إلى آدم في المنفى.. وجوه تخبئ أظافرها في المرآة
فتحي مهذب | تونس
زفرة واحدة تكفي لقتل
الوحش الحجري القابع
في نظرتك الباردة .
***
ضحكة حلوة تكفي
لترميم جناحي حمامة
تربض في كف شحاذ .
***
زهرة واحدة تكفي
لتشرح تغريبة عصفور الدوري
(وطقسه المبهم آن الليل.)
***
ورقة واحدة تكفي
لقراءة أحزان
الجذع المقطوع .
***
طلقة واحدة تكفي
للسفر عبر جزر الغياب
لهتك مساتير الذئب .
***
وردة واحدة تكفي
إطفاء حرائق الشاعر.
***
ديك واحد يكفي
لإيقاظ الصباح المعلق
كالخفاش
على جناح العتمة.
***
عكازة واحدة تكفي
لكنس أشباح الليل
المعششة في كهوف
الجسد.
***
امرأة جميلة تكفي
لنسيان الموت.
***
ضربة فأس واحدة تكفي
لقطع أذرعة كثيرة
لنهار يتزأبق
على صهوة اللامبالاة.
***
سرير واحد يكفي
لجسدين ينقران
أوراق المستقبل
ويطيران
نحو براري النوم.
***
صديقة عذبة تكفي
لصناعة أسطول من الصواعق..
لتدجين وحش العزلة
وتأسيس دويلات
من الفرح اليومي .
***
صديقة واحدة تكفي
لتنبت من جديد
وبقوة مذهلة
طفولتي المقتولة
بخرادق الهامش.
***
طائر شفاف واحد
يطلع من سرايا عينيك
يكفي ليبعث من جديد
قمرا أبديا
داخل مدارات الروح.
***
جرح واحد يكفي
لإضاءة شرفات الليل.
***
جثة واحدة تكفي
لجرجرة أحلام الطغاة
إلى المقصلة.
***
غزالة واحدة تكفي
لغزو العالم
ومحو البقع الرمادية.
***
قطرة واحدة تكفي
-تهبط من عنق الغيمة-
لتشييع أفراس قوس قزح
إلى حجرة الشاعر.
***
نهر واحد يكفي
لغسل أواني الشمس
الملوثة بشتائم العميان.
***
صديق واحد يكفي
لتشييع جنازتي اليومية
والبكاء طويلا
-أمام عتبات الفقد-
على جثث الصداقة.
***
العالم
لا يسع جناحي شاعر.
***
الليل لا يكفي
لسرد مراثي الحمامة
ونومها العميق
في بئر الجسد.
***
الدهشة تكفي
لبعث الفلاسفة
من مراقدهم.
****
جسد واحد
لا يكفي
لمجرات الشاعر.