يا صاحبي
شعر: عبد الصمد الصغير
يا صاحِبي إِنَّ هذا الْجُرْحَ لَنْ يَبْرا
يَشْتَدُّ بي، مُخْفِياً في خامِدٍ جَمْرا
***
يا صاحِبي إِنَّ ماءَ الْوَجْهِ مُنْداحٌ
مَنْ كانَ حَيْثُ الْعُلا لِلْقاعِ قَدْ خَرّا
***
ها عُمْرُنا يَنْجَلي يَـوْماً تَـلا يَـوْمـاً
مِـنْ أَوَّلِ اللَّـيْلِ صُبْحٌ وَدَّعَ الْفَجْـرَا
***
منْ عـاشَـهُ طـالِعاً مُسْـتَطْـلِعـاً كَوْنـاً
هانَتْ عَلَـيْهِ اللَيالِـي، أَدْرَكَ الـظُّـهْـرَا
***
مَشى بِمِقْـدَارِ نُـورٍ ، يَـقٔـتَـفي ظِلّاً
مُـؤَكَّــدٌ ضَوْؤُهُ لَـنْ يَـبْـلُغَ الْأَمْرَا
***
هَلْ يَنْـجَلـي عـالَـمٌ كَيْ نَقْتَفي طَـيْـفاً؟
أَمْ نَـكْتَـوي لَوْعَـةً كَيْ نَـنْتَـهي فَـقْـرَا؟
***
لَـمْ تَبْـقَ لِي نَكْـــهَةُ المَعْــنَى بِدْنْيـاكُمْ
لا، لَـمْ تَـدُمْ عَـذْبَـةً أَوْ جَـنَّـةّ خَضْـرَا
***
يا صـاحِبي، إنَّ أَمْـرَ اللَّـهِ فـي خَلْـقٍ
أَنِ اعْبُدُوا وَاشْكُرُوا كَيْ تُرْفَعُوا قَدْرَا
***
يا الْعَاشِــقِينَ اللَّـذينَ اسْـتَنْـفَذوا حُبّـا
كُونُوا دَلِـيلاً عَـلَى مَنْ لَمْ يُـطِقْ صَـبْرَا
***
سِـيــرُوا كَـمَـا أَنْبِـيـاءٌ وَ ازْرَعُـوا وَرْداً
صَـلُّـوا عَـلـى مَـنْ لَـهُ لَـمْ نَـتَّـبِـعْ أَمْـرا
***
أَعِــزَّةً نَـحْـبِـسُ الـدَّمْـعَ الَّــذي يَـغْـلِـي
بَيْـنَ الْجُفونِ الَّـتي قَدْ رَمَّشَـتْ عُـسْرَا
***
أَيـا الّـذي أَوْقََــدَ الــنَّـارَ الَّـتـي تَـكْــوي
لا تَشْـتَعِـلْ كُـنْ كَـمـاءٍ جُرحُـنا يَـبْـرا
***
أَيـا الَّـذي أَغْضَبَ الْأَرْضَ الَّتي تَـشْقَى
هَـيَّ ارْتَـدِعْ دَعْ طُـمـوحاً لا يَـرى غَيْـرا
***
مِـنْ حُـلْمِـنـا نَسْـتَفيـقُ الٔآنَ ، في ذُعْـرٍ
لَـمْ يَسْـتَصِـغْنا وَلَـمْ يُزْهِـرْ لَنـا عُـمْـرَا
***
خُــذْلانُـهُ مَـوْعِـدٌ فـي بَـعْـضِـنـا يُـبْـلِي
مَـصيـرُنا مُـعْـرِجٌ صَـوْبَ الَّـذي أَسْـرَى
***
قُلُـوبُـنا تَـعْـتَـريـهـا لَـوْعَــةٌ تَـبْـقَـى
وَحُـبُّـنـا مُـخْلِـصٌ لا يَعْــرفُ الغَدْرَا
***
لِلـنّـاسِ فـي قَلْبِنَـا بَـهْـوٌ لَكُمْ يُـقْـري
يَـفْـدي بِمـا عِـنْدَهُ، لا يَـبْـتَـغِـي غَـدْرَا
***
أَيْـنَ الــسَّـلامُ الــذي غَـنّـتْ مَـواوِيـلٌ؟
وَكَيْـفَ أَحْـوالُـنـا؟ بَعْـدَ الَّـذي مَـرَّا
***
لَمْ نَـعْتَـرِفْ بِالَّـذي يُـؤْذي الَّتـي تُـؤْوي
فَلَـمْ نَـكُـنْـهُ وَ لَـمْ نَـتْرُكْ لَهُ جِـسْرَا
***
يا صـاحِبي، كُـلُّ شَـيْءٍ راحِـلٌ حَـتْمـاً
إِلّا الَّــذي تــارِكـاً مِـنْ بَـعْـدِهِ إِثْــرَا