تجليات الصوفية في الأدب العربي المعاصر

نوال القليسي | اليمن

هناك لبس يقول في محتواه أن الصوفي هو الدرويش وهذا الزعم لا أساس له من الصحة في شيء، فالصوفية كما نراها هي اقتباس جماليات الحياة بشفافية الروح البسيطة الغائرة في خبايا المدلول الحقيقي لأي جمال لايدركه البصر، بينما تستوعبه البصيرة، أو بمعنى أصح تحتويه الروح الأكثر شفافية وبساطة وقربا إلى الروحانية.

وإذا طرقنا باب الحديث عن تجلي الصوفية في الأدب العربي المعاصر، سنجد أمثلة ودلائل من واقع أدب عربي معاصر يرتقي إلى درجة الصوفية التي تعتبر بمثابة القلب الذي يرى الحياة أكثر نقاء وصفاء، وعلى سبيل المثال فالرواية المغربية والآداب والفنون المغربية بشكل عام جسدت الصوفية أكثر من أي أدب عربي آخر، وهذا ما التمسناه في الروايات المغربية المعاصرة حديثا، وكذلك الصوفية في الأدب اليمني المعاصر على وجه الخصوص، فقد رأينا بصماتها في قصائد الشاعر المقالح كديواني “القرية” و “أبجدية الروح” وكذلك في المجموعات القصصية كمجموعة “لست أنا” للقاص والباحث زيد الفقيه وكذلك في الروايات اليمنية “لعنة الواقف” للروائي بسام شمس الدين ورواية “حانوت شوذب” للروائي عبدالله الإرياني ورواية ” مصحف أحمر ” للروائي الغربي عمران.

هذا التجلي الواضح للصوفية في الأدب العربي المعاصر، يثبت دلالة مفادها أن الأداب والفنون كالشعر، والقصة، والرواية، والمسرح.. الخ النابضة ببصمات الصوفية تقود الآداب والفنون إلى مسار آمن وأكثر صحة، بعيدا عن الضوضاء وضجيج الحياة المليئة ببهرج الماديات وفقر العولمة المدقع الذي يبلي الروح ويبهت جماليات ونقاء النفس البشرية التي تتأمل وتتعايش وترقب الروحانية لتسمو بالنفس إلى درجة التماس الذوقيات بشفافية وحس تصل إلى منزلة الروحانية البحتة، لذلك يستوجب أن تكون الآداب والفنون كالمرآه الأكثر وضوحا وتجليا، لتظهر صور الآداب والفنون في أجمل صورها الجلية الواضحة والمعالجة لقضايا الإنسان والحياة بشكل أكثر اتساعا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى