حكايا من القرايا.. خميس البيض
عمر عبد الرحمن نمر | فلسطين
يسمي الفلسطينيون شهر نيسان/ إبريل شهر الخميس، وفيه تصل طيور اللقلق ” أبو سعد ” المهاجرة إلى فلسطين، وتحوم في الجو رفوفاً رفوفاً، ويغني لها الصغار:
حوّام شهر الخميس /// سنة الجاي وانا عريس
ويغنّون أيضاً: يا بو سعد دقّ الرعد باب دار الشيخ… واعتقد الناس أن هذه الطيور كانت في الحجّ، ووصلت فلسطين لترتاح قليلاً، ثم تغادرها إلى بلادها…
ويسمى الخميس الأول من نيسان:
خميس النبات: وكانت الفتيات يذهبن فيه إلى البرّ، ويجمعن الزهور البريّة، ويضعنها في وعاء فيه ماء، يبيّتنه تحت نجوم الليل، وفي الصباح يغسلن شعورهن بالماء المنجّم، ليفتح لهن باب الزواج…
والخميس الثاني من الشهر:
خميس البيض: تسلق النساء فيه البيض، ويصبغنه بقشر البصل حتى يحمرّ، أو يصبغ بصبغة أخرى، ويوزع البيض في هذا اليوم، ويقوم الأولاد بتجميع البيض، وتبدأ لعبة (مطاقشة البيض)… حيث يضرب أحدهم رأس البيضة برأس الأخرى التي في يد صاحبه، أو يضرب العقب بالعقب… والذي تنكسر بيده البيضة يعتبر الخاسر. وكانت النساء يحملن قبْعات من القش مملوءة بالبيض، يوزعنها صدقة عن أرواح أمواتهن، إضافة إلى الحلوى والفطائر…
أما الخميس الثالث من الشهر، فهو: خميس البنات، أو خميس الموسم: يلبس الفتيان والفتيات ملابس جديدة في هذا اليوم، ويتنزهون ويزورون مقامات الأولياء القريبة من مناطقهم… ويعرف هذا الخميس أيضا بخميس ” البقرات” وكانوا يسمون الجمعة التي تليه “بالجمعة العظيمة” أو جمعة (العليمات)، أو جمعة (المِغرة)، حيث كانوا يصبغون نعاجهم بالمِغرة بين قرونها، وعلى إلياتها..