كليوباترا السابعة .. لماذا قتلت أخوتها؟
فريدة شعراوي | باحثة في التاريخ والمصريات
ولدت كليوباترا المصرية، في العام 69 قبل الميلاد، هي المرأة السابعة من السلالة الحاكمة البطلمية التي تحمل هذا الاسم. واسمها بالكامل هو كليوباترا السابعة ثيا فيلوباتير (الذي يعني باللغة اليونانية الإلهة محبة الأب). ما يعني أن هناك 6 نساء يحملن اسم كليوباترا في العائلة نفسها.
على الرغم من أنَّ كليوباترا وُلِدت في مصر، لكنها في الواقع من أصل يوناني مقدوني. وكانت ابنة بطليموس الثاني عشر (أوليتس)، سليل بطليموس الأول سوتر، أحد جنرالات الإسكندر الأكبر. وبدأ بطليموس الأول سوتر حكم مصر بعد وفاة الإسكندر عام 323 قبل الميلاد، وأنجب سلالة قوية من الحكام الناطقين باليونانية، استمر عهدهم لما يقرب من 3 قرون.
بعدما مات والد كليوباترا، عُيِّنَت هي وأخوها الأصغر (بطليموس الثالث عشر) حاكمين مشتركين. لكن على عكس بقية العائلة البطلمية، ارتدت الملكة الشابة الكثير من الأزياء المصرية القديمة، وكانت أول حاكمة تتعلَّم اللغة المصرية.
كثيراً ما تُصوَّر كليوباترا باعتبارها شابةً أنيقةً مغرية في الفن والسينما، لكن هناك دليلاً على أنها لم تكن مذهلةً مثلما نعتقد. إذ تكشف العملات المصرية القديمة المُزيَّنة بوجهها أنها على الأرجح كانت ذات فكٍّ قوي وأنفٍ معقوف.
كما يُعتَقَد أن كليوباترا عملت جاهدةً من أجل السيطرة على تصوُّر العامة لها، وكانت صورتها على العملات المصرية طريقةً لإظهارها بصورةٍ أكثر ذكورية من أجل التأكيد على سلطتها وحقها في الحكم.
كَتَبَ المؤرِّخ بلوتارخ أن مظهرها “لم يكن فريداً على الإطلاق”. غير أنه قال بالفعل إن ذكاءها وفطنتها و”رقة نغمات صوتها” جعلت سحرها لا يقاومه أحد. ومن المثير للدهشة أن كليوباترا تحدَّثت ما يربو على 12 لغة وتعلَّمَت الرياضيات والفلسفة والخطابة والفلك.
بعد أشهرٍ معدودة من وفاة والدها وجلوسها على العرش، أوضحت كليوباترا، البالغة آنذاك 18 عاماً، بجلاءٍ أن لا نية لديها لمشاركة السلطة مع أخيها الأصغر (بطليموس الثالث عشر). حذفت اسمه من الوثائق الرسمية، حتى أنها أمرت بحذف وجهه من على العملات.
عندها انخرط الأخوان في نزاعٍ خلال حربٍ أهلية، لكن كليوباترا استعادت اليد العليا بالمشاركة مع يوليوس قيصر. وغرق بطليموس الثالث عشر في نهر النيل بعد هزيمته في المعركة.
بعد الحرب، قتلت كليوباترا أخاها الأصغر الآخر، بطليموس الرابع عشر. ، من أجل أن يكون ابنها هو الحاكم المشارك.
وعلاوة على ذلك، اعتبرت كليوباترا أختها أرسينوي مُنافِسةً لها على العرش، لذا اغتالتها في العام 41 قبل الميلاد على أعتاب معبدٍ في روما.
كانت كليوباترا ويوليوس قيصر عاشقين لعامين من الزمن، وخلال هذه الفترة أنجبت كليوباترا ابنها بطليموس قيصر، الذي اتَّخَذَ لقب قيصريون، أو “قيصر الصغير”. وفي الأيام الفاصلة بين موت كليوباترا وضم أوكتافيوس الرسمي لمصر، كان “قيصريون “كما أطلق عليه المصريين ، الحاكم الوحيد الرسمي لمصر في عمر الـ16 عاماً. غير أن حكمه لم يدم طويلاً. أُسِرَ وأُعدِمَ بعد انتحار والدته بفترةٍ قصيرة.
من المعروف أن كليوباترا وأنطونيوس أنهيا حياتهما في العام 30 قبل الميلاد بعدما خسرا المعركة البحرية الشهيرة أكتيوم في مواجهة قوات أوكتافيوس. وفي حين من المعروف على نطاقٍ واسع أن أنطونيوس طَعَنَ نفسه في البطن.
يعتقد البعض أن كيلوباتر ماتت بعدما لدغتها أفعى سامة -كوبرا مصرية- في ذراعها، لكن مؤرِّخين آخرين يعتقدون خلاف ذلك. عُرِفَ أن كليوباترا كانت تحتفظ بسمٍّ مميت في أحد أمشاط شعرها، ويتشكَّك الكثير من الباحثين الآن أنها استخدَمَت دبوساً مغموساً في سمٍّ قوي لإنهاء حياتها.