لقاءٌ مع ِ الشَّاعِر الفلسطينيِّ الكَبير شَـفِيـق حَبيـب
أجرى اللقاء | الشاعر والإعلامي الدكتور حاتــم جوعـيــــــة – المغار – الجليل
مقدمــة ٌ وتعريـــفٌ
البطاقة ُالشخصيَّة :
الشاعرُ الكبيرُ والمُخضرمُ الأستاذ ” شفيق حبيب ” من سكان ِ قرية
” دير حنا الجليليّة “، عمره 81 سنة (مواليد عام 1941 )، أنهى دراسَتهُ الإبتدائيَّة في قريته ” دير حنا ” والثانوية في ” المدرسة الثانوية البلدية بالناصرة … دَرَسَ بعد ذلك موضوع َ المحاسبة مدة ثلاث سنوات في كلية ” بيت هبكيد ” بحيفا – حصل أيضًا على دبلوم الصحافة والعلاقاتِ العامَّة وتحرير الأخبار من ” المعاهد البريطانية ” في القدس عملَ في سلك ِالتعليم ِلفترةٍ قصيرةٍ وأعفيَ أو بالأحرى فُصِلَ من وظيفةِ التدريس ِ من قِبل الحاكم العسكري سنة 1961 بسبب ِ مواقِفهِ السياسيَّة ِ المُلتزمةِ وقصائده الوطنيَّةِ الحماسيَّة ِ ، وعملَ بعد ذلك موظفا ً في البنكِ العربي الإسرائيلي لفترة ٍ قصيرة ٍأيضًا – في مدينة ِ شفاعمرو- ولاقى هناك نفسَ المصير حيث فُصِلَ من وظيفتِهِ بطلب ٍمن الحاكم ِ العسكري نفسه الذي كان مكتبهُ في شفاعمرو . وعملَ بعد ذلك في مكتبِ حساباتٍ خاص بحيفا واشتغلَ في عدَّةِ مكاتبِ محاسبةٍ مستقلةٍ ( غير حكومية ) – حتى استقرَّ به المقامُ في ” شركة الناصرةِ للسياحة المحدودة – ” العفيفي ” منذ عام 1964 … وبقي يعمل في نفس الشركة حتى أن خرج للتقاعد قبل بضع سنوات .
أصدرَ الكثيرَ من الدواوين الشعريَّةِ وهي ، : 1- ” قناديل وغربان ” سنة 1972 // 2 -” مأساة القرن الضـِّليل ” سنة 1976.// 3 – ” دروب ملتهبة” سنة 1980 .// 4 – ” وطن وعبير ” سنة 1981 // 5 – ” أنادي أيها المنفى ” سنة 1984 .// 6 – ” أحزان المراكب الهائمة ” سنة 1987 // 7 – ” الدّمُ والميلاد ” سنة 1988. // 8 – ” العودة إلى الآتي ” سنة 1990 // . 9 – ” ليكون َ لكم فيَّ سلام ” سنة 1992 //
10 – “آه يا أسوارَ عكا ” سنة 1994 // .
11 – ” تعاويذ من خزف ” سنة 1996 .// 12 – ” لماذا ؟؟؟ ” سنة 1998 )) … // (( وقد كتبتُ أنا عنهُ دراسة ً مُطوَّلة ً نشِرَتْ في جريدة ” الفينيق ” التي كانت تصدرُ في الأردن –ح.ج. )) . 13 – ” صارخ في البرِّيـَّة !! ” سنة 2001 – 14 // أنا الجاني ” سنة 2005 // .
15 – ” شآبيـــب ” سنة 2011 . 16 – ” ما أمرّ العنب ” سنة 2017 . وصدرَ لهُ كتابٌ نثريٌّ واحدٌ هو “وقائعُ قضائيَّة في معركة ِ حريَّة ِ التعبير ” تحت عنوان : ” في قفص ِالإتــِّها ” سنة 1993″ حيث تناولَ فيه ِ حَيثيَّات المحاكمات على مدى أربع سنوات… بعد أن قُبـِضَ عليهِ بعد إصدار ديوانهِ ” العودة إلى الآتي ” عام 199 واعتقلَ بتهمةِ مساعدةِ منظمةٍ إرهابية ومساندة ِ الإنتفاضةِ والتحري على جيش ِالددفاع الإسرائيلي وقد أحرقتْ جميع ُ مؤلفاتهِ التي استولت عليه االشرطة في بيته ومن المطبعةِ والمكتبات واستمرَّتْ محاكمتهُ حتى سنة 1993 – حيث وَصلتْ محكمة َالعدل ِالعليا في القدس . وعانى الشاعرُ شفيق حبيب الكثيرَ من جرَّاء ِ ذلك بسببِ المصاريف الباهظة ِ التي كانت نتيجة َ جلسات ِ المحاكمات ومصاريف ِالمحاماة التي وصلتْ إلى مبالغ كبيرة جدا دون مساعدة أي طرف كان، حيث اضطرَّ الشاعر إلى بيع أرضه في مدينة الناصرة.
شغلَ الشاعرُ شفيق حبيب منصبَ ” الناطق باسم رابطة الكتاب الفلسطينيين في إسرائيل ورئيسًا للجنةِ النشرِ فيها ” ، وقد عملَ على تحرير ِكتابين – بمساهمةِ زملاء ٍ :
” – 1 وهجُ الفجر – من أدبيَّات الإنتفاضة . 2- ” نداء الجذور- قصائد في الانتفاضة “.
كان الشاعرُ أيضًا عضوًا في ” تجَمُّع ِ الكتاب ِ والإدباء الفلسطينيين الدّولي – ” . وشاركَ بتحرير ِ مجلة ” مشاوير ” مع الشاعر الدكتور “فاروق مواسي ” والشاعر الراحل ” جورج نجيب خليل ” . وحصلَ على جائزة التفرُّغ لعام 1996 من قبل مؤسسة العلوم والفنون … زمن الوزيرة ِ اليساريَّة ِ ” شلوميت ألوني”
كتبَ ثلاث زوايا وهي:
1) ” من كلِّ واد ٍ عصا ” في صحيفة ” الأنباء ” المحتجبة .
2 ) ” عيوب وثقوب “في صحيفة ” كل العرب ” النصراوية
” ( 3 إسمعُوا .. وَعُوا … ” في جريدة ” الإتحاد” الحيفاوية .
أعدَّ وقدَّمَ برنامجين أدبيَّين في راديو (2000 ) المحتجبة ، هما :
1- المجلة الثقافية…
2- كلام موزون …
ويُعدُّ الشاعرُ القديرُ ” شفيق حبيب ” من أوائل الشعراء ِ الوطنيين الملتزمين والمبدعين محليًّا ووَصَلتْ شهرتهُ خارجَ البلاد ِ ولحّنوا وغنـّوْا لهُ العديد َ من القصائد في الدول العربية …
وكان لنا مَعهُ في بيته هذا اللقاء الخاص والممتع :-
سؤال 1 ) الأستاذ ُ الشاعرُ ” شفيق حبيب ” إسمٌ كبيرٌ ومعروفٌ .. أشهرُ من نار ٍعلى علم ٍ… كيفَ ُتقدِّمُ نفسَكَ لجمهور ِالقرَّاء ؟؟
جواب 1 – أنـا شاعرٌ خرجَ من صفوفِ الشعبِ حيث التزمَ بقضايا شعبهِ الجماهيريَّة والسياسية والاجتماعية، واعتلى من أجل ِ ذلك عشرات المنابر من جنوب ِ البلاد وشمالها مدافعًا عن حقوق ِ الفلسطينيّ في هذه البلاد … تناوَلَ شفيق حبيب في قصائِده ِ تاريخَ الشعب ِ الفلسطيني – محليًّا وخارجيًّا – في جميع ِ دواوينه ِ فكان يتناولُ جميع الأحداث في قصائده ولو عُدنا إلى دواوينهِ الخمسة عشر (15 ) لتجلـّى لنا تاريخ ُ بطولات ومعاناةِ هذا الشعب : كيوم الأرض وأحداث بيروت الداميةِ في الثمانينيات – وأحداث الإنتفاضة وهدم البيوت ومصادرات الأراضي وأزمة السكن – وقد صُودِرَ ديوانهُ ” العودة إلى الآتي ” وحُوكِمَ الشاعرُ وسُجِنَ جرَّاءَ كتاباتِــــــــــــهِ .
سؤال 2 ) حَدِّثنا عن مسيرتِكَ الشعريَّةِ منذ البداية ِ إلى الآن … وأهمّ المحطات ِ في هذه المسيرة ِ ؟؟
جواب 2 – بدأ حُبِّي للشعر ِ منذ مراحل الدراسة ِالإبتدائية في قريتي ” دير حنا ” الجليلية – حيث كنتُ أكتبُ كلامًا نثريًّا أظنهُ شعرًا … ولم أكن أعرفْ أنَّ للشعر بحورًا وقوانين تضبطهُ … إزدادتْ محبتي للشعر وشغفي وهيامي به ِ أثناءَ دراستي الثانوية بالناصرة ِ حيث كنتُ أقدِّمُ موضوعَ الإنشاء ِأحيانا ً شعرًا ، فكان يكتبُ لي أستاذ ُ اللغةِ العربية – المرحوم ” حبيب حزان ” :
( سيكونُ لكَ مستقبلٌ في دنيا الشعر يا شفيق!!ِ ) . وفي المراحل الأخيرةِ من دراستي الثانوية ِ بدأتُ أنشرُ قصائدي الغزليَّة َ في جريدةِ ” اليـــوم ” حيث لم تكنْ جريدة ُ ” الإتحاد “الشيوعية تنشرُ شعرَ المبتدئين واللاحزبيين، وقد أخذ َ بيدِنا نحن الشباب في ذلك الوقت المحرِّرُ الأدبي في جريدة ِ “اليـوم ” والذي لم أنسَهُ ، الأستاذ “المرحوم مئير حداد ” – ولهذا المُحَرِّر ِ أفضال على معظم ِ شعرائِنا المحليين – “لا يذكره أحد اليوم” – حيث كان يكتبُ لنا ملاحظاته على القصائد غير القابلة ِ للنشر … ممَّا كان يدفعُنا إلى مراجعة ِ نتاجناِ الغضّ والتقدم في دنيا الشعر . أوّلُ ديوان ٍ أصدرتهُ ” قناديل وغربان ” عام 1972 وقد أصدرَتـْهُ (على حسابي) بواسطة مجلةُ الشرق للدكتور الزميل ” محمود عباسي ” … إنَّ مؤلفاتي الستة عشر نشرتـُها على حسابي الخاص – بالإضافة ِ إلى ديواني المذكور- دونَ مساعدةِ أيِّ دار ِ نشر ٍ (ماديًّا ) . وكانَ مديرُ دائرة ِ الثقافة العربية الأستاذ ” موفق خوري ” هو الذي يشتري من كلَّ كتابٍ أصْدِرُهُ حوالي مئة نسخة ( 100 ) إذ كان يُوزِّعُهَا عل المكتباتِ العامَّةِ في الوسط ِ العربي . وعندما أصبَحَ ” غالب مجادله ” وزيرًا للعلوم ِ والرياضة ِ أقفرَت السوقُ الأدبية على مدى تسَلمِهِ منصبه هذا (حوالي اربع سنوات ) فلمْ نرَ كتابًا واحدا صدرَ من قبل ِهذه الدائرة . فالمكتباتُ العموميَّة ُالعربيَّة ُ التابعة للمجالس المحليَّة تدينُ بالكثير ِ لمدير ِ دائرة ِالثقافةِ العربية ِ الأستاذ ” موفق خوري ” … هذا بالإضافة ِ إلى الكثير ِ من الكـُتـّابِ والشعراء ِالمبدعين المحليين الذين خرجت كتاباتهُم ومؤلفاتهُم للنور بفضل دائرة ِ الثقافة ِ العربية وبفضل ِ رئيسِهَا موفق خوري.. .. . وشعريًّا ما زلتُ أعطي ومُسْتمِرًّا في الكتابة ِ ما استطعتُ ذلك . .
سؤال 3 ) المواضيعُ والقضايا والأمورُ التي تعالجُهَا في كتاباتِكَ ؟ ؟
جواب 3 – في بدايةِ حياتي الأدبيَّةِ ، ككلِّ الشعراءِ ، كتبتُ الشعرَ الغزليّ والوصف والمناسبات الشخصيّة ….وبعد ذلك اتجهتُ إلى الشعر ِالسياسي الذي ما زلتُ أكتبهُ حتى اليوم متفاعلا مع الحدث، كذلك فإنني أعالجُ مناسبات أخرى كرثاءِ الزملاءِ الأدباء مثل: إميل حبيبي ومحمود درويش وحبيب زيدان شويري وشكيب جهشان وميشيل حداد وفوزي جريس عبدالله وأحمد طاهر يونس وغيرهم … وأكتب أحيانا متناولا القضايا العائلية كمناسبات الأفراح ِ للأبناء والبنات … الخ . ورثيتُ المرحومة ” غالية فرحات” ، شهيدة الجولان المحتل …
سؤال 4 ) أنتَ تكتبُ شعرَ التفعيلةِ الموزون والشعرَ التقليدي الكلاسيكي – الموزون والمُقفـَّى – في أيٍّ منهما تجدُ نفسَكَ أكثر وتستطيعُ التعبيرَ عن نفسِكَ ومشاعِركَ ولواعِجكَ الذاتيَّةِ بشكلٍ أوسع وبحُرِّيَّة ٍ وانسياب ٍ ؟؟
جواب 4 – إنَّ من يُجيدُ الكتابةعلى بحور الخليل بن أحمد الفراهيدي لا تكونُ كتابة ُ شعر ِالتفعيلةِ عائقا أمامَ انطلاقتهِ الشعريَّة ِ… انا شخصيًّا قبلَ كتابةِ القصيدة ِ لا أقرِّرُ على أيَّةِ طريقةٍ أكتبُهَا.. بل هي (القصيدة) تفرضُ نفسَها حيث يكون ُالشاعُر منشغلا في إيحاءات القصيدة ومراميها غيرَ عابىء بأيِّ نوع ٍ وقالبٍ يكتبُهَا .. فالقصيدة ُ لا تأخُذ ُ رونقهَا من شكلِها … وإنما من الدهشةِ التي تصعقُ المُتلقي … وأحيانا كثيرة يرتقي بعضُ النثر إلى مستوى ومصافِّ الشعر وقد دعاهُ البعضُ بالشعر ِ المنثور … ومن ذلك كتابات جبران خليل جبران والرابطة القلمية في المهجر وبعض الكتابات الحديثة حيث لا تتخذُ الكلمة ُ في هذا النوع من الكتابة ِ معناها القاموسي ، بل تـُحلـِّقُ في سماواتٍ أخرى .
سؤال 5 ) ما رأيُكَ في مستوى الشعر والأدب ِ المحلي ؟؟
جواب 5 – حاليًّا الشعرُ المحلي على أدنى سُلـّم الأدب … فالجيلُ اللاحق لا يصلُ إلى خاصرةِ السابق …. وعندما أقرأ ما يُنشـَرُ أسبوعيًّا على صفحاتِ الصحف المحلية لا أجدُ ما يشدُّني ويبهرني ويُحَلق بي إلى عوالم أخرى كما كنا في سنوات الستينيات والسبعينيات فكانت القصيدة ُ آنذاك محطّ انظار وانتظار الجميع … وهذا الأمرُ غيرُ موجودٍ حاليًّا بسببِ هذا الإسهال الكلامي الذي تسمحُ به ِ الصحفُ ووسائلُ الإعلام دون رقيبٍ ودون ضوابط أو حدود… فكلُّ مَنْ يخط ُّ بعضَ الكلماتِ أصبح شاعرًا أو قاصّا في حين أنه لا يجيدُ اللغة َ العربية – صرفها ونحوها – ولا يُمَيّزُ بين التاء ِ المربوطة والتاءِ المفتوحةِ والألف الممدودة وأختها المقصورة . فالادبُ المحلي ُمصَابٌ ” بالإيـــدز ” … فأينَ زمنُ “محمود درويش وراشد حسين وسميح القاسم وتوفيق زياد وفوزي عبد الله وشكيب جهشان وشفيق حبيب والدكتور حاتم جوعيه والدكتور جمال قعوار وعطا الله جبر وإدمون شحاده وعصام العباسي ويوسف ناصر وحسين مهنا ومحمود الدسوقي …. إلخ . لقد إقِيم َ في الماضي إتحادُ الكتاب ِ العرب ِ وَ رابطة الكتاب الفلسطينيين ولم يكنْ هنالك أيُّ تقييــداتٍ ومحسُوبيَّات ٍ بالنسبة ِ لِسِنِّ الأديب ِ أو الشاعر … بينما الأمرُ الممجوجُ ( تحديد السن ) حاليا ً ، أمرٌ غيرُ مقبول ٍ عليَّ فيما ُيسَمَّى بإتحادِ كتابٍ ظهَر قبل سنوات على الشاشة يُطلقُ عليه ِ اسم ) : أتحاد الكتاب العرب ) ، فهناك تقييداتِ على الشخص الذي يَودُّ الإنضمامَ إلى هذا الإتحاد ..( من حيث الأعمار لا من حيث الإبداع والقيمة الأدبيَّة )!!! … أي على الشخص المنتسب ِ أن يكون عمرُه ُ أقلَّ من 45 سنة!!!!!وربما ممارسة الكراتيه أو سباق الدراجات.
سؤال 6 ) رأيُكَ في الحركةِ النقديَّة ِ المحلية وهلْ عندنا نقدٌ محليٌّ موضوعيٌّ على مستوى أكاديمي كما هو النقد في الدول العربية ؟؟
جواب 6 – النقدُ المحلي لدينا هو نقدٌ ذوقيٌّ أكثر من كونهِ نقدًا أكاديميًّا وعلميـّا . عندنا نقادٌ أكاديميون أقرأ لهم وأستمعُ إليهم كما كان في كليَّة القاسمي بباقه الغربية قبل مدة … ولكن ليس لهذا النقدِ أي تقييم ٍ محلي سوى بين النقادِ أنفسهم ( النقد الأكاديمي )… أما النقدُ الذوقي ففرسانهُ كثيرون عندنا وبعضُهم يُجلـّي أحيانا والبعض الآخر يسقط ُ على قارعة ِ دروب النقد .
سؤال 7 ) أنت َ قبلَ اكثر من ربع ِ قرن ٍ ( 25 سنة تقريبا ) تعرَّضت َ لنقد ٍ بل لهجوم عنيفٍ من قبل أحد النقاد المحليِّين وقد نشرَ مقالتهُ آنذاك في مجلةِ ” البيادر ” المقدسيّة… ما هو تعقيبُكَ على هذا النقدِ … ولماذا هُوجمتَ بهذا الشكلِ العنيف !! ؟؟
جواب 7 – لقد رَدَدْتُ في حينهِ على هذا النقد الفظ المشبوه وَفنـَّدْتُ إدعاءات هذا الناقد في حينِه… وهذه محطةٌ مُعْتِمَة ٌ في مسيرةِ هذا الناقدِ ( دون ذكر أسماء ) … سامحــه ُ اللــــــــه…
سؤال 8 ) ما رأيُكَ في الصحافة المحليَّة جميعها على مختلفِ أنواعها
( صحف ، مجلات ومواقع أنترني .. إلخ ) … وهل هي نزيهةٌ وتقومُ بواجبهَا الإعلامي وبتغطية جميع النشاطات والفعاليَّات الأدبيَّة والثقافيّة بنزاهةٍ وأمانة … أم ماذا … وما حظكَ أنتَ من الصحافة والإعلام المحلي وتغطية أخباركَ ونشاطاتِكَ الادبيَّةِ والثقافية ؟؟
جواب 8 – الصحافة المحلية معظمها صحفٌ تجاريَّة تعتمدُ في تمويلـِهَا على الواردات الإعلانية … وبدون ذلك لا يُمكِنُ لها أن تعيشَ وتستمرَّ ، فالمحرر يحذف قصيدة ما قبل الطبع لصالح إعلان أحذية أو ملحمة من أجل المردود المادّي ، ونستثني من ذلك صحيفة ” الإتحاد ” التي تنتمي للحزب الشيوعي فهي صحيفة تنتمي لحزب ذي إمكانيات وميزانيات أخرى . وأما باقي المواقع الألكترونية فهي تقومُ بواجبها من حيث تغطية الحَدث المحلي السياسي والأدبي والإجتماعي والفني .
إن جميعَ الصحف والمواقع الالكترونية المحلية مشكورة.. وأنا مدينٌ لها بتغطية ِ أخباري الثقافية ِ منها والأدبية أو إصدارات الكتب …. إلخ .
سؤال 9) أنتَ شاعرٌ مُخضرم ٌ حققتَ شهرة ً كبيرة ً وواسعة ً محليًّا وخارجَ البلاد… كيف وصلتَ إلى كلِّ هذه الشهرة !! ؟؟
جواب 9 – إن مواصلتي نشاطي والتزامي الأدبي هي التي أوصلتني إلى الجماهيريةِ والشهرة التي عليها أنا الآن محليًّا وخارجيًّا … والتزامي بخط ٍّ سياسيٍّ ثابت دونَ مواربةِ باعتماد الكلمة الصحيحةِ الثاقبة التي تختزلُ المسافات بيني وبين المتلقي… فكلما أصدرتُ كتابًا يتناوله ُ بعضُ نقادِنا المحليين وكذلك بعضُ النقاد ِ في الخارج … وبهذا يتمُّ التعرُّفُ عليَّ وعلى نتاجي الكتابي . وكذلك مشاركاتي في بعض النشاطاتِ الأدبية هنا ( محليا ) وفي الضفة الغربية …. وقبل سنوات في مصر ، كانت سببًا في تعرُّفِ الجماهير هنا وهناك على نتاجي الأدبي من خلال اشتراكي في ندوات شهر الكتاب بالقاهرة.
سؤال 10 ) النقادُ الذين كتبوا عنكَ : محليًّا وخارج البلاد ؟؟
جواب 10 – قبل سنتين نالت طالبة إيرانيَّة اسمها ” راضية كار آمد ” درجة الدكتوراة في الادب المقارن في جامعة الحكيم سبزواري بإيران، وتناولت أشعاري بشكل موسع وشامل ..وهذه تعتبر سابقة تاريخيَّة لأنني أول شاعر فلسطيني يكتبون عنه دراسة مطولة ( أطروحة دكتوراه ) في جامعة عريقة ومشهورة في إيران . كما صدر حديثا كتاب جديد في النقد للدكتور سليم أبو جابر فيه دراسة مطولة وعميقة عن شعري .
… وفي الخارج كانت هنالك دراساتٌ مكثفةٌ ومُطولة لدواويني الشعريَّةِ قامَ بها الدكتور يحيى زكريا الآغا ” – الملحق الثقافي سابقا في سفارةِ فلسطين القطرية. وكتبَ عني أيضًا الناقدُ السوري/الفلسطيني ” طلعت سقيرق “… وغيرهم .
وهنالك الكثير من المقالات والدراسات المطولة التي كتبت عن أشعاري والتي تظهرعلى صفحات جوجل:محليًّا وخارج البلاد .
وأما النقاد ُالمحليُّون الذين تناولوُا شعري فهم كثر أذكرُ منهم : الدكتور ” بطرس دلـّه ” وأنتَ ” الدكتور حاتم جوعيه ” والدكتور ” منير توما ” والناقد ” نور عامر” ” والناقد شاكر فريد حسن ” “والناقد الصحفي نبيل عوده” ” والناقدة دالية بشــاره ” … وغيرهم كثيرون …
سؤال 11 ) لقد لحَّنوُا لكَ العديدَ من قصائِدكَ وغنوها خارج البلاد .. ( في الدول العربية ) ، وخاصَّة ً قصيدتكَ الشهيرة ” بيروت والدم والصمود ” حيث غنتها ” فرقة العاشقين ” الفلسطينية .. كيف وَصلتْ قصيدتك إليهم واختاروها للتلحين ؟؟
-جواب 11 – يبدو أنَّ هذه القصيدة قد وَصلتْ إلى الخارج عبر وسائل الإعلامِ وأعجبُوا بها فقاموا بتلحينها وغنائها …من قبلِ فرقة العاشقين المشهورة عربيا وعالميا ) لم أستمع إليها ) وأذكر أن أحد المطربين الذي شاركَ في مسابقةِ برنامج ” نيو ستار ” وكان من الفائزين الأوائل فيهِ قد غنى قصيدة ً لي بعنوان : ” أغفو على اسمك يا بلادي ” وهي قصيدة في الدفاع عن الأرض.. حيث شاهدتـُهُ يغنيها على موقع ” يو تيوب “u.tube ” وهنالك موقع لكاظم الساهر اختاروا وانتقوا عدَّة َ قصائد لي ووضعُوها على هذا الموقع الجميل..
سؤال 12 ) أنت َ سابقا كنتَ تشاركُ كثيرًا في المهرجانات والندوات المحلية … ولكن في الفترةِ الاخيرة خفـّت وتقلصَتْ مشاركتكَ في الندوات والمهرجاناتِ الأدبية … لماذا ؟؟
جواب 12 – ما زلتُ أدعىَ كثيرًا للمهرجاناتِ والندوات الأدبية والشعريةِ في البلاد … ولكن لا أشاركُ إلا في القليل منها بسبب ضيق الوقتِ لأنني كنت أعملُ يوميًّا قبل سنوات ..والآن بسبب وضعي الصحَّي.
*سؤال 13 ) ما رأيُكَ في طاهرة الفوضى والتسيُّب الموجودة على الساحة الأدبيَّة المحليّة بشكل مُكثّف في الآونة الأخيرة وتكريم كلّ من هبَّ ودبّ وإقامة الأمسيات والندوات التكريميّة لأشخاصٍ لا توجد لهم علاقة مع الشعر والأدب والثقافة ولا يعرفون قواعد اللغة العربية وصرفها ونحوها ..وحتى كتابةا لإملاء .. وبينهم وبين الأدب والثقافة والإبداع مسافة مليون سنة ضوئيّة … من قبل بعض المنتديات والمؤسسات المحلية التي تدَعي خدمة الثقافة والأدب وفي نفس الوقت هذه المنتديات والمؤسسات والجمعيَّات التي تدَّعي خدمة الأدب والثقافة تتجاهل وتعتِّمُ على الشعراء والكتاب الكبار المبدعين ، وخاصة على القامات الوطنية والشعراء والكتاب الوطنين الرفاء الملتزمين ؟؟
– جواب 13 – أنا شخصيًّا أرفضُ فكرة التكريم حيث عُرضَ عليَّ من قبل مؤسسات عديدة أن تقوم بتكريمي لما قدَّمتهُ من إبداع شعري ملتزم بقضيَّتي الفلسطينيَّة التي ما زالت يتجاذبها الغربُ المُنحازُ حيث لا يُريدُ لها حلًّا ، وهو: دولتان لشعبين -( الحل العادل للطرفين ) . نحنُ نعيشُ كأدباءٍ ملتزمين الإنشطارَ السّياسي والنفسي لمجتمع فلسطينيٍّ يحملُ الحنسيَّة الإسرائيليَّة ( عرب الداخل – أو عرب ال 48 ) ويعيشُ على أرضِ آبائهِ وأجدادِهِ مُثقلةً بالقيود والقوانين والقوانين العُنصريَّة المُجحفة ضدّ شعبنا الفلسطيني المُنزرع على أرضِ آبائهِ وأجدادِهِ . وإذا عُدنا لقضيَّة تكريم الادباء والشعراء محليًّا فإنّني ألمسُ المُمستوى المُتدنِّي لأدبنا الفلسطيني الذي تناوشهُ الأقلام الضعيفة والتي لا يُمكنُ لها ان تُقدِّمُ أدبًا على مستوًى راقٍ ، كما انني أضيفُ ان التكريم أيّ كاتبٍ لا يُقدِّمُ ولا يُؤخِّرُ في مستوى الأدب المحلي فأنا عاصرتُ عمالقتنا ، مثل : محمود درويش وراشد وسميح القاسم وحنا أبو حنا وحنا ابراهيم ومحمود الدسوقي وأحمد حسين وجمال قعوار وفوزي جريس عبد الله .. وإذا نظرنا إلى إفرازات معظم الأقلام الأدبيَّة المحليَّة الآن في هذا الظرف الآن لا نراها تُشكّلُ مدماكًا في أدبنا الفلسطيني كم ا شكلهُ الغابرون خالدو الذكر .
ما يُؤسفُ لهُ حقًّا ان الأضواءَ لا تُسلط على الأدب الفلسطيني الحقيقي الإبداعي وعدم تعريف الأجيال الصاعدة بهذا الأدب وبرسالتهِ وبجهابذتهِ. ..وهذه سياسةٌ لطمسِ هويَّتِنا التاريخيَّة والثقافيَّة الفلسطينيَّة . بناءً عليهِ أرى أنَّ لغتنا العربيَّة في خطر ، فهنالك من لا يجيد إملاءَها وصرفها ونحوَها .
إنَّ كثرة نشر الكتب غير الناضجة لغويًّا وفكريًّا مأساة للغتنا. فليسَ هنالك عين ساهرة ومراقبة ولمراجعة ومنقاشة هذه الكتب قبل نشرها لأنَّ أدبنا اليوم أصابهُ ما اصابَ الأيتام عفلى موائد اللئام .. ولا من مُجير لا على الصَّعيد البرلماني ولا على الصَّعيد الإجتماعي ، لذلك فإني لا أرى أيّة دراسات عن أدبنا المحلي في الخارج سوى القليلة … بينما عندنا بعض الشعراء والأدباء المبدعين الذين يُمسكون بتلابيب اللغة ، أمثال : الدكتور حاتم جوعيه والأستاذ يوسف ناصر والشاعر كرم شقور والأستاذ زهدي غاوي والشاعر شفيق حبيب والدكتور عبد الرحيم الشيخ يوسف والشاعر أسامة مصاروه ..هؤلاء الأحباء ..وغيرهم كثيرون .
وملاحظة أخيرة : في الماضي كان هنالك محرِّرٌ أدبيٌّ في كلِّ صحيفة ومجلة ، وكان هذا المُحرِّرُ مُدقّقا لغويًّا وبمثابة الرَّقيب لغويًّا على كبلِّ ما يُنشرُ من مرادٍ أدبيَّةٍ .. الأمر الذي لا نراها إطلاقا اليوم في جميع الصحف والمواقع المحليَّة .
*سؤال 14 ) لماذا معظم الإعلام المحلّي على جميع أنواعه وماركاته ( المقروء والمرئي والمسموع ) يُركزُ الأضواءَ على أشخاص لا توجد لهم أيَّةُ علاقة مع الشعر والأدب والثقافة والإبداع بل حتى على أشخاص غريبي الأطوار وساقطين أخلاقيَّا واجتماعيًّا وليس فقط سياسيًّا ويعتبرون عاهات وكوارث لمجتمعنا …وفي نفس الوقت الإعلام المحلي معظمه يتجاهل بل يُعتِّمُ على الشعراء الكبار والقامات الأدبيّة الباسقة وعلى الوطنيِّن والمناضلين منهم !!؟؟
– جواب 14 – السَّببُ الرئيسي أن هذه الدوائر والمؤسسات خاضعة لاطرافٍ مُعيَّنة وَمُوَجَّهة إلى أفراد مُعيَّنين ، وهذا ليس لمصلحة الأدب والثقافة والإبداع .. لأنهم يُحاصرون هذا الأدب والإبداع في بوتقة واحدة لا تخرج مُتنوّعة إلى الجماهير. واليوم مثلا نرى قصائد وطنيَّة بالمرَّة برغم اننا ما زلنا نعيشُ تقريبا نفس الظرف الذي عشناهُ في الماضي وبالذات فترة الحكم العسكري البغيض ..فالرًّقيب العسكري ما زالَ موجودًا ولكنهُ يعيشُ متخفيًّا بألفِ صورة وصورة . لقد عانيتُ انا شخصيًّا من هذا الرَّقيب ومن تلك السياسة الظالمة والغاشمة في تسعينيَّات القرن الماضي حيث صُودِرتْ كتبي ومؤلفاتي وحُرقت .. ومنعوني من النشر إلا بإذن من هذا الرقيب اللعين .لكن صاحب ومُحرّر صحيفة الصنارة آنذاك الصحفي المرحوم الأستاذ لطفي مشعور كان يضرب بكل تعليمات هذا الرّقيب عرض الحائط وينشر قصائدي الوطنيَّة فيس صحيفتهِ برغم عدم مصادقة الرَّقيب على نشرها، قائلا لي : الذي ينزلُ من السَّماء تتلقاهُ الأرض..وليبلطوا البحر . وكان هذا الموقفُ الجريىء والشجاع منهُ يدفعني إلى مواصلة الكتابة والنشر .
سؤال15 ) طموحاتكَ ومشاريعُك للمستقبل ؟؟
جواب 15 – بعد أن صدر مؤخرا كتابي – تحت عنوان :
” شفيق حبيب في مرايا النقد ” … أطمحُ إلى إصدار ِ مذكراتي الشخصيَّة ِ … وعندي الكثير ممَّا أقولُ : أدبيًّا وسياسيًّا واجتماعيًّا .
سؤال 16 ) كلمة أخيرة تحبُّ أن تقولهَا في نهايةِ اللقاء ؟؟
جواب 16 – أرجُو أن يطولَ بيَ العمرُ لأستطيع َ أن أقدِّم َ المزيد َ من الإبداعاتِ الأدبيةِ التي نذرتُ عمري ومبادئي لأجلِهَا وأن يتحقق السلام العادل وعودة حقوق شعبنا إلى أصحابها ….
وأخيرًا : أشكرُك كثيرا الشاعر والناقد والإعلامي القدير دكتور حاتم جوعيه على هذا اللقاءِ المطول وأتمنى لك دوامَ التقدم والنجاح في جميع المجالات .