أدب

حرية سجين

زيد الطهراوي| الأردن

رأيت الغريب كثيراً و ما كنت أدرك ان الغريب يُدرُّ الصفاء
و كان يفتش عن وهج حرية في السجون التي ألبسته الشقاء
و طار من السجن حتى يحاضر عن ألم السجناء

فحرية النفس أشهى من الأطعمات
و حرية النفس حق و فرض نؤديه كي ندحر الظلمات
و حرية النفس أن تستقر و تغفو في الطرقات
فتنتصر الشمس في عبق الأمنيات

و قال الغريب : و كم في السجون من الأبرياء
و كم في الفضاء من المعلنين الحروب على همسة و نقاء
و قد قصف الظلم ميراث حق لنُفجعَ بالعثرات

أنا الآن حر و وجهي بهي و صبحي يعانق وجه السماء
أنا من صبرت و نلت القناديل بعد الشقاء
أزيحوا عن الأرض ظلم القرون و أحيوا الوفاء
و أجيالنا تحتسي ألم الفقد للأقربين فأين العزاء ؟

و غاب الغريب عن الوعي قال أحق شموخي و حريتي أم سبات؟
و عاد إلى الوعي قال : نعم هذه الأرض و الريح و النجم و الشرفات
و كاد اخضرار عيون الغريب يفجر أروقة السجن و الترهات

و قال الغريب : أنا طيِّب كالحقول التي تحمل الوعد للأوفياء
نجوت من الحقد يخترق القلب يسلب مني الصفاء
و سرت وحيداً أدافع عن نبض إطلالاتي في الفضاء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى