الحرب البيولوجية القادمة!
د. إياس الخطيب – روسيا
ذكرتُ في مقال سابق تحت عنوان “ما بعد الكورونا، القادم أعظم” والذي كتبتُه في عام 2020 الحديث عن خطر الحروب البيولوجية، وفي ظل اكتشاف سلالة جديدة من فيروس كورونا، تسمى FLiRT ظهرت مؤخراً في أوكرانيا، قد وجدتُ لزاماً إعادة نشر مقالتي تلك.. أمّا الحديث عن سلالة المرض الجديد، فسأنشر عن ذلك بشكل مفصّل في مقالٍ آخر، خلال أيام..
بالعودة إلى ما كتبتُ سابقاً عام 2020: ما بعد الكورونا، القادم أعظم!
ما أن سمعتُ بفيروس كورونا، هذا الخبر والدّاء الذي انتشرَ في لحظة كالنّار في الهشيم، والذي أضحى -وهذا أمر طبيعيٌ جدّاً- الشغل الشاغل وحديث السّاعة في أي مكان أو إجتماع أو في أية جلسة يتواجد بها شخصان فأكثر، حتى تبادر إلى ذهني ذلك البحث العلمي الذي قمت بإجرائه في جامعة الجنوب الفيدرالية الحكومية التي تخرّجتُ منها مؤخراً وخلال مرحلة الدّكتوراه وتحديداً في 30-01-2019 أي قبل أكثر من عام من الآن، والّذي حمل عنوان وقبل أن أذكر العنوان، أقول مباشرة بأنني لست هنا بصدد لا التحدث عن نظرية مؤامرة، ولا إرجاع السبب إلى أمر طبي بحت، فقط بصدد ذكر بعض الحقائق والإضاءة على ثلاث نقاط -سأذكرها بعد قليل- وأرى أنه من المهم الحديث عنها! بالنسبة لموضوع المؤامرة، فأعتقد بأنه مصطلح حان وقت استبداله، خاصة بعد أن أصبح مصطلحاً مطاطاً، الكثيرون عند الفشل في إيجاد الإجابة على شيء ما، أصبحوا يجيبون بكلمة أصبحت معلّبة، ألا وهي المؤامرة، وأنا هنا لست بصدد نفي المؤامرات، فهي شيء قائم منذ بدء التاريخ، ولكن اللجوء إلى استخدام هذه الكلمة عند كل مشكلة تواجهنا هو الأمر المرفوض، على الأقل من وجهة نظري! تماماً كنظريّة الأسطورة، فالأساطير كلّها أشياء كانت قائمة منذ زمنٍ بعيد، وعند فشل الأجيال اللاحقة بتفسير حدثٍ كان قائماً في زمن ما، فإنّهم يطلقون عليه تسمية (الأسطورة)، هرباً من التفسير والتبرير، ليس إلّا!
من المؤكد أنّ البيولوجيين والأطباء سيرجعون الأمر إلى مصدر طبي، وسيبدؤون البحث عن سبب هذا الفيروس من منطلق طبي بحت، وهذا أمر منطقي جداً، وطبيعي.. وليس هنالك من شك بأنَّ المتعاملين بالسّياسة والإقتصاد سيتجهون للنظر إلى الفيروس وتفسيره من وجهات نظر تتخذ من السياسة والإقتصاد العالمي وتأثير ما يحدث على الشعوب منطلقاً لها، وأيضاً يجب أن يكون هذا الأمر متقبلاً لدى الآخر، خاصة إذا ما علمنا، أنه في الحياة بشكل عام ليس هنالك خطأٌ بالمطلق، ولا صحٌ بالمطلق.. هنالك نعم ثوابت، وهنالك أمور قابلة دائماً للتغيّر والتطوّر مع مرور الزّمن، وهنالك أمور يكون مصيرها الإلغاء بين الفترة والأخرى واستبدالها بأمور أخرى لما يفرضه المجتمع المتحرّك والمتغيّر من معطيات جديدة باستمرار، وخاصة في زمننا هذا سريع التغيّر والتبدّل والتحوّل! ومن موقفي المتعلّق بالسّياسة لن ألجأ إلى بحث الأمر طبيّاً بكل تأكيد، ولكن سأحاول فقط أن أذكر بعض الحقائق، والإنتهاء إلى بعض الإستنتاجات المبنيّة على معطيات اليوم!
النقاط الثلاثة التي وددت الحديث عنها هي:
- معامل الإغتيال الصّامت، والمختبرات البيولوجية المنتشرة في عددٍ من دول العالم (دورها وتأثيرها).
- الأزمة الإقتصادية العالميّة الخانقة، والعالم المَدِين!
- نشوب حرب عالمية جديدة، والتي هي أقرب اليوم من أيّ يوم مضى.
ما يجب ألّا نختلف عليه، بأنّ هذا العام هو عام للأزمات، وما سنتفق عليه أيضاً بأنّ ما يجري الآن هو فقط عملية تسخين لأمور قادمة أشد خطورة مما نعيشه بكثير، ما يحصل الآن هو فقط بداية لكرة ثلج بدأت بالدوران وستأخذ بالإتساع والكِبَر خلال هذا العام، وربّما كما في كثير من الحالات، وهي بأنّ انتهاء الكارثة أحياناً أو الكوارث يقوم على حدوث كارثة أكبر تنهي الأزمة، وضمن معطيات اليوم والتي سآتي على ذكرها، فإنَّه وإلى الآن المخرج الوحيد للخروج من الكارثة هو حرب سيكون قطباها الصّين وأمريكا، وعندما نتحدّث عن هاتين الدّولتين، فإنّنا بكل تأكيد نتحدّث عن حرب عالمية بدأت أجراسها تقرع.. وطبعاً أنا لا أتحدّث هنا عن كارثة الكورونا مثلاً، فهذا الفيروس سينتهي ربّما خلال شهر من الآن، أكثر قليلاً أو أقل قليلاً، لكنّه سيؤول إلى الزّوال.. وسيتم إيجاد اللقاح له، وهذا أيضاً أمرٌ مفروغ منه. أتحدّث هنا عن حربٍ تجاريّة هي قد بدأتً بين الصّين والولايات المتحدة الأمريكية، وستنتهي بحرب عسكرية قادمة..
ولا بد من الإشارة فوراً، إلى أنّ الحرب العسكرية في عصرنا الحالي تقوم على آليات وطرق جديدة تختلف عن الطرق التقليدية التي اتبعت على سبيل المثال خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية، وعن هذا سأفصّل بشكل أكبر عندما أنتقل إلى النقطة الثالثة، أمّا الآن فسأبدأ بالنقطة الأولى: معامل الإغتيال الصّامت، والمختبرات البيولوجية المنتشرة في عددٍ من دول العالم (دورها وتأثيرها!).
لا يختلف أحد على دور الأسلحة البيولوجية والإتجاه إلى اعتمادها وخاصة في الحروب الحديثة، وإن كانت الأسلحة البيولوجيّة قد استخدمت منذ القدم، وأذكر على ذلك عدّة أمثلة، منها:
في عام 1763م قامت بريطانيا بتوزيع بطانيات تحمل مرض الجدري على الهنود الحمر بعد أن كانت تلك البطانيات قد استخدمت في مصحّات لعلاج مرضى الجدري البريطانيين، الأمر الذي أدى إلى انتشار هذا الوباء بين الهنود الحمر والقضاء على أعداد هائلة منهم، وكان ذلك بناء على أمرٍ من الجنرال البريطاني جفري أمهرست.
استخدمت ألمانيا الكوليرا ضدَّ خصومها بين عامي 1918.- 1920م.
في الحرب العالمية الثانية استخدمت بريطانيا الجمرة الخبيثة كسلاح على جزيرة جرينارد الإسكتلندية، وبقي سكان هذه الجزيرة يعانون منها حتى عام 1989م.
خلال الحرب العالمية الثانية قامت الوحدة 731 في الجيش الياباني باستخدام ميكروبات فتاكة في تجارب على الأسرى الأميركيين، إلا أن الأغرب من ذلك هو أن الولايات المتحدة الأميركية بعد انتهاء الحرب واستسلام اليابان قامت بمنح العديد من ضباط الوحدة 731 اليابانيين حصانة قضائية كي لا يُحاكموا كمجرمي حرب – مع علمها بما فعلوه بالأسرى الأميركيين – مقابل أن يزودوها بمعلوماتهم والنتائج التي حصلوا عليها من تجاربهم.
وغير ذلك الكثير..
وبناءً على دراسات ومقالات وأبحاث كثيرة ركزت في الفترة الأخيرة على دور الأسلحة البيولوجية وتأثيرها على العالم سأذكر بعض الحقائق:
1- انتشرت أنباء عديدة حول إجراء واشنطن تجارب محظورة على أسلحة بيولوجية بالقرب من الحدود الروسية، بحسب ما نشرته وسائل إعلام عالمية عديدة.
وكانت الخارجية الروسية قد نددت بشدة بتلك الاختبارات، وأكدت أن الغرب يسعى لحصار روسيا بمجموعة من المختبرات السرية، التي تجري دراسات على فيروسات خطيرة يمكن استخدامها عسكريا، فيما رفضت الخارجية الأمريكية التعليق على تلك الاختبارات المحرمة دوليا، وفقا لما نشره الخبير في شؤون وسط آسيا والقوقاز، هينري كامينس.
ونشر موقع “نيو إيسترن أوتلوك” شهادة للصحفي الأمريكي، جيفري سيلفرمان، المقيم في جورجيا، حول مختبر “لوغار” السري، الذي يعد أحد المختبرات البيولوجية السرية المقامة في جورجيا وأوكرانيا. ولم تعد تلك المختبرات السرية في جورجيا وأوكرانيا، هي الوحيدة التابعة للولايات المتحدة، حيث أشار التقرير إلى وجود مختبرات أخرى في كازاخستان وليبيا ورومانيا.
2- المركز البيولوجي الإسرائيلي مصنع لسموم الاغتيالات الصامتة
يقع هذا المركز في مدينة ريشون ليتسيون في جنوب شرق تل أبيب ويعتبر أحد المنشآت السرية للكيان الصهيوني، وللحصول على أي معلومات صحيفة عنه يتوجب الحصول على موافقة من جهاز الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، حتى وسائل الإعلام الإسرائيلية تحصل على معلوماتها من وسائل الإعلام الغربية التي لها مصادرها الخاصة في المركز.
مرة واحدة فقط منحت مجموعة من وسائل الإعلام الإسرائيلية تصريحًا للدخول ومعاينة الأوضاع داخل المركز، وذلك على خلفية قيام أحد الموظفين في المركز ويدعى “افيشاي كلاين” بالتقدم بدعوى قضائية ضد هيئة إدارة المركز، وقال إنه كان له دور كبير جدًا في إنتاج مرهم جلدي مضاد لغاز الخردل، إقامة هذه الدعوة القضائية ورد فعل الإدارة عليها أدى إلى كشف الكثير من أنشطة وعمليات المركز البيولوجي.
يعمل في هذا المركز 300 عالم وفني وفيه عدة أقسام كل قسم يعتبر خط إنتاج لسلاح كيماوي وبيولوجي.
كتبت صحيفة هآرتس حول هذا الموضوع: تنشط معظم أقسام المركز في إنتاج مواد بيولوجية ذات استخدامات حربية مثل سموم عمليات الاغتيال، وقد أُنتج في هذا المركز السم الذي استخدمه الموساد في عملية اغتيال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في عام 1997، والتي باءت في حينها بالفشل.
أول مرة تستخدم منتجات هذا المركز في عمليات الاغتيال كانت أواخر عام 1977 عندما سمح مناحيم بيغين رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق للموساد باغتيال وديع حداد أحد زعماء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وقد اتهم الصهاينة حداد بوقوفه وراء تخطيط وتنفيذ عمليات ضد الكيان الصهيوني منها اختطاف طائرة ركاب إسرائيلية في العاصمة أوغندا عام 1976.
وشهد شاهد من أهلها:
كتب الصحفي الإسرائيلي “آهارون كلاين” حول هذا الموضوع قائلًا: كان يعيش وديع حداد في بغداد وكان يحب الشوكولا البلجيكية كثيرًا لذا قام الموساد بوضع مادة بيولوجية في هذا النوع من الشوكولا. أثر هذا السم بشكل تدريجي على صحة حداد لكنه صمد ولم يسقط سريعًا حتى يتم كشف هوية الفاعل والجهة التي تقف وراء عملية الاغتيال.
بالتدريج ساءت حالة حداد وتم نقله إلى مستشفى في ألمانيا الشرقية، حيث تم تشخيص حالته على أنها سرطان الدم، وفي النهاية توفي حداد في 28 آذار 1978 لكن بعد مضي 32 عامًا تم الكشف عن سبب موته، وهو سم مصنع في هذا المركز البيولوجي الإسرائيلي.
لم يرغب الموساد في الكثير من الاغتيالات التي نفذها أن يترك أثرا يدل عليه لذا يمكن القول: موت الشخصيات التي كان يعتبرها الكيان الصهيوني تشكل خطرًا على أمنه ناشئ عن منتجات هذا المركز
الإرهاب البيولوجي يشمل الأمراض الخطيرة والفيروسات السامة وتكتمل الدائرة بمختبرات تصنيع الأدوية والأمصال، ربما هي لعبة كبيرة تحكمها السياسة والتربح معًا، وتبقى الغلبة للدول التي تدعم البحث العلمي وتدعم العلماء في الكشف والتصدي بل ومهاجمة المخاطر المتعددة.
3- ذكرت وسائل الإعلام الروسية، في الـ11 من أيلول المنصرم، أن مركز «ريتشارد لوغار» لأبحاث الصحة العامة (وهو مرفق أبحاث للعوامل البيولوجية عالية المستوى، يقع بالقرب من تبليسي، جورجيا) كان قد استخدم المدنيين الجورجيين لإجراء تجارب سرية بيولوجية من قبل الأمريكيين، الأمر الذي أعاد جهود الحرب البيولوجية الأمريكية إلى دائرة الضوء من جديد.
وكان وزير الأمن الوطني الجورجي السابق إيجور جيورجادزه تحدث عن ذلك خلال مؤتمر صحفي انعقد في موسكو في وقت سابق، حاثاً الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إجراء تحقيق حول الأمر، حيث أشار جيورجادزه إلى أن علماء بيولوجيا تابعين للفريق الطبي في الجيش الأمريكي أجروا تجارب على مواطنين جورجيين في مركز الرعاية الصحية «ريتشارد لوغار» وانتهت التجارب بوفاة عدد كبير منهم في عامي 2015 و 2016، منوهاً بأن الوثائق، التي تم رفع السرية عنها، لا تحتوي على بيان لأسباب الوفاة، ولا الأسماء الحقيقية للمتوفين.. ووفقاً لجيورجادزه، فقد تم إنشاء مختبر سري يديره الجيش الأمريكي خلال فترة ولاية الرئيس الجورجي السابق ميخائيل ساكاشفيلي، وهناك احتمال بأن تنتشر الفيروسات إلى الدول المجاورة، بما في ذلك روسيا.
وفي الواقع، فإن المختبر محوط بإحكام، والأفراد الأمريكيون فقط، الذين لديهم تصريح أمني يمكنهم الدخول إليه، ويمنح هؤلاء الأشخاص الحصانة الدبلوماسية بموجب اتفاق الولايات المتحدة وجورجيا لعام 2002 المتعلق بالتعاون الدفاعي.
وقد تم تجهيز مركز «لوغار» في عام 2014 بمصنع خاص لتربية الحشرات لتمكين إطلاق مشروع «ذبابة الرمل، Sand Fly» في جورجيا والقوقاز، وقد تسببت لدغات ذباب الرمل مثل «الفواصد» بانتشار الحمى في عامي 2014-2015، وذلك وفقاً لما أشار إليه موقع «أوراسيا ريفيو» الذي أكد أن لدى البنتاغون اليوم اهتماماً كبيراً بدراسة «التولاريميا» المعروفة أيضاً باسم «حمى الأرانب» التي تعد سلاحاً بيولوجياً، ويمكن نقل هذا المرض بوساطة العث والقوارض.
وكان الأمين العام لمجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف حذر في عام 2015 من الخطر الناجم عن مختبرات الأسلحة البيولوجية التي تعمل في أراضي كومنولث الدول المستقلة (CIS) وذكر على وجه التحديد مركز «ريتشارد ج. لوغار».
وكانت الولايات المتحدة استخدمت الأسلحة البيولوجية وسيلة للقضاء على منافسيها والضغط على بعض البلدان، حيث تمتلك مختبرات حيوية في 25 دولة حول العالم، بما في ذلك جمهوريات سوفييتية سابقة، يتم تمويلها من وكالة «الدفاع والحد من التهديد» التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية، ويُمنع المفتشون الأجانب من الوصول إليها، ويجب الأخذ في الحسبان أن تحقيقات صحفية مستقلة خرجت إلى العلن لتأكيد حقيقة أن الجيش الأمريكي يجري أبحاثاً سرية من أجل تشكيل تهديد للبيئة والسكان، فمثلاً، جيفري سيلفرمان، الصحفي الأمريكي الذي عاش في جورجيا سنوات عديدة، أكد جازماً أن مركز «ريتشارد لوغار»، إضافة إلى مختبرات أخرى، متورط في أنشطة سرية لإنشاء أسلحة بيولوجية، ونتيجة ذلك فقد تعرضت جورجيا وأوكرانيا مؤخراً لتفشي وباء غامض تسبب في نفوق الماشية وتعريض حياة السكان للخطر.
إضافة إلى ذلك، فإن الجيش الأمريكي يدير «المختبر المرجعي المركزي» في كازاخستان منذ عام 2016، وهناك احتجاجات عامة ضد المنشأة. وفي عام 2013، اتهم كولونيل في القوات الجوية لجيش التحرير الشعبي الصيني (Dai Xu) الحكومة الاتحادية الأمريكية بخلق سلالة جديدة من أنفلونزا الطيور تعاني منها الآن أجزاء من الصين، ووفقاً له فقد نشر الجيش الأمريكي فيروس أنفلونزا الطيور (H7N9) في الصين في عمل من أعمال الحرب البيولوجية. ومن ناحية أخرى، فقد أفاد موقع «إنفورميشين كليرينغ هاوس» بأن مختبرات الحرب البيولوجية الأمريكية هي وراء تفشي فيروس «إيبولا» في غرب إفريقيا.
ولا يستبعد الخبراء الروس إمكانية استخدام «الحشرة البقعية» من قبل الجيش الأمريكي كسلاح بيولوجي، حيث شوهد، قبل نحو عامين، البعوض المصاب بفيروس «زيكا» في روسيا وأوسيتيا الجنوبية لإحداث تفش للانفلونزا البشرية والحيوانية.
تنتهك الأنشطة الأمريكية معاهدة «حظر الأسلحة البيولوجية» التي تحظر استحداث وإنتاج وتخزين الأسلحة البكتريولوجية (البيولوجية) والتكسينية وتدمير تلك الأسلحة، وهي عنصر أساس في جهود المجتمع الدولي للتصدي لانتشار أسلحة الدمار الشامل، ودخلت الاتفاقية حيز التنفيذ منذ عام 1975، وتضم اليوم 181 دولة، وتعيد هذه الاتفاقية تأكيد مبادئ «بروتوكول جنيف» الموقع في 1925 الذي يحظر استخدام الأسلحة عينها، وفي عام 1969 أصدر الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون قراراً رسمياً بمنع أي بحوث في الحرب البيولوجية وأمر بتدمير مخزون بلاده من الأسلحة البيولوجية. وفي عام 1975 صدقت الولايات المتحدة على «بروتوكول جنيف» واتفاقية الأسلحة البيولوجية. وبين عامي 1995 و 2001، جرت مفاوضات بشأن كيفية تنفيذ بروتوكول «التحقق عن طريق طرف ثالث» التي ستشمل عمليات التفتيش الموقعي من قبل سلطة مستقلة، لكن الولايات المتحدة لم توافق، وبرفضها أن تكون طرفاً في عمليات التفتيش يجعل أي محاولة لتعزيز فعالية اتفاقية «حظر الأسلحة البيولوجية» محكوماً عليها بالفشل.
ويعقد مؤتمر مراجعة كل خمس سنوات لمناقشة سير عمل الاتفاقية وتنفيذها، وكانت الجلسة الأخيرة، التي انعقدت في تشرين الثاني 2016، مخيبة للآمال وتفتقر إلى وجود برنامج عمل جوهري للقيام به قبل انعقاد مؤتمر المراجعة القادم المقرر في عام 2021. وهناك أمل ضئيل في أن يتم تعزيز اتفاقية «حظر الأسلحة البيولوجية» ومع عدم وجود آلية للتحقق من تنفيذها، فإن مختبرات الحرب البيولوجية العسكرية الأمريكية ستكون دائماً مصدر قلق.
يشار إلى أن تقارير صادرة عن العديد من وسائل الإعلام، بما فيها موقع «أمة واحدة» أثبتت أن ترسانة الأسلحة البيولوجية للولايات المتحدة، تمتلك حتى الآن سبعة عوامل بيولوجية تشمل:
بكتيريا «الجمرة الخبيثة» المسببة لظهور الندوب السود.. بكتيريا «فرانسيسا تولوناريس» المسببة لظهور داء «التولاريميا» أو «حمى الأرانب».. بكتيريا «البروسيلا» التي تسبب داء «البروسيلات».. بكتيريا «الكوكسيلا البورنيتية» التي تسبب حمى «Q» إضافة إلى فيروس التهاب دماغ الحصان الفنزويلي، و«توكسين البوتولينوم» المسبب للتسمم، و«الذيفان المعوي B» و المعروف علمياً باسم العنقوديات المعوية من نوع B.
الإحصائيات الأخيرة أخذت عن موقع «استراتيجك كالتشر فاونديشن
ترجمة وتحرير ـ راشيل الذيب: 2018/09/19
4- عام 92، طائرة من طراز بوينج 747 تابعة للخطوط الجوية الإسرائيلية العال، تتحطم إثر ارتطامها بمبان سكنية في مدينة أمستردام الهولندية، كانت الطائرة تقوم برحلة من هولندا إلى إسرائيل عندما وقع الحادث، وبعد الحادث بستة أعوام وبعد شكوى سكان منطقة الحادث بسنوات من مشاكل صحيَّة، كشف النقاب عن أهم ما كانت تحمله الطائرة، 190 متراً من مادة كيميائية تستخدم في إنتاج غاز الأعصاب السارين، وتكفي هذه الكمية لإنتاج مائتين وسبعين كيلو جراماً من السارين، جاءت هذه الحمولة من شركة أميركية تدعى (سوركاترونيك) للمواد الكيميائية ومقرها بلدة موريسفيل في ولاية بنسلفانيا، ومن بين العناصر الأربعة الرئيسية المستخدمة في إنتاج غاز الأعصاب السارين، كانت الطائرة تحمل ثلاثة منها، حمولة هذه الطائرة كانت متجهة إلى مكان قلَّما يتحدث عنه الإعلام الغربي، إنه معهد الأبحاث البيولوجية الإسرائيلي ومقره بلدة (نكستيونا) القريبة من تل أبيب، هذا المعهد مرتبط بمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أي أنه يتبع لسيطرة الموساد، ويعمل في المعهد ثلاثمائة شخص، مائة وعشرون منهم من العلماء.
هذا المكان الذي يكتنفه الغموض والذي قد يزيد الجهل بما يدور بين جدرانه عما يحصل في مفاعل ديمونة تأسس منذ عقود، وكانت محكمة إسرائيلية قد حكمت قبل ستة عشر عاماً على مساعد مدير المعهد (ماركس كلينبرج) بالسجن عشرين عاماً بعد إدانته بالتجسس لصالح الاتحاد السوفيتي، وقد تم الإفراج عن كلينبرج في شهر أيلول/ سبتمبر من عام 98 بعدما بلغ من العمر ثمانين عاماً، وأمرت بإبقائه قيد الإقامة الجبرية طيلة حياته.
كما أنّ الميادين حصلت على وثيقة هامة حول مختبرات سرية أميركية منتشرة في وسط آسيا، تعمل على تطوير فيروسات قاتلة، وتعمل على التحويل الجيني للذباب والبعوض ليحمل العدوى.
الصحافية البلغارية ديليانا بيتروفا، أجرت تحقيقاً، مستنداً إلى مصادر في وزارة الدفاع الأميركية، وقد جاء في نص التحقيق أنّ الجيش الأميركي ينتج فيروسات وبكتيريا وسموماً مميتة مخترقاً اتفاقيّة الأمم المتّحدة لحظر الأسلحة البيولوجيّة. كما يتعرّض مئات آلاف الأشخاص من دون علمهم على نحو منهجي لمسبّبات أمراض خطرة وأمراض مستعصية.
والميادين أوّل وسيلة إعلامية تحصل على هذه الوثيقة وتنشرها للمشاهد العربي. وقد كان ذلك في عام 2018 م.
وتتلقّى المختبرات الحيويّة الأميركيّة تمويلها من وكالة خفض التهديدات الدفاعيّة (دترا) بموجب برنامج عسكري قيمته 2.1 مليار دولار بعنوان برنامج المشاركة البيولوجي التعاوني في دول شكّلت الاتّحاد السوفياتي سابقًا مثل جورجيا وأوكرانيا، إضافة إلى الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا وأفريقيا.
كذلك فإنّ حرب الحشرات نوع من الحرب البيولوجيّة تُستخدم فيها الحشرات لنقل الأمراض، ويُزعم أنّ البنتاغون أجرى تجارب حشريّة كهذه في جورجيا وروسيا.
في عام 2014، زُوّد مركز لوغار بمنشأة حشرات وأطلق مشروعاً تحت عنوان رفع الوعي حول تشفير ذباب الرمل في جورجيا والقوقاز. وغطّى المشروع مساحة جغرافيّة أكبر من جورجيا والقوقاز.
ونتيجة المشروع، تفشّى منذ عام 2015 الذباب القارض في تبليسي، وتعيش الحشرات اللادغة في الحمّامات داخل المنازل على مدار السنة، ولم يكن من المعتاد أن تبقى هذه الفصائل في جورجيا طوال العام من قبل.
وفي عام 2018م نشرت الميادين حرفيّاً ما يلي:
يُقال إنّ الخفافيش هي المضيفة الحاضنة لفيروسات إيبولا ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسيّة وأمراض مميتة أخرى. لكن من غير المعروف اليوم تحديدًا كيف تنتقل هذه الفيروسات إلى البشر. وأقيمت دراسات عدّة في إطار برنامج المشاركة البيولوجي التعاوني التابع لدترا بحثاً عن مسببات أمراض ذات أهميّة عسكريّة في الخفافيش.
الولايات المتّحدة هندست فيروس كورونا
يُعتقد أنّ مصدر فيروس كورونا المسبّب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسيّة هو الخفافيش، وينتقل مباشرة إلى البشر أو الجمال.
هندست الولايات المتّحدة فيروس كورونا المسبّب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسيّة ودرسه البنتاغون، وتهدف تجارب كهذه إلى تعزيز إمكانيّة انتشار مسبّبات الأمراض وحدّتها، وإجراء تجارب تعزيز إمكانيّة مسبّبات الأوبئة قانوني في الولايات المتّحدة.
بغض النّظر عن صحة إنتقال الكورونا عن طريق الخفافيش من عدمها، لكنّي أوردت ما نشر على موقع الميادين كما هو منذ حوالي العامين قبل الآن!
الحديث عن الأسلحة البيولوجيّة والإرهاب البيولوجي طويل، لذلك سأضع هنا عناويناً لبعض من المقالات التي قرأتها قبل أكثر من عام من الآن، وسأكتفي ببعض المقالات المنشورة باللغة العربية، ومنها:
أمريكا تحاصر روسيا بـ”مختبرات بيولوجية سرية” – المصدر: موقع سبوتنيك. 20.05.2017.
الملف السياسي ـ الحاجة إلى الخوف، هل نشر الجرثومة عمل ارهابي أم استخباري أم حرب بيولوجية؟ – صحيفة البيان، 26 أكتوبر 2001.
موسوعة جرائم الولايات المتحدة الأمريكية:(85) مؤامرة الجمرة الخبيثة: تعاون آل بوش وآل ابن لادن (أسرار جديدة)
ترجمة وإعداد : حسين سرمك حسن، 2015/2016 – صوت اليسار العراقي.
الأسلحة البيولوجية الأمريكية إلى دائرة الضوء من جديد – صحيفة تشرين السورية. 19.09.2018
موسكو تكشف عن مختبرات بيولوجية أمريكية غير شرعية في جورجيا – الوكالة العربية السّورية للأنباء سانا. 04.10.2018
الإرهاب البيولوجي.. ـأو الجيل للإرهاب الدولي. صحيفة الشّعب الجزائرية. أمين بلعمري. 22.10.2013
الأسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية الإسرائيلية السّرية. موقع أخبار اليوم الجزائري. خالدة مختار بوريجي. 02.10.2013م
تقنيات جديدة للتنبؤ بالإرهاب البيولوجي. طارق قابيل. موقع أخبار أون لاين.
الدفاع الروسية تكشف عن وجود مختبرات بيولوجية أمريكية محظورة في جورجيا. موقع روسيا اليوم. 04.10.2018
في وثيقة حصلت عليها الميادين: هكذا تُطوّر أميركا الفيروسات القاتلة وتنشرها في العالم. موقع قناة الميادين. 29.01.2018
أبحاث أميركية سرية في الأسلحة البيولوجية بدأت في عهد كلينتون وتعتزم إدارة بوش توسيعها. صحيفة الشّرق الأوسط. العدد: 8317. 5 سبتمبر 2001
وغير ذلك..
أمّا عن سلالة FLiRT التي ظهرت في أوكرانيا، وبفعل مختبر بيولوجي أمريكي موجود هناك، فسأتحدّث في المقال القادم عن ذلك بالتفصيل..