فنون

العلاج بالفن

الفنانة التشكيلية سارة نصار | القاهرة 

بالرغم من حداثة مفهوم العلاج بالفن في المجتمعات العربيةإ لا أنه مفهوم أقدم من اللغة والعلوم كافه المعرفية الحديثة أيضا.

     بلا جدال ولا شك، لم يكن هناك التشخيص والمقاييس والبرامج والخطط العلاجية عندما إستحدث الإنسان البدائي أول وسيلة دفاعيه أو ما يطلق عليه حديثا إسم الميكانيزمات الدفاعيه، عندما إستطاع أن يواجه مخاوفه علي جدران الكهوف مدققا في دراسة عدوه بالشكل والصورة والحركة ،متمنيا السيطرة عليه عن طريق حلم التشكيل والفن الفطري بإستخدام ادوات البيئة المحيط، (الفن أداة اداو سلاح سحري في يد الجماعة الإنسانية في صراعها للبقاء.)

   كان الفن أداه سحريه لتحقيق الأهداف وتهيئه القدرات وتحفيز الطاقات، قبل التنفيذ يأتي الخيال،يأتي المشهد وصوره النقش علي جدار الكهف، فنان محترف يتلاعب بعلم التشكيل والتصميم، والعلاقة بين الشكل والفراغ، العنصر المرسوم والأرضية.

     هذه العلاقات التشكيلية أصلها فطرة الإنسان ووعيه بقوة اللون والخط والمساحة والملمس والكتان والأبعاد الفراغية، متمثلة في إرجنوميهة الجسم متوازنا مع الفضاء الفيزيائي للجسد فتعتبر الفطرة هي الميزان الحساس لإعادة التوازن والمرونة .

   ولا يكاد يخلو شعب أو أمه من محاولاتها الدائمة لإظهار الفنون الخاصة بها بشتى الطرق مبدعا في فنون الحركة والرسم والتعبير حتي تواصل مفاهيم الهوية والإنتماء لطبيعته الخاصة وأرضه والتي تشمل طبيعتة و مفاهيمه الخاصة بالثقافة والعلاقات الاجتماعية وارتباطه بالزمان والمكان.

  ويستطيع العقل تمييز وبرمجة هويته البصرية مستخدما الطبيعة المناخية والمكانية سواء صحراوية أو ساحليه أو زراعيه وهكذا، ثم يبدأ بالتكيف ويستمر في إستثمار موارد البيئة ،يحدث هذا التناسق الذي قوامه الإبداع والفنون التعبيرية والتطبيقية المتحوره من تنميه القدرات الذاتيةعن طريق عمليات الإدراك ومهارات الاتصال وقوانين النتيجة والسبب.

استنادا لقول فرانسيس كريك في كتابه الفرضية المذهلة(أنت وافراحك واحزانك وذكرياتك وطموحاتك وحس الهوية الشخصية والإراده الحرة الخاصة بك هي ليست سوي سلوك مجموعه هائلة من الخلايا العصبية، والجزئيات المرتبطة بها).

    أما إذا أردت إعادة ضبط الإعدادات الخاصة بالإنسان فيجب إحالته إلي الأصول الفطرية، وهكذا يكون يكون الحال، فمثلا، إذا أردت رفع مناعة الجسم يجب أن يقاوم جهاز المناعة منفردا عندما يعاود الإنسجام مع البيئة ومع احتياجاته فالجسم يستطيع الصراخ بظواهره ومظاهر من الشكلية واللونية تطرأ علي سطح الجلد والاعراض الأخرى التنبيه،حتي يستطيع ترميم نفسه تلقائيا.

وتعد الفنون التعبيريةمن الممارسات التي يستخدمها الجسم لإعادةضبط إعدادات المصنع البشري.

     وعلى سبيل التجربة أعطي صغيرا ورقه وقلم أو ألوان، سيطلق التفريغ الانفعالي قبل البدء في التعبير عن الظواهر الداخلية، فستجد الشد والجذب والعنف والدفع بقوة الخطوط والأشكال والعلاقات والرموز البصرية والتشكيلية.

   وفي بداية التعبير المجرد ستجد تجارب الطفل الخاصة فكل شيء في الفنون التعبيرية متاح من إيقاع حركي وموسيقي فكل شيء في الخيال متاح، فالخيال عمل عقلي بحت أنت فقط محركه بشكل ذاتي وتلقائية وفكرية ويمثل أيضا مناعتك العقلية والنفسية وميكانيزم الدفاع الأول لإعادة ضبط إعدادات الإنسان الفن كما وصفه أرسطو (شكل من أشكال العلاج)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى