سوالف حريم.. جحش بضيافتي
حلوة زحايكة | القدس
على غير المتوقع نهق جحش باب بيتي يوم أمس، تفاجأت به، لكنني أحسنت ضيافته، عمره حوالي ثلاثة أشهر، لونه أسود، ودود وأليف، ومع أنني لا أعرف من أين أتى وكيف وصل إلى بيتنا، وبما أنني أحب الحيوانات، فقد فرحت به، وشعرت أنه فرح بي. قدته تحت مدخل بيتنا المسقوف، ووضعت له صحنا من الشعير ودلو ماء، وبما أن الطقس بارد فقد وضعت على ظهره بطانية صوف، فمن حقه أن يعيش بدفء، فالحيوانات تحسّ وتتألم وتفرح كما البشر.
سعادتي به كانت كبيرة، وحيرتي بمقدمه كانت أكبر، ربطت قائمته الأمامية اليمنى بحبل، وربطت الطرف الآخر بحديد شباك غرفة في الطابق السفلي، وتركت له مسافة يتحرك بها، ولولا خوفي من أن يعيث فسادا بمزروعات الحديقة لتركته حرّا طليقا.
احترت بكثرة نهيقه، وفسّرت ذلك بأنه يفتقد أمّه ويناديها، وتمنيت أن تسمع نهيقه وتأتي إليه، فالأطفال يفتقدون أمّهاتهم تماما مثلما يفتقدنهم.
وضعت خطّة لتربية وتدليل هذا الجحش إن لم تظهر أمّه أو مالكه. فأنا أرفق بالحيوانات، وسبق أن ربيت قطة وجروًا. تفقدت الجحش في الليل ثلاث مرات لأطمئن عليه خصوصا وأن نهيقه المتواصل كان حزينا.
لم تدم فرحتي بالجحش طويلا، ففي صباح اليوم تبيّن لي أن أحد الأقارب قد اشتراه لحفيده الذي يحب الحيوانات، وعندما سمعوا نهيقه جاؤوا وأخذوه، فودّعته بالحفاوة نفسها التي استقبلته بها.