علوم

أحلام لا تُنسى

قصة: الطفل أحمد ناصر – 14 سنة
منذ كان طفلا صغيرًا، ويعيش مع والديه بسلام، كان عقله مليئا بالطموح، وكانت أحلامه كثيرة وتنبع من عقله أفكار علمية أكثر، وكانت نفسه مممتلئة بالطموحات وقد كان يفكر بالكثير من الاختراعات.
وكان من بين أحلامه الكثيرة التي أحب أن يحققها؛ حلم واحد وهو أن يصبح في يوم من الأيام رائد فضاء، ويتحدث لوالده وأمّه عن هذا الحلم الكبير، وكان والداه يشجعانه لكنه عرف أن الطريق الأفضل والوحيد لتحقيق هذا الحلم هو المذاكرة والتعلّم من الكتب والإنترنت، والإنصات في دروس العلوم والرياضيات.
فجلس يذاكر بمثابرة واجتهاد، ومرّت الأشهر والسنين حتى أصبح عمره ست سنوات، وفي يوم من الأيام أخبرته أمّه عن معرض لعلوم الفضاء فتحمس كثيرا لزيارة المعرض، وذهب إليه بصحبة أمّه وعندما وصل إلى هناك رأى شاشة كبيرة للغاية تظهر عليها الكواكب.
تعجّب الطفل كثيرًا من صور وأشكال الكواكب، وبدأ يشرح لأمه عن مزايا كل كوكب، وصفاته، وحجمه، والمجرات والنجوم وهي تستمع بشغف لكل ما يقوله؛ ثم انتقل إلى قاعة أخرى داخل المعرض فيها نماذج من الصواريخ والمركبات الفضائية، وقابل أحد العلماء المتخصصين في صناعة الصواريخ.
وبدأ عالم الصواريخ يتحدث معه ويشرح له عن الصواريخ والفضاء وجلس الطفل الصغير ينصت ويستمع باندهاش كبير لكل كلمة ومعلومة ثم بدأ يناقشه ويسأله عن الفضاء والعلاقة بين الأرض والسماء وأجابه العالم الكبير عن كل ما يعرفه.
ثم عاد الطفل إلى البيت يملؤه الحماس والشغف والطموح لبناء نموذج مصغّر للنظام الشمسيّ وذهب لمتجر المبتكرين واشترى جميع الموارد الأساسية التي يحتاجها لبناء نموذج للنظام الشمسي وسهر الليالي حتى نجح في بناء هذا النموذج ثم حمله إلى المدرسة ليشارك به في مسابقة العلوم بمدرسته.
أثار النموذج المصغّر للنظام الشمسي الذي بناه الطفل الصغير إعجاب زملاءها والمعلمين وحصل على أعلى الدرجات وفاز بالمركز الأول مما زاده حماسة وأشعل مصابيح الحماسة والبتكار في عقله، وتشجّع على المشاركة في كل مسابقات العلوم التي تقيمها المدرسة.
كان المبتكر الصغير يفوز دائما في جميع المسابقات العلمية ومرت الأشهر وجاء وقت الامتحانات وقد كان متحمسا لامتحان العلوم، وجلس يذاكر ويدرس بجدٍ عن الكواكب والمجرات
فلما حان موعد الاختبار أجاب عن كل الأسئلة بنجاح أبهر جميع المعلمين، وعاد إلى البيت وأخبر أمه وأباه بفخر يخبرهم بنجاحه في الاختبارات العلوم فأدخل السعادة في قلوبهم، وقرروا مكافأته بشراء تليسكوب كبير له يضعه فوق سطح المنزل ليطيل النظر إلى الفضاء، ويكتشف الجديد.
ملأت السعادة قلب المبتكر الصغير وبدأ يقفز من الفرحة، وفي اليوم الثاني وعندما عاد والده من العمل كان مع التليسكوب، وكان يعد الدقائق حتى تغيب الشمس ويأتي الليل ليستمتع برؤية الكواكب ويسجِّل في دفتره الصغير الملاحظات، ومعلومات عن كل ما يراه في الكواكب.
مرت السنين وكبر الطفل الصغير حتى أصبح في العشرين من عمره، أن يدرس في الجامعة بكلية علوم الفضاء والالتحق بمركز دراسات الفضاء ويتعلم ويتدرب ليصبح رائد فضاء.
واجه الشاب الطموح الكثير من المشاكل أثناء الدراسة بكلية علوم الفضاء ولكنها كان يثابر ويجتهد حتى تغلّب عليها وكان يواجهها بشجاعة وبعد ٢٠ سنة أخرى أصبح رائد فضاء وكانت أول مهمة له هي الصعود إلى القمر.
لقد تعلَّم الطفل منذ صغره إلى أن صار شابا كبيرا درسًا عظيما، وظل يردده لنفسه دائما وهو: (لا تستسلم أبدً ولا تنسَ أحلامك، وأثْبِتْ لنفسك دائما: أنك لن تتخلّى عن أحلامك أبدًا وستحققها مهما كانت عصيبة وبعيدة)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى