هل يمكنك أن تصنع الفرصة؟
بقلم: محمد المرزوقي
يفسر الكثيرون منا الفرصة بأنها جاءت نتيجة الحظ أو الصدفة السعيدة، ولا نختلف مع من يرى ذلك، ولكن هل من الممكن أن نصنع الفرصة؟، فقد صرنا نسمع في الرياضة عن صانع الألعاب، حيث يمكنه أن يصنع فرصة لتحقيق هدف، حيث يطالع الملعب بكامله، ثم يحدد مواقع اللاعبين، ويرى أن أحدًا من زملائه يستطيع إذا ما توفرت له فرصة في الحركة والهجوم أن يحقق هدفًا، وبالتالي فقد صنع فرصة له، وفي الغالب تنجح هذه الخطوات في تحقيق الهدف.
وصانع الفرصة في الحياة العملية والوظيفية يمارس الدور نفسه، فهو يطالع المؤسسة أو الإدارة بكاملها، وينظر لمواقع شركاء عمله، وإذا ما توفرت فرصة لواحد منهم لتحقيق هدف وظيفي، فإنه يعطيه الفرصة لتحقيق الهدف، وهكذا فقد صنع له فرصة لتحقيق هدف من أهداف المؤسسة،فكما يتم الأمر في الرياضة، يُعتبر الصانع الذكي للفرص كأحد اللاعبين البارزين، ويجب أن يكون لديهالطموح ومهارة استشراف المستقبل واستغلال الفرص، فاللاعب الذي تأتيه فرصة التهديف ولا يستغلها، فقد أضاع فرصة صُنعت له، والموظف الذي يضيّع فرصة جاءته؛ فقد ضيّع فرصة قد تكون صُنعت له.
وفي مجال الأعمال، يجب على رواد الأعمال أن يكونوا قادرين على رؤية الفجوات في السوق وتحويلها إلى فرص تجارية ناجحة، ويجب أن تكون لديهم القدرة على رصد الفرص وتحويلها إلى نجاح، بالإضافة إلى ذلك، يجب عليهم أن يكونوا ماهرين في اقتناص هذه الفرص بشكل فعال وذكي.
صناعة الفرصة ليست فقط مهارة لاعبين في الملعب أو إداريين في المؤسسات، بل يمكن للجميع تطويرها، يمكن للأفراد أن يكونوا ماهرين في اكتشاف الفرص في حياتهم الشخصية والمهنية من خلال تحسين مهاراتهم ومعرفتهم بالبيئة المحيطة بهم، والبحث عن طرق لتحقيق أهدافهم.
تذكر دائمًا أن الفرص لا تأتي دائمًا على طبق من ذهب، ولكن فهمنا ومهارتنا يمكنها أن تصنع الفرص للاستفادة منها، فكن ماهرًا في صناعة الفرصة، وفي استغلال الفرص، فهناك فرق بين من ينتظر الفرصة ومن يصنعها بنفسه، يمكن أن تكون الفرصة نتيجة للصدفة، لكنها أيضًا يمكن أن تكون نتيجة للتخطيط والمهارة.