مطر في عتمة
عبد الرزّاق الربيعي
في عتمة “كورونا”
الكونيّة
رأيت المطر
وحيدا
يقف في الشارع
بلا مظلة
ولا أطفالا يمرحون
ولا عيونا تلمع
خلف زجاج
نوافذ البيوت
والمقاهي الموحشة
***
ما الذي جاء بك
ورماك
في قلب العتمة؟
إذ العاشقون سكارى
وماهم بسكارى
والأبواب مقفلة
والمرء يفرّ
من جسده
لائذا بالظلال المعقّمة
وقناع يخفي
عن رئتيه هواء
لم يعد طاهر السريرة
و الأردان
مستنجدا
بما تيسّر من عزلة
بزنزانته الجماعيّة…
***
وقبل أن أضع قفازا
على يديّ لمصافحته
أدار للمساء ظهره
وارتدى معطفه المبلل
ومضى
حاملا غيومه القليلة
ودموعه
عائدا
إلى البيت.