إذا غاب الربُّ حلت الفوضى
صهيب المزريقي | كاتب تونسي
قد يتسائل القارئ كيف يغيب الربُّ و هو من أوجد وجود الموجود و بنى كونه بفلسفة تراكيب الموجود وفق قانون المنطق و منطق القانون .
فقانون المنطق يتجلى مثلا في تعاقب الليل والنهار و توتيد الجبال وبسط الأرض لتكون بذلك بعدا منطقيا واستيطيقيا خادما للإنسان.
و أما منطق القانون فهو يتمثل بالأساس في قوة قانون الجاذبية و قوانين السير بالنسبة للكواكب؛ وفق قانوني المسار و الزمن، فلكلٍ مساره و لكلٍ زمنه حسب ما قد حدد له.
أما اليوم يمكننا أن نتكلم عن الربّ في بعدين إثنين: البعد الأول وهو منطق العدالة المطلقة وأما البعد الثاني ويتمثل في منطق فرض قانون العدالة .
وإذا ما طبقنا البعدين على واقعنا فسنعلم حتما أن الرب غائب فينا في كينونتنا في تصوراتنا و سلوكنا فيجدر بنا السؤال اليوم، ولئن كانت العدالة قيمة مثالية تُنشد فهل نشدناها؟ و هل أوجدنا ميكانيزمات فعلية لتطبيق الحد الممكن منها؟
سؤال لابد تكراره للإنسان الذي ينشد إنسانيته الحقيقة الكامنة في أعماق لا وعيه و فطرته السليمة التي جبل عليها، و التي تستلزم اللحظة إعادة إحيائها؛ كونها هي رقابة الرب الدائمة للإنسان وهي العدل و قانون العدل.