أين أنت يا زيوس؟
زكريا شيخ أحمد | سوريا – ألمانيا
كان الوطن أبا لنا .
نتحمل فقره،
نخدمه بأقصى ما نقدر ،
نقدم أرواحنا قرايبن للدفاع عنه .
لكنه رغم ذلك بدأ يأكلنا
كما كان كرونوس يأكل أبناءه .
كان يلنهمنا دون أدنى شفقة
و حين كان ينشغل بلعق دمائنا المتقاطرة من بين أصابعه،
كان يأتي طير يلتقطنا
و يطير بنا
و لأننا كنا كثر
كان بعضنا يسقط في العراء فيقتله قطاع الطرق
و بعضنا كان يسقط في الغابات فيتجمد من البرد .
بعضنا كان يسقط في البحر فتلتهمه الحيتان
و بعضنا كان يصل للمغارة محطما و منهارا .
نحن الآن في المغارة
كل يوم يأكلنا حزن شديد
على إخوتنا الذين يأكلهم أبونا الوطن .
كل يوم ننتظر أن يقوم من بيننا زيوس
لينقذ إخوتنا من الموت .
أبن أنت يا زيوس ؟
أين أنت يا زيوس ؟
هل قتلت في العراء أم أنك مت في الغابات
أم أن الحيتان إلتهمتك في أحد البحار
أم أنك في بطن ابينا الوطن ؟
لماذا ليس لك أي أثر ؟
١١/١/٢٠٢١