أخبار

الأمن اللُغوي في القرآن الكريم

الأردن – عمَّان

 ضمن نشاطات الاتحاد الثقافية، قدم الدكتور محمد سعيد عبيد الله، رئيس جامعة الشمال الاميركي للدراسات العليا، محاضرة ثقافية، قدم لها وادار نقاشها، عضو الاتحاد الدكتور محمد المناصير، بحضور رئيس الاتحاد الأستاذ عليان العدوان وأعضاء الهيئة الإدارية للاتحاد وجمع كريم من اعضاء الاتحاد والضيوف الكرام.
وكانت المحاضرة بعنوان “الأمن اللُغوي في القرآن الكريم” حيث تطرّق المحاضر في مقدمة حديثه إلى كرائم الحروف العربية، الاربعة عشر حرف، التي تُمثل صور وأشكال الحروف العربية، وذكر الآية الكريمة التي حصرت كافة الحروف التي تعتبر المخزن والحِصن الذي يحمي الحروف من الإندثار ويحصّـنها من الزيادة أو النقصان حيث جمع الله في تلك الآية الكريمة حروف فواتح السور مع الحروف المتبقية وهي الأية 29 في سورة الفتح

ثم تناول الباحث بعد ذلك جذور الألفاظ الثلاثية للقرآن الكريم البالغة 77799 كلمة
موزعة على 29 حرف وأنها المصدر الوحيد لثقل الحروف وأوزانها الرقمية وقوالب الفاظها، وعلى أساسها بنى العرب الأسر اللغوية.

وذكر أن للغة طفولة بدأت منذ عهد ءادم عليه السلام ونشأتها انطلقت من الاسماء لقول الله تعالى {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا} وأكد أن الاُسراللُغوية في لغة العرب لها قوالب تعكس صور للمستمع من حيث الكم أو الحجم، الأمر الذي ينسب كذلك على الأفعال، وقال لا يحيط بلغة العرب إلا نبي، وأن اللغة العربية هي أم اللغات على الحققة لا على المجاز، وأنها لغة المؤمنين في الجنة، ثم ميز بين (السَنة والعام) وقال ان قالب السَنة اقل من قالب العام من جهة الوزن الرقمي وعدد الأيام.
 وتناول مسألة الرقمنة في القرآن والحوسبة العددية مستنبطا ذلك من قوله تعالى “كتابٌ مرقوم” وقال أن كلمة الرحمن في سورة الرحمن تشكل آية مستقلة وبعدها آية بكلمتين وآية أخرى بثلاث كلمات وهكذا مبينا أن آيات القرآن أقلها كلمة واحدة ويستمر العد دون انقطاع إلى أن يصل إلى الآية التي عدد كلمتها 54 وهي الآية 29 في سورة الفتح التي حملت كافة حروف العربية وبذلك تكون تكررت علامة الأمن اللُغوي مرة أخرى في سورة الفتح

 ثم بيّن الفرق بين (مكة وبكة) وكلمة (امرأة وامرأت) و(محمد وأحمد)، وقال إن إبدال الحرف في الكلمة يعكس لنا قالب الكلمة ويفسر المعنى إلى أقرب صورة، ثم بيّن الفرق بين (الجسم والجسد والبدن) ثم دخل في تفاصيل ما وراء النص القرآني وما وراء المعنى، وقال أن من حق الأمة على العلماء استنباط العلوم من ثنايا الجمل والالفاظ لرفع الجهل والغموض، وتحدث مطولاً عن فقه الحروف ودور الحروف في الأمن اللُغوي وهندسة الألفاظ، وأن لغة العرب لا مثيل لها بين اللغات فقد تضاعفت وتكاثرت بالحركات مثل قولنا (بَر، بُر، بِر) والحركات هي ايسر الطرق لمعرفة اللحن في كلام العرب.

وقد قدم الدكتور المناصير السيرة الذاتية للدكتور محمد سعيد، الذي سبق أن درسَ اللغة والتفسير والحديث والادارة والعلوم العسكرية إلى جانب القانون، وخبراته كباحث واستاذ جامعي وذو علم غزير في الانتاج العلمي والأدبي وفي فقه اللغة ونشأنها واسرار حروفها.
وقد جرى نقاش طويل من الحضور مع الباحث اثرى اللقاء ووضع النقاط على الحروف في فهم المعاني التي تناولها الباحث في محاضرته القيمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى