نادي حيفا الثّقافيّ يحتفي بصدور كتابه التوثيقيّ الأوّل “رحلة من العطاء”
حيفا| عالم الثقافة
بتاريخ (29.2.2024) وبحضور لافت من نخبة المثقّفين والأدباء والشّعراء، وأصدقاء النّادي وروّاده، احتضن نادي حيفا الثّقافيّ أمسية احتفاليّة استثنائيّة، وذلك بمناسبة صدور كتابه التوثيقيّ الأوّل “رحلة من العطاء”، موسم 2022.
افتتح الأمسية بكلمة مؤثرة، مدير النّادي ومؤسّسه الأستاذ فؤاد نقّارة. رحّب بالحضور وشكرهم على تلبية الدّعوة، وقدّم شكره للمجلس الملّي الأرثوذكسيّ الوطنيّ على رعايته لأمسيات النّادي، وللسّيد حاتم خوري، وللصّندوق الثّقافيّ في حيفا. وممّا جاء في كلمته: بكلّ فخر واعتزاز، نعلن أنّ رصيدنا من الفعاليّات الثّقافيّة حتّى اليوم قد بلغ (671) فعاليّة متنوّعة، وتوثيق هذا العدد الكبير من النّشاطات هو جهد كبير وعمل جبّار بذلناه، الأستاذة صباح بشير وأنا، بكلّ همّة ونشاط، ونحن سعداء بما حقّقناه من إنجاز وما نقدّمه لمجتمعنا من عطاء مليء بالمحبّة والإخلاص.
نؤمن إيمانا راسخا أنّ الثّقافة هي أساس بناء المجتمع وتقدّمه، وأنّ نشرها وتشجيعها واجب على كلّ فرد منّا. لذلك، سنستمرّ في تنظيم الفعاليّات الثّقافيّة المتنوّعة، ودعم المبدعين، وتكريمهم على إبداعاتهم، إيمانا منّا بأهمية دورهم في بناء المجتمع.
تلاه كلمة لسيادة المطران عطالله حنّا، تحدّث فيها عن أهمية الكتاب التّوثيقيّ في حفظ الذّاكرة الثّقافيّة العربيّة، وأثنى على جهود النّادي في هذا الإصدار، وأشار سيادته إلى أنّ هذا الكتاب يمثّل إنجازا هامّا يضاف إلى سجلّ إنجازات النّادي، كما أشاد بالجهود الكبيرة التي بذلها الأستاذ فؤاد نقّارة والكاتبة صباح بشير في إعداده، وعبّر عن شكره وتقديره لجميع من ساهم في إنجاح هذا العمل القيّم، ودعا جميع الأدباء إلى مواصلة إبداعاتهم وكتاباتهم، للحفاظ على الهويّة العربيّة وتعزيزها.
تحدّث بعده السّيد يوسف خوري رئيس المجلي الملّي الأرثوذكسيّ الوطنيّ الذي قال: تجمعنا اليوم مناسبة فريدة من نوعها، قلّ مثيلها بين جماهيرنا في أرض الوطن، وهي مناسبة خاصّة تشكّل رمزا لتمسّكنا بالحضارة وتجذّرها فينا كشعب أصيل، وتشكّل رمزا لنادي حيفا الثّقافيّ العريق، وللمجلس الملّي الأرثوذكسيّ الوطنيّ.
تلته الكاتبة صباح بشير في كلمة خاصّة لها جاء فيها: هذا الكتاب هو بمثابة شهادة على نشاط النّادي، وما قدّمه من عطاء في سبيل خدمة المجتمع، فهنيئا له بهذا الإنجاز، الذي يضاف إلى خزائنه الثّقافيّة. لقد تشرّفت بالمشاركة في إعداد هذا الكتاب، إلى جانب الأستاذ المحامي فؤاد نقّارة، خلال مشروع مثمر تطلّب صبرا ومثابرة، وامتدّ لأيّام من الجهد المتواصل. لقد كانت رحلة دؤوبة نفخر بها وبما حقّقناه فيها بكلّ التّفاني والإخلاص. وها نحنُ الآن، نواصل هذا الجهد، لتوثيق كافّة نشاطات النّادي منذ عام 2012، لتصدر هذه الكتب عبر سلسلة من الإصدارات.
أمّا الدكتور حاتم خوري فجاء في كلمته: أُقدّم شكري الجزيل للأستاذ فؤاد نقّارة على إصراره واجتهاده ومثابرته، واهتمامه بالمثقّفين والأدباء والمبدعين؛ فوجوده يمثّل دافعا لتّقدّمهم. لقد سعى جاهدا لتقديم منصّة ثقافيّة تتيح للجميع التّعبير عن إبداعاتهم ومشاركة أفكارهم، لم تثنه العقبات والصّعوبات التي واجهها عن المضيّ قدما في تقديم رسالته، فكان له الفضل في دعم الحركة الثّقافيّة في بلادنا.
تحدّث بعده الأستاذ فتحي فوراني عن بداية النّادي وتأسيسه، مستذكرا كيف قامت فكرة إنشاء هذا الصّرح الثّقافيّ، الذي تحوَّل إلى منارة ثقافيّة تنير درب الأدباء والشّعراء والمثقّفين والفنّانين، وأكّد أنّ النّادي يؤمن بأهميّة دور المثقّف في بناء المجتمع، وأنّهُ سيستمرّ في إثراء الحياة الثّقافيّة، وسيواصل سعيه لتقديم أفضل الفعاليّات والأنشطة التي تثري المشهد الثّقافيّ.
في كلمة مسجّلة ومصوّرة تحدّث الدكتور يوسف عراقي قائلا: نفخر بكم وبجميع القائمين والنّاشطين والمساهمين في هذا المشروع الثّقافيّ، احترامي وتقديري وتمنيّاتي لكم بالمزيد من التّألّق والعطاء، ومتابعة هذه المسيرة الرّائعة بهذا السّخاء الثّقافيّ المعهود، الذي يمدّنا هنا في المنافي بدفء الوطن، ورائحة الأرض الطّيبة، التي تمنحنا الطّاقة للاستمرار والبقاء على قيد الأمل رغم كلّ الصّعاب.
شارك بعده الشاعر د. منير توما بقصيدة خاصّة لنادي حيفا الثّقافيّ، عبّر فيها عن تقديره للنّادي ولهذا العمل القيّم – إصدار كتاب “رحلة من العطاء”- وجاءت القصيدة بمثابة تحفة شعريّة نالت إعجاب الحضور، لتخلّد هذه المناسبة المميّزة.
في كلمة خاصّة للسّيد جريس خوري، قرَأتها الكاتبة عدلة شدّاد خشيبون على المنصّة نيابة عنه، وذلك لتعذّر حضوره، عبّر فيها عن فخره بخطوة المجلس الملّي الوطنيّ الأرثوذكسيّ في مساندة الأستاذ فؤاد نقّارة وإدارته لنادي القراءة، الذي تطوّر لاحقا ليصبح نادي حيفا الثّقافيّ، وأشار إلى أنّ النّادي قدّم مئات النّدوات الثّقافيّة والأدبيّة والفنّيّة، وكرّم الكثير من الأدباء والفنّانين والشّعراء.
قدّم بعده الرّوائي قاسم توفيق كلمة مسجّلة ومصوّرة جاء فيها: لقد كان لي عظيم الشّرف في اللّحظة التي تعرّفت فيها على هذا النّادي العريق، وعلى مموليه من أصحاب الفكر القوميّ الوطنيّ الرّاسخ في المجلس الملّي الأرثوذكسيّ الوطنيّ، الذي يرعى بكلّ محبّة وإخلاص هذا النّادي، الذي يشكّل صرحا ثقافيّا عربيّا مهمّا ونادرا. هذا الإنجاز يفترض أن يُخلَّد.
تلته المربّية نائلة نقّارة أبو منّة حيث قالت: لقد كان طيّب الذّكر حنّا نقّارة من مؤسّسي النّادي عام ١٩٣٨م، وفي عام ١٩٤١م، تولّى إدارته مع أبي سلمى ونخبة من المثقّفين، مما أكسبه شهرة في الوطن حتى عام ١٩٤٨م. واليوم، ينطلق نادي حيفا الثّقافيّ إلى القمة، بفضل جهود ابن العم العزيز المحامي فؤاد مفيد نقّارة. وتواصل رحلة العطاء للنّادي حاملة معها مشعل الثّقافة العربيّة، حيث يساهم في نشر الوعي الثّقافيّ وتعزيز التّواصل بين المثقّفين على المستوى المحلّيّ والعربيّ، وينظّم الكثير من الفعاليات والأنشطة التي تلاقي الشّهرة والصّدى الواسع.
في الختام تحدّث قدس الأرشمندريت أرتيموس، الرّئيس الرّوحي للرعيّة الأرثوذكسيّة في حيفا، عن دور النّادي الثّقافيّ المحوريّ، وتمنى أن يواصل النّادي مسيرته ورحلته الثّقافيّة المثمرة. كما بارك له بهذا الإصدار، وقام بإهداء الأستاذ فؤاد نقّارة نسخة من الكتاب المقدّس “العهد الجديد”، وأيقونة لمار الياس شفيع حيفا.
هذا وقد أقيمت هذه الأمسية في قاعة كنيسة القدّيس يوحنّا المعمدان الأرثوذكسيّة، برعاية المجلس الملّي الأرثوذكسيّ الوطنيّ- حيفا.