة للغاية لأن بعض الجهات الفاعلة لم تكن على استعداد لتقديم تنازلات وستفعل أي شيء لتفوز، وبسبب “الحقيقة الأساسية” المتمثلة في أن مصير الشعب السوري لم يكن أولوية ثابتة لأحد. إن دراسات الحالة المفصلة والمكتوبة جيدًا والمراجع الدقيقة للأحداث والجهات الفاعلة الرئيسة تجعل من سوريا المغدورة قراءة أساسية لكل من يهتم بالحرب الأهلية السورية وتداعياتها على المستقبل.
-تايلور سيبولت، مؤلف كتاب ” التدخل العسكري الإنساني: شروط النجاح والفشل”.
هذا الكتاب هو سرد شامل وصفي لحالة لا تزال نشطة ومستمرة حتى يومنا هذا. يقدم بيلامي تصويرًا روائيًا مكتوبًا بصورة جيدة لتعقيدات السياسة على مستويات متعددة. ويوضح تأثير إخفاقات القوى العالمية على حياة المدنيين.
-ميليسا لابونتي، مؤلفة كتاب حقوق الإنسان والمعايير الإنسانية والإطار الاستراتيجي والتدخل: دروس لمسؤولية الحماية.
عن الكتاب:
Syria Betrayed: Atrocities, War, and the Failure of International Diplomacy
كتاب جديد بعنوان: (سوريا المغدورة: الفظائع والحرب وفشل الدبلوماسية الدولية)
المؤلف: أليكس ج. بيلاميAlex J. Bellamy
دار النشر: مطبعة جامعة كولومبيا.
تاريخ النشر: سبتمبر 2022.
عدد الصفحات: 472 صفحة.
التنسيق: ورقي، وإلكتروني.
عن المؤلف:
أليكس ج. بيلامي أستاذ دراسات السلام والصراع في جامعة كوينزلاند، أستراليا. ومدير مركز آسيا والمحيط الهادي لمسؤولية الحماية. وهو أيضًا مستشار أول غير مقيم في معهد السلام الدولي IPI بنيويورك، وزميل أكاديمية العلوم الاجتماعية في أستراليا. ويشغل حاليًا منصب أمين اللجنة الاستشارية رفيعة المستوى المعنية بمسؤولية الحماية في جنوب شرق آسيا، برئاسة الدكتور سورين بيتسوان.
وضع 18 كتابا، وشارك في كتابة فصول في 69 كتاب، وقدم أكثر من 160 ورقة ومقالا بحثيا.
من مؤلفاته: (مذابح وأخلاق). (كتاب السلام العالمي، وكيف يمكننا تحقيقه). ومؤلف مشارك لكتاب (مسؤولية الحماية: الوعد بالممارسة).
الكلمات الدلالية:
الربيع العربي – علاقات دولية – سياسة الشرق الأوسط – دراسات الشرق الأوسط – تاريخ – سوريا – مسؤولية الحماية – حفظ السلام.