
هيفاء الجبري | الرياض
يالعقلي المتسخ!
منذُ أصابتهُ لعنةُ النظافةْ
عندما كنتُ في العشرين
كنتُ أنامُ والنافذةُ مشرعةْ
والباب مفتوحْ
وحقيبتي الصغيرة فارغة إلا من أحلامي
لم يكُنْ مخيفًا
أن يتسللَ البعوض
ليقتات فتاتَ دمي
أو يتمتع الوزغ بجولته الليلية في زوايا الغرفة
لم أكنُ حينها أدرك
ما ذا يعني أن تتكون طبقة من الغبار
على الكتب أو المرايا
وبالتأكيد لم أكن أحدَّ ذكاءً
مما أنا عليهِ اليوم
إذ أنتقي ما يدخل رئتيَّ من الهواء
في غيابي عن العالمْ
لقد كبرتُ وكبرتْ معي الأوهامْ
على كلُّ شي أن يكونُ نظيفًا ومنتقى:
“أحلامي، وأهوائي، وأصحابي”
وما إن أضع رأسي على السريرْ
حتى أبدأ في تمحيصهم على الأصابع
يدٌ واحدة تفعل والأخرى
تمسح غبار السنوات
وتغلق النوافذ
والأبواب
والحكاياتْ
إنهُ لعبث
أن استيقظ الآن على
عيد ميلادي الثالث والأربعين
ولا أجدُ روحي هنا
ليلةَ أمس
انشغلتُ بعدِّ السنوات
ونسيتُ نافذتي مفتوحة
١٣ مارس ٢٠٢٥