الصقلاوي والربيعي والأعرج ورضوان السيد في ضيافة” آفاق فكريّة ثقافيّة”

خاص| جريدة عالم الثقافة

بعد انتشار جائحة كورونا وكان أول المتأثرين الاقتصاد والفنون الجماهيري وخاصة فن المسرح والسينما قدم الدكتور عبد الإله بن عرفة، وهو باحث وروائي مغربي مبادرة بالتعاون مع منظّمة العالم الإسلامي للتربية، والعلوم، والثقافة (إيسيسكو) وهي مبادرة توعويّة حملت عنوان ” آفاق فكريّة ثقافيّة”، بمشاركة نخبة من الأدباء العمانيين والعرب، فمن السلطنة شارك كلّ من المكرّم سعيد الصقلاوي رئيس الجمعيّة العمانية للكتّاب، والأدباء، والشاعر والكاتب عبد الرزّاق الربيعي، بالإضافة إلى مشاركة الجزائري واسيني الأعرج، واللبناني الدكتور رضوان السيد.

وفي كل حلقة يستضيف عبد الإله بن عرفة مجموعة من المثقفين والمبدعين العرب، ويقوم بطرح قضية جدليّة، تمس الواقع الذي نعيشه ضمن المتغيرات التي أحدثها فايروس كورونا، وانعكاسات ذلك على الثقافة العربية، والسبل الكفيلة بذلك، ومناقشتها، عبر مقاطع فيديو تنشر في منصّات منظّمة العالم الإسلامي للتربية، والعلوم، والثقافة (إيسيسكو)، التي مقرّها الرباط، وهي منظمة متخصصة تعمل في إطار منظمة التعاون الإسلامي، تعنى بميادين التربية، والعلوم، والثقافة، والاتصال في البلدان الإسلامية، لتدعم وتقوّي الروابط بين الدول الأعضاء.

وخلال هذه الحلقة من المبادرة تحدّث الشاعر سعيد الصقلاوي نائب رئيس اتحاد الكتاب العرب ورئيس جمعية الكتاب والأدباء العمانية في مشاركته عبر موقع المنظمة، حول الشعر اليوم في مواجهة كورونا، ودور الثقافة في هذه المرحلة الحاسمة، التي تطلبت من المثقف العربي ان يضاعف جهوده من أجل عبور الأزمة، وهكذا نشطت المؤسسات الثقافية العربية بشكل عام، والجمعية العمانية للكتاب والأدباء، وقال: إن الشعر العربي تيحت له مساحات كثيرة لينطلق منها ولينفتح، عليها سواء في أشكاله الثلاثة العمودي والتفعيلة والنثر، أو النثيرة، كما أحب أن أطلق عليها ولي في هذا الأمر رأي، خاصة وأن المصطلح هنا مشتبك، كونه يجمع شيئين متضادين، وهما القصيدة والنثر، والشعر الذي يجنح دائما للصورة البصرية والتشكيلية أخذ مساحة كبيرة، ونشهد في الساحة الثقافية الشعرية العربية، عودة القصيدة العربية في نمطها الكلاسيكي، ولكن في صيغها الجديدة من حيث الصورة والتركيب مستفيدة من ما أتاحته قصيدة النثر.

فيما حملت مشاركة الشاعر والكاتب عبد الرزاق الربيعي عنوان “مسرح (أون لاين):جدلٌ، وصراعات، وهراواتٌ نقديّة، بدأها بقوله” يثار هذه الأيام جدل حول مسرح (اون لاين) بين فريقين: مؤيّد لأن الغرض منه تجاوزالحجر المنزلي بماهو مفيد، لتأكيد مشاركته الناس في هذه الأزمة، والثاني رافض لذا وقف ملوّحا بهراوته النقدية باعتبار أن هذا المسرح الجديد يفتقد عنصرا مهما وحيويا في المسرح، يعد من مرتكزات العرض المسرحي، وهو التفاعل بين الخشبة، والجمهور، وقال الربيعي” هذا الجدل يعيد إلى الاذهان جدل الصراع بين القديم، والجديد، وهو صراع أزلي، ولكلّ فريق حججه، وهراواته التي يرفعها بوجه الفريق الآخر وخلال دوامة الصراعات الدائرة ننسى مصفاة كبيرة تقوم بغربلة نتاج كلا الفريقين هذه المصفاة هي الزمن، فأبوتمام الذي هاجمه التقليديون في زمنه، فرفعوا هراواتهم بوجه قصيدته التي اتهموها بالغموض، وغرابة التصوير، والألفاظ حتى سأله احدهم: لماذا لا تقول ما يفهم؟ والجواب يعرفه الجميع وهو: ولماذا لا تفهم مايقال؟ لكن الزمن أنصفه، ولنا في ابن قتيبة الذي عاش في القرن الثالث الهجري أسوة عندما جعل الجودة معيارا لامفاصلة بين الشعراء في كتابه ” الشعر والشعراء”وقال” كلّ من أتى بحسن من قول، أو فعل، ذكرناه له، وأثنينا عليه، ولم يضعه عندنا تأخر قائله، أو فاعله، ولا حداثة سنّه”، وما إلى ذلك من أمثلة ونصوص واختتم مشاركته بقوله” علينا الخروج من هذه الأقفاص والنزاعات، ووضع الهراوات جانبا، وعلى المسرح ان يغادر عزلته التي أملاها عليه الحجر الصحي، سواء من خلال رفده بالنصوص، والبحوث، وتعزيز الثقافة المسرحية، من خلال إقامة الورش، عبر الأون لاين، كونه سريع التفاعل مع المتغيرات التي تطرأ على المجتمعات، أما بخصوص الجدل فلنترك الكلمة الأخيرة للزمن فهو الذي سيحكم في أمر مسرح (أون لاين) هل سيستمرّ؟ أم يلفظ أنفاسه الأخيرة عندما يحمل فايروس كورونا حقائبه ويغادر عالمنا إلى غير رجعة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى