وثائق إسرائيلية تكشف: خروج بني إسرائيل والنبي موسى من مصر أسطورة هدفها سياسي
ترجمة وإعداد نبيل عودة
Nbiloudeh@gmail.com
- الغاء الحكم العسكري عن العرب حدث بعد أن أيقنت الحكومة أنه لا مجال لعودة المشردين في داخل إسرائيل لقراهم
- هآرتس: خروج بني إسرائيل والنبي موسى من مصر أسطورة هدفها سياسي
تُكتشف بالتدريج حقائق كانت تلفها السرية ومنع النشر، وما زالت ارشيفات اسرائيل تخفي الاف الوثائق بل ويجري تمديد سريتها، لإخفاء حقائق حول جرائم واعمال منافية لأي قانون دولي ارتكبت ضد ابناء الشعب الفلسطيني. ونشرت معلومات ان جهاز “ملماب” الإسرائيلي يعمل على طمس وثائق التهجير والمذابح من عام النكبة!
حقائق عن سبب إلغاء الحكم العسكري
كما يبدو الغي الحكم العسكري الإسرائيلي عام 1966عن المواطنين الفلسطينيين عامة بمن فيهم اللاجئين داخل بلادهم والذين هجروا من قراهم عام 1948 وظلوا مواطنين في اسرائيل، وهذا حدث بعد تيقن السطات الاسرائيلية، من أنه لن يكون بإمكان المهجرين العودة إلى قراهم التي هُجّروا منها، حتى ولو كانت على بعد كيلومترات قليلة عن البلدات التي لجأوا اليها. ثم جرى هدم ما تبقى من منازلها وتحريش اراضيها الزراعية، وما تزال اراضي مئات البلدات العربية التي لم تستغل لبناء مستوطنات يهودية من الأرض للزراعة، محرشة كغابات، وقد شاهدت نموذجا لذلك بحرش(غابة) بأراضي كفر برعم التي كانت كما حدثني احد البراعمة الذي عاصر النكبة ، ارضا زراعية خصبة!!
مداولات لسنوات حول الحكم العسكري
معلوماتنا كانت ان الغاء الحكم العسكري حدث بالتصويت البرلماني، لكن يظهر ان ما يجري بالخفاء اهم حتى من التصويت داخل هيئات السلطة والكنيست على راسها. كانت معلوماتنا ان الليكود (حزب الحيروت ليبراليم بالاسم القديم) بقيادة مناحم بيغن وقف مع مبام اليساري الماركسي واحدوت عفودا اليساري والحزب الشيوعي، من اجل اسقاط الحكم العسكري ووقتها القى عضو كنيست عربي (لا ضرورة لاسمه) خطابا مخجلا ادعي فيه ان “بقاء الحكم العسكري هو لمصلحة العرب في اسرائيل!!“
كيف أذن ألغي الحكم العسكري؟
تظهر الوثائق أن مداولات مختلفة بدأت في مكتب مستشار رئيس الحكومة الإسرائيلية للشؤون العربية، شموئيل طوليدانو، في نوفمبر/تشرين الثاني عام 1965، لبحث استمرار غلق القرى التي هجر أهلها، أو السماح لأهلها بالعودة، وواضح ان أي تحرك يحتاج الى تصريح عسكري. حتى للعودة لقرية مهجرين على بعد النظر من البلدات التي استقروا فيها بعد النكبة.
قرار إلغاء الحكم العسكري
في الثالث من أبريل/نيسان 1966، عُقدت جلسة جديدة من المناقشات في مكتب وزير الأمن الإسرائيلي (أي وزير الدفاع)، صنف محضرها بأنه “سري للغاية”. وشدد الشاباك (جهاز الأمن الإسرائيلي) خلالها على جاهزيته لرفع الحكم العسكري، مبيّناً أن الشرطة والجيش الإسرائيلي سيصبحان مستعدين لذلك في غضون فترة قصيرة.
وتقرر في الاجتماع أن “جميع المناطق في الشمال التي تم إغلاقها لأسباب تتعلق بالأراضي (أي من أجل السيطرة على أراضيها)، باستثناء (قرية) شعب، ستُفتح بعد توفر شروط عدة، منها هدم مبانيها وتحريشها”.
كذلك تقرر أن “يبقى الحكم العسكري مغلقاً كما هو حالياً” في منطقتي الحكم العسكري “الوسطى” (المثلث) والنقب.
وتبيّن من الوثائق معارضة ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي، بينهم رئيس أركان الجيش السادس تسفي تسور، خطوة إلغاء الحكم العسكري.
ودافع المعارضون بأن وجود الحكم العسكري “يمنع دخول واستيطان أبناء الأقليات في منطقة الحدود”، مطالبين بفرض حظر تجوال ليلي “للسماح، وقت الحاجة، بنصب كمائن ليلية ضد المتسللين، من دون عوائق الدخول في مناطق مأهولة”. وللتاريخ قتل بدم بارد عشرات وربما مئات من حاولوا العودة لوطنهم وقراهم بعد التهجير.
وفي وقت لاحق من العام 1963، ألغى رئيس الحكومة الإسرائيلية ليفي أشكول إلزام المواطنين العرب بحمل تصاريح تنقل. وبعد أسبوعين، بعث تسفي تسور برسالة إلى القادة العسكريين للمناطق في جميع القرى، باستثناء برطعة ومقيبلة، أمر فيها بتنفيذ تعليمات أشكول.
وفي 27 فبراير/شباط 1966، بعث إيسار هرئيل، رئيس الموساد، إلى الشاباك والشرطة والجيش برسالة صنفت بأنها “سرية للغاية”، ورد فيها أن “نظام الحكم العسكري سيلغى. والجيش الإسرائيلي سيضمن الظروف المطلوبة لفرض الحكم العسكري في حالات الطوارئ والحرب. وأنظمة الدفاع ستبقى على حالها. وبموجب طلب رئيس الحكومة سيتم البحث مع وزير القضاء بإمكانية إدخال تعديلات إلى الأنظمة أو استبدالها بقانون إسرائيلي”.
وللتاريخ: الغاء الحكم العسكري أبقى قوانين عديدة منه، منها الاعتقال الإداري الذي قد يستمر سنوات بدون محاكمة. وتحديد التنقل لمن وصفوا بالعرب “السلبيين”. مما يضطرهم للحصول على تصاريح عسكرية للخروج لوقت محدد من أماكن اقامتهم. وشروط أخرى عديدة مثل اثبات وجود يومي في مراكز الشرطة، والبقاء في المنازل بعد ساعات الغروب.
هآرتس: خروج بني إسرائيل والنبي موسى من مصر أسطورة هدفها سياسي
قالت مجموعة من الباحثين وعلماء الآثار اليهود إن هروب اليهود المستعبدين من مصر والذي يعتبر القصة الأساسية التي تشكل أساسا إيمان كل اليهود ويُطلب منهم نقلها من جيل إلى جيل، لم تحدث أبداً، بل إنها مجرد خرافة.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة هآرتس العبرية قبل فترة غير بعيدة، فإن معظم الباحثين اتفقوا على أن سنوات الاستعباد الطويلة للشعب اليهودي في مصر، ثم قصة الهروب التي قادها النبي موسى عبر البحر الأحمر، ومكوثهم 40 عاماً والمعروفة بسنوات التيه في صحراء سيناء، والتصديق على وعد الرب للشعب اليهودي على جبل طور سيناء، ثم بلوغ أرض الميعاد، ليست سوى أسطورة.
وينفي التقرير وجود دليل يشير إلى أن قصة الخروج حقيقة، مؤكداً أنها أسطورة تم اختلاقها وصياغتها وكتابتها وإعادة كتابتها على مر القرون كي يؤمن بها الشعب اليهودي.
ونقلت الصحيفة عن توماس رومير، وهو باحث في الكتاب المقدس العبري وأستاذ في كلية فرنسا وجامعة لوزان، قوله إن قصة الخروج لم تحدث في الحقيقة، لكنها أيضاً ليست واقعة ألفها شخص يجلس خلف مكتب بحسب قوله، مضيفاً أنها أحداث تم تجميعها لبناء أسطورة يمكن أن تكون، بطريقة ما، مرتبطة ببعض الأحداث التاريخية.
ويؤكد رومير أن عدة دلائل تاريخية تثبت أن قصة عيد الفصح المتداولة لا تتوافق مع العديد من نتائج الأبحاث الأثرية، ومنها أن الكتاب المقدس أخطأ في التسلسل الزمني والجغرافيا السياسية في بلاد الشام.
وبحسب الباحث فإن الجدل كان يدور دائماً حول تاريخ الخروج، فبحسب القصة التي ذكرتها التوراة كان على موسى أن يُخرج بني إسرائيل من مصر في وقت ما في أواخر العصر البرونزي، بين القرن الخامس عشر والثالث عشر قبل الميلاد.
ويكمل الباحث أن الورطة أن هذا التاريخ كان العصر الذهبي لمملكة مصر، عندما امتدت قوة الفراعنة على مناطق شاسعة، بما في ذلك أرض الميعاد، على حد قوله، مضيفاً أنه خلال هذه الفترة، كانت سيطرة مصر على كنعان كاملة، وهو ما يتضح على سبيل المثال من خلال رسائل العمارنة، وهي أرشيف يتضمن مراسلات بين فرعون مصر وإمبراطوريته الاستعمارية خلال القرن الرابع عشر قبل الميلاد، كما أن إسرائيل تضم آثار الاحتلال المصري في هذه الفترة بحسب الباحث، من حصن عظيم في يافا إلى القليل من أبو الهول الذي اكتشف في منطقة هازور في العام 2013.
وهكذا يرى الباحث أنه حتى لو تمكنت مجموعة كبيرة من الناس من الفرار من دلتا النيل والوصول إلى سيناء، كان أمامهم كذلك تحدي مواجهة قوة مصر فيما تبقى من عمر رحلتهم وحتى الوصول إلى أرض الميعاد، وهذا ما لم يشرح الكتاب المقدس كيفية حدوثه.
علماء آثار يهود يقولون إن خروج النبي موسى وبني إسرائيل من مصر “أسطورة اختلقت لأهداف سياسية” وتاريخ الاستيطان الإنساني في “سنوات التيه” في سيناء لم يبدأ قبل القرن السابع ميلادي. استنتاج يقلب الروايات الإسرائيلية رأساً على عقب. وهناك كتاب لباحثان يهوديان باحث بعلم الآثار أمريكي الجنسية ومحاضر بالتاريخ اليهودي اسرائيلي، ضمن كتاب بعنوان: “التوراة اليهودية مكشوفة على حقيقتها” توصلا لنفس الاستنتاجات.
كنعان كانت تحت سيطرة مصر
كما نقلت الصحيفة عن إسرائيل فينكلشتاين الأستاذ بجامعة تل أبيب (وهو احد مؤلفي الكتاب المذكور أعلاه) والذي وصفته هآرتس بأنه أحد كبار علماء الآثار في الكتاب المقدس في إسرائيل، قوله إن قصة الخروج في الكتاب المقدس لا تعكس الحقيقة الأساسية المتمثلة في أن كنعان كانت تحت سيطرة مصر، بل يؤكد أنها كانت مقاطعة سكنها إداريون مصريون.
ويكمل أن السبب في هذا الخطأ هو أن قصة الخروج تمت كتابتها بعد قرون من أحداثها المزعومة، عندما كانت إمبراطورية مصر في كنعان قد انهارت منذ زمن بعيد وتم نسيانها.
وبحسب الباحث فإن علماء الآثار لم يعثروا على أي أثر لمرور مجموعة كبيرة من الناس، يصل عددهم إلى 600.000 أسرة وفقاً لسفر الخروج. واذا افترضنا ان كل اسرة مكونة من اب وام و4 اولاد نصل الى رقم 3 ملايين انسان!
ويضيف أن معظم العلماء يعتقدون أن واضعي الكتاب المقدس لم يدركوا بوضوح أن المواقع التي كانوا يصفونها في قصة الخروج لم تكن موجودة في الفترة التي كانوا يقومون فيها بإعداد القصة.
وبحسب تقرير هآرتس فإن معظم العلماء يتفقون على أن قصة الخروج، تعكس العلاقة طويلة الأمد بين مصر والشام والتي امتدت لآلاف السنين، حيث لجأ الناس من كنعان بشكل دوري إلى مصر خاصة في أوقات الصراع أو الجفاف أو المجاعة، كما فعل يعقوب وعائلته في كتاب سفر التكوين.
يتابع التقرير أنه تم بالفعل تجنيد بعض هؤلاء المهاجرين كعمال لدى قدماء المصريين، لكنه يضيف أن آخرين كانوا جنوداً أو رعاة أو مزارعين أو تجاراً، مؤكداً أنه خلال فترة العصر البرونزي المتأخر، حقق عدد قليل من هؤلاء الأشخاص الذين لديهم جذور من بلاد الشام مناصب رفيعة، فخدموا كمستشارين أو وزراء للفراعنة وظهروا بشكل بارز في النصوص المصرية.
وفي العام 2014 خلصت دراسة قام بها عالم الآثار الإسرائيلي زئيف هيرتزوغ إلى أن قصة خروج اليهود من مصر، كما وردت في العهد القديم، لم تحدث على الأرجح، مضيفاً أن اليهود كانوا بالتأكيد في إسرائيل قبل 3000 سنة، لكنهم لم يأتوا من مصر، بحسب قوله.