أدب

ناي الحزين يعزف وجعه

سلمان إبراهيم الخليل | سورية
البارحة في حضرة الغياب
كان الليل ثقيلا
البحر يزأر في مده وجزره
والقمر يسامرني في ظلمته
فتمتلئ جعبة الذكرى
بالقبلات الشاردة
كانت رياح الغربة
تعصف بي، تتسلل إلى مسامات وجعي، ما استطعت أن أكون سعيدا
لهيب الوجد يلفحني، يتصاعد دخان انكساراتي
كانت عقارب الساعة تتحرك ببطء شديد
وخطوات الشوق تسبقني بلهفة واسعة
طويلا كان النهار، ووجنة الشوق
تتمايل سكارى على تلال الذكرى تنهل من ينابيع الحنين
غير أن تلك الجبال الحزينة أومأت برأسها من أعالي القمم
تعانق السهول القريبة،اعذريني
هدَّني الغياب
أريد أن أتوه في الغابات
كما تاه الفارون من الحرب
أطارد خيباتي القديمة
وناي الحزين يعزف وجعه.
أنثر صمتي ابتهالات اشتياق تعانق رياح الشمال
تفر أحلامي من ثقوب الآهات
ترسو قوافلي في أرض بلا جهات
نامت عيون البشر
إلا عيوني ترسم للعشق دروبا
تغرد على جناح السهر
تنتظرك على سرير الأمنيات
ربما تأتين وتتساقطين على جنبات الروح كحبات المطر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى