صلني بعزمك
شعر: عبد الصمد الصغير
صِلْني بِعَـزْمِكَ وَ انْهَضْ أَيُّها الْبَـشَرُ
وَاتْبَـعْ ضِـياءً تَجِـدْكَ حَيْثُ أَنْـتَظِرُ
***
لَـمْ يَبْـقَ إِلّا قَـلـيلٌ هـا هُنـا رَجُــلاً
لَـمْ يَبْـقَ غَيْرُ الَّـذي يَـجْثُو وَ يُؤُتْمَـرُ
***
ما الْعُـمْـرُ ؟إِلّا رُكـوبٌ فَـوْقَ راحِـلَـةٍ
إِلّا الْـمَـكــارِمُ إِلّا مَــنْ لَــهُ الْأَثَــرُ
***
ذَرْنــي، كَـأَوَّلِ يَـوْمٍ، بِـالْبُـكـا نَـطِـقـاً
خَـلِّي نَمـائِي انْطِـلاقـاً لَيْـسَ يَنْحَـسِرُ
***
هَـلْ فيـكَ يا أَمَـلي حَـظٌّ ؟ فَأَرْقُـبُهُ
أَمْ فـيكَ أَسْـئِـلَـةٌ تَـغْـلي، وَ تَـسْـتَـعِـرُ؟
***
فيكَ الْجَوابُ اخْتَفى كَيْ يَنْتَقي كَذِباً
وَ فيـكَ أَنْـتَ وَ لا سِـواكَ يَسْتَـشِـرُ
***
في هالَـةٍ قَدْ صَنَـعْتَ لَنْ يَـراكَ سِـوى
مُسْـتَنْـفِـعٍ فـارِغٍ تَمْـشي بِـهِ الْغُـرَرُ
***
في نَـزْوَةٍ قَدْ عَـمَتْـنا هَـلْ تُـرى حِكَـمٌ؟
في ظُلْـمَةٍ ضَلَّـلَتْـنا هَلْ يُرى الْقَـمَرُ؟
***
بِأَيِّ صَوْتٍ نُغَنّي؟ وَ الْغِناءُ غَدا
في حَلْقِ هَبٍّ وَلِلطّاغُوتِ يَنْتَصِرُ
***
زادَ النَّوى حينَ غامَرْنا بِعِزَّتِنا
فَاحْتَلَّنا واهِمٌ قَدْ فاتَهُ النَّظَرُ
***
تَبّاً لِساعٍ ، بِنَهْشٍ، في عَزائِمِنا
حَتّى انْتَهى زَمَناً ناقُوسُهُ الْخَطَرُ
***
فَعاوَدَتْنا الْعِجافُ السَّبْعُ، وَ احْتَرَقَتْ
آمالُ سُنْبُلَةٍ لِلْماءِ تَنْتَظِرُ
***
وَ أَظْهَرَتْنا بَناتُ الْفِكْرِ فَانْكَشَفَتْ
عَوْراتُنا وَ انْجَلى ما كانَ يَسْتَتِرُ
***
في كُلِّ عامٍ لَنا كِذْبٌ نُجَدِّدُهُ
في كُلِّ يَوْمٍ لَنا عِيدٌ وَمُؤْتَمَرُ
***
تَوَسَّعَتْ فيكَ أَصْداءُكَ فارِغَةً
حَتّى ظَنَنْتَ الْمَعاني مِنْكَ تَنْهَمِرُ
***
وَ بالَغَتْ فيكَ أَضْغاثٌ بِمَوْهِبَةٍ
حَتّى رَأَيْتَكَ نَجْداً، وَ الْكُلُّ يَنْتَظِرُ
***
اَلشَّمْسُ ذاهِلَةٌ وَ الرّيحُ واقِفَةٌ
وَ العَيْنُ شاخِصَةٌ وَ الْكَوْنُ مُنْبَهِرُ
***
تَسابَقَتْ رَغْبَةُ الْإِنْسانِ هائِمَةً
حَيْثُ الدِّعايَةُ وَ الْأَضْواءُ وَالصُوَرُ
***
وَ كِذْبَةٌ في جَماعاتٍ نُصَدِّقُها
تَكادُ، مِنْ هَوْلِها، الشّاماتُ تَنْفَجِرُ
***
طـالَتْ بِـنا هَـبَّ عاصِـفَةٍ، وَ ما هَـدَأَتْ
لِتَـمْلَأَ الْأَرْضَ ضَعْـفاً كَيْفَ يَنْـتَصِرُ؟
***
مَـرّتْ بِنـا غَـيْـرَ آبِـهَـةٍ بِـما فَعَـلَتْ
كَيْ تَتْـرُكَ الْخَلْـفَ لُغْـماً سَوْفَ يَنْفَـجِرُ
***
سَـيَـكْـثُـرُ الـرٌَكْـضُ فـي إِثْـرٍ بِـلا أَثَـرٍ
يُبْـدي الْعَـمى ناظِـراً كَـأَنَّهُ الْبَـصَـرُ
***
وَ يَـظْـهَـرُ الظِـلُّ مـاشِـياً بِـلَا عَـكِـسٍ
وَ يَـدَّعـي عِـهْـنُـنـا بِـأَنَّـهُ الْـمَـطَـرُ
***
وَ إِنَّـنا الشَّـرُّ بَعْـضُ الْخَـيْرِ يُتْـعِـبُنا
مَنْ باعَنا الْيَوْمَ بَيْنَ النّاسِ يَفْـتَخِرُ
***
وَ نَـذْرِفُ الـدَّمَـعـاتِ عِـنْـدَ مُـطْـلِقِـها
صِرْنا خِـلافاً، كَما شـاؤُوا، بِما أَمَرُوا
***
أَيْنَ الْهَوى في قُلوبِ النّاسِ يُشْعِرُني؟
بِكُلِّ مَنْ واصَلُـوا قَلْبي وَ بي شَعَـرُوا
***
ماشُفْتُ فيكُمْ عَدا نَفْسي وَإنْ كَبُرَتْ
إِنْ غِبْتُ عَنْكُمْ فَشَوْقي بَيْنَكُمْ حَضِرُ
***
حُـلْـمي سَـأَرْقُـبُهُ فَـرْداً بِـزاوِيَـةٍ
رَبِّي سَيَـنْظُـرُني كُـلّاً بِهِ عَـمِـرُ
***
أَيْنَ الْحَياةُ الَّتي كانَتْ وَ كَيْفَ مَضَتْ
وَ أَيْنَ ذاكَ الصِّبا؟! يَلْهو وَ لا يَعِرُ
***
لا شَيْءَ غَيْرُ مَتـاهـاتٍ وَ أَخْيِلَـةٍ
لا طَعْمَ لا شَيْءَ يُغْري ، كُلُّهُ مَـرَرُ
***
ذَرْني وَحيـداً، قَليـلاً ، آيِـلاً خَـرِفاً
دَعْـني قَليلَكَ وَ اكْـثُرْ أَيُّها الْبَـشَرُ
***
لَمْ تَبْـقَ إِلّا طَريـقٌ فيـكَ شائِكَـةٌ
لَمْ تَبْـقَ غَيْرُ الَّتي تَـدْنُو فَنَـنْشَـطِـرُ