القدس.. تاريخيا، و جغرافيا، و دينيا
أ.د. حنا عيسى | عين عريك – رام الله – فلسطين
أولا – التسمية:
تختص مدينة القدس بميزة حضارية ودينية تميزها عن باقي مدن العالم، وحظيت مدينة القدس تاريخياً بأسماء عديدة، ارتبطت غالباً بالحقبة التاريخية لتلك التسمية، فقد عُرفت قديماً باسم إيلياء، نسبة إلى إيلياء بن ارم بن سام بن نوح عليه السلام، وأُعيد إطلاق اسم إيلياء على القدس في زمن الإمبراطور الروماني “هادريان”، الذي بدّل اسمها إلى “إيليا كابيتولينا” (“إيليا” لقب عائلة هادريان، و”كابيتولين جوبيتر” الإله الروماني الرئيس). وظل اسم “إيليا” سائداً نحو مائتي سنة، إلى أن جاء الإمبراطور “قسطنطين” المتوفي عام 237 م، وهو أول من تنصّر من أباطرة الرومان، واعتمد المسيحية دينا رسميا في أنحاء الامبراطورية – فألغى اسم إيليا، وأعاد للمدينة اسمها الكنعاني، وأول اسم ثابت لمدينة القدس هو “أوروسالم” فقد ورد فيما يسمى بـ نصوص اللعنة التي تتضمن أسماء البلدان والمدن والحكام الذين اعتبرتهم مصر الفرعونية أعداءاً لها، وكانت العادة تقضي بكتابة أسماء الأعداء على الأواني الفخارية ثم تحطيمها، في مشهد من طقوس السحر التأثيري، أي الذي يرمي إلى التسبب في سقوط الأتباع العصاة، وثبت أن تاريخ تلك الأواني يرجع إلى فترة حكم الفرعون “سيزوسترس الثالث 1878-1842 ق.م” وكانت كلها أسماء تسع عشرة مدينة كنعانية من بينها أوروسالم.
وهناك من يذهب في تأويل أصل أوروسالم إلى أن الاسم مكون من مقطعين “سالم” وهو اسم إله، وأورو: وهي كلمة تعني أسس أو أنشأ، فيكون معنى الاسم “اوروسالم” أي أسسها سالم، وقيل أن “ملكي صادق” أحد ملوك اليبوسيين – وهم أشهر قبائل الكنعانيين – أول من بنى مدينة القدس وذلك سنة (3000 ق.م) والتي سُميت بـ “يبوس” واشتهر ” ملكي صادق” بالنزعة نحو السلم وبذلك استحق لقب “ملك السلام”، ومن هنا جاء الاسم اللاحق لمدينة القدس حيث عرفت بمدينة سالم أو “أورسالم”، وقد غلب على المدينة اسم “القدس” الذي هو اسم من أسماء الله الحسنى، وسميت كذلك بـ “بيت المقدس” الذي هو بيت الله.
موقع مدينة القدس:
(1) الموقع الفلكي: تقع مدينة القدس على خط طول 35 درجة و13 دقيقة شرقاً، وخط عرض 31 درجة و51 دقيقة شمالاً.
(2) الموقع الجغرافي: تميزت مدينة القدس بموقع جغرافي هام، بسبب موقعها على هضبة القدس وفوق القمم الجبلية التي تمثل السلسلة الوسطى للأراضي الفلسطينية، والتي بدورها تمثل خط تقسيم للمياه بين وادي الأردن شرقاً، والبحر المتوسط غربا؛ جعلت من اليسير عليها أن تتصل بجميع الجهات. وهي حلقة في سلسلة تمتد من الشمال إلى الجنوب فوق القمم الجبلية للمرتفعات الفلسطينية، وترتبط بطرق رئيسية تخترق المرتفعات من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، كما أن هناك طرقاً عرضية تقطع هذه الطرق الرئيسية، لتربط وادي الأردن بالساحل الفلسطيني. ويحيط بالمدينة من الجهة الشرقية، وادي جهنم (قدرون). ومن الجهة الجنوبية، وادي الربابة (هنوم). ومن الجهة الغربية، وادي (الزبل). وتبعد القدس مسافة 22كم عن البحر الميت، وعن البحر المتوسط 52 كم، كما ترتبط بعواصم الدول المحيطة بطرق معبدة عن طريق البر، أما جواً، فتتصل بدول العالم عن طريق مطار القدس “قلنديا”.
أهمية الموقع:
ترجع أهمية الموقع الجغرافي، إلى كونه نقطة مرور لكثير من الطرق التجارية، وإلى مركزيته بالنسبة لفلسطين والعالم الخارجي معاً؛ حيث يجمع بين الانغلاق وما يعطيه من حماية طبيعية للمدينة، والانفتاح وما يعطيه من إمكان الاتصال بالمناطق والأقطار المجاورة؛ الأمر الذي كان يقود إلى احتلال سائر فلسطين والمناطق المجاورة في حال سقوط القدس. بالإضافة إلى الأهمية الدينية والعسكرية والتجارية والسياسية.
النشأة الأولى:
كانت نشأة النواة الأولى لمدينة القدس، على (تل أوفيل) المطل على قرية سلوان، التي كان بها عين ماء تفي بحاجة السكان من الماء، إلا أنها هُجرت وانتقلت إلى مكان آخر، هو (جبل بزيتا)، ومرتفع موريا الذي تقع عليه قبة الصخرة. وأُحيطت هذه المنطقة بالأسوار، التي ظلت على حالها حتى بنى السلطــان العثماني (سليمان القانوني) سنة1542 م السور الذي لا يزال قائماً إلى الآن، راسماً الحدود الجغرافية للقدس القديمة. وفي أواخر القرن التاسع عشر، وأوائل القرن العشرين، لم تعد مساحتها تستوعب الزيادة السكانية؛ فبدأ الامتداد العمراني خارج السور، فظهرت الأحياء الجديدة التي عرفت فيما بعد بالقدس الجديدة، إضافة إلى الضواحي المرتبطة بالمدينة التي كانت، ومازالت قرى تابعة لها، وقد اتخذ الامتداد العمراني اتجاهين:أحدهما شمالي غربي، والآخر جنوبي.
ترسيم حدود القدس عام 1921م:
ضمت حدود البلدية القديمة قطاعاً عرضياً بعرض 400 م، على طول الجانب الشرقي لسور المدينة، بالإضافة إلى أحياء (باب الساهرة، ووادي الجوز والشيخ جراح) من الناحية الشمالية، ومن الناحية الجنوبية انتهى خط الحدود إلى سور المدينة فقط، أما الناحية الغربية والتي تعادل مساحتها أضعاف القسم الشرقي، فقد شملتها الحدود؛ لاحتوائها تجمعات يهودية كبيرة، بالإضافة إلى بعض التجمـعات العربيـــة (القطمون، البقعة الفوقا والتحتا، الطالبية، الوعرية، الشيخ بدر، مأمن الله).
حدود القدس عام 1946- 1948 م:
أما المخطط الثاني لحدود البلدية فقد وضع عام 1946 م، وجرى بموجبه توسيع القسم الغربي عام 1931، وفي الجزء الشرقي، أضيفت قرية سلوان من الناحية الجنوبية ووادي الجوز، وبلغت مساحة المخطط 20.199 دونماً، كان توزيعها على النحو التالي:
أملاك عربية 40%.
أملاك يهودية 26.12%.
أملاك مسيحية 13.86%.
أملاك حكومية وبلدية 2.9%.
طرق سكك حديدية 17.12%.
وبين عاميّ (1947 – 1948) جاءت فكرة التقسيم والتدويل، ففكرة تقسيم فلسطين وتدويل القدس، لم تكن جديدة؛ فقد طرحتها اللجنة الملكية بخصوص فلسطين (لجنة بيل)، حيث اقترحت اللجنة إبقاء القدس وبيت لحم إضافة إلى اللد والرملة ويافا، خارج حدود الدولتين (العربية واليهودية) مع وجود معابر حرة وآمنة، وجاء قرار التقسيم (181، بتاريخ 29/11/1947) ليوصي مرة أخرى بتدويل القدس. وقد نص القرار على أن تكون القدس (منطقة منفصلة)، تقع بين الدولتين: العربية، واليهودية، وتخضع لنظام دولي خاص، وتُدار من قبل الأمم المتحدة بواسطة مجلس وصاية يقام لهذا الخصوص، وحدد القرار حدود القدس الخاضعة للتدويل بحيث شملت (عين كارم وموتا في الغرب وشعفاط في الشمال، وأبو ديس في الشرق، وبيت لحم في الجنوب)، لكن حرب عام 1948م وتصاعد المعارك أدت إلى تقسيم المدينة إلى قسمين وفقاً لنتائج الأعمال الحربية. وبتاريخ 30/ 11/ 1948م، وقّعت السلطات الإسرائيلية والأردنية على اتفاق وقف إطلاق النار بعد أن تم تعيين خط تقسيم القدس بين القسمين الشرقي والغربي للمدينة في 22/7/ 1948 وهكذا ومع نهاية عام 1948م، كانت القدس قد تقسمت إلى قسمين وتوزعت حدودها نتيجة لخط وقف إطلاق النار إلى:
– مناطق فلسطينية تحت السيطرة الأردنية 11.48%
– مناطق فلسطينية محتلة (الغربية) 84.13 %
– مناطق حرام ومناطق للأمم المتحدة 4.40 %
وبتاريخ 13/7/1951م، جرت أول انتخابات لبلدية القدس العربية، وقد أولت البلدية اهتماماً خاصاً بتعيين وتوسيع حدودها البلدية، وذلك؛ لاستيعاب الزيادة السكانية واستفحال الضائقة السكانية، وصودق على أول مخطط يبين حدود بلدية القدس (الشرقية) بتاريخ 1/4/1952م، وقد ضمت المناطق التالية إلى مناطق نفوذ البلدية: (قرية سلوان، ورأس العامود، والصوانة وأرض السمار والجزء الجنوبي من قرية شعفاط)، وأصبحت المساحة الواقعة تحت نفوذ البلدية 4.6 كم2، في حين لم تزد مساحة الجزء المبني منها عن 3كم.
وفي 12/2/1957م، قرر مجلس البلدية توسيع حدود البلدية، نتيجة للقيود التي وضعها (كاندل) في منع البناء في سفوح جبل الزيتون، والسفوح الغربية والجنوبية لجبل المشارف (ماونت سكوبس)، بالإضافة إلى وجود مساحات كبيرة تعود للأديرة والكنائس، ووجود مشاكل أخرى مثل كون أغلبية الأرض مشاعا، ولم تجر عليها التسوية (الشيخ جراح وشعفاط)، وهكذا وفي جلسة لبلدية القدس بتاريخ 22/6/1958 ناقش المجلس مشروع توسيع حدود البلدية شمالا لتشمل منطقة بعرض 500م من كلا جانبي الشارع الرئيسي المؤدي إلى رام الله ويمتد شمالا حتى مطار قلنديا.
واستمرت مناقشة موضوع توسيع حدود البلدية، بما في ذلك وضع مخطط هيكل رئيسي للبلدية حتى عام 1959م دون نتيجة.
حدود عام 1967م:
في عام 1964م، وبعد انتخابات عام 1963م، كانت هناك توصية بتوسيع حدود بلدية القدس، لتصبح مساحتها 75كم. ولكن نشوب حرب عام 1967م، أوقف المشروع، وبقيت حدودها كما كانت عليه في الخمسينات.
أما القدس الغربية فقد توسعت باتجاه الغرب والجنوب الغربي، وضمت إليها أحياء جديدة منها (كريات يوفيل، كريات مناحيم، عير نحانيم، وقرى عين كارم، بيت صفافا، دير ياسين، لفتا، والمالحة) لتبلغ مساحتها 38 كم.
أثر حرب 1967م على الحدود:
بعد اندلاع حرب 1967م، قامت إسرائيل باحتلال القدس، وبتاريخ 28/6/1967م، تم الإعلان عن توسيع حدود بلدية القدس وتوحيدها – طبقا للسياسة الإسرائيلية الهادفة إلى السيطرة على أكبر مساحة ممكنة من الأرض مع أقل عدد ممكن من السكان العرب.
وتم رسم حدود البلدية لتضم أراضي 28 قرية ومدينة عربية، وإخراج جميع التجمعات السكانية العربية، لتأخذ هذه الحدود وضعاً غريـباً، فمرة مــع خطوط التسوية (الطبوغرافية) ومرة أخرى مع الشوارع، وهكذا بدأت حقبة أخرى من رسم حدود البلدية، لتتسع مساحة بلدية القدس من 6.5 كم2 إلى 70.5 كم2 وتصبح مساحتها مجتمعة (الشرقية والغربية 108.5 كم) وفي عام 1995م، توسعت مساحة القدس مرة أخرى باتجاه الغرب لتصبح مساحتها الآن 123كم.
يقدر علماء الآثار أن تاريخ مدينة القدس يرجع إلى حوالي ستة آلاف سنة، كما أكدت الحفريات التي قامت عليها المدرستان: الفرنسية، والبريطانية، برئاسة الأب “ديفو” وبانضمام “رويال أنتوريا” برئاسة الدكتور “توستينج هام”، ومشاركة جامعة “تورنتو” في كندا عام 1962، حيث اعتبرت هذه البعثة، أن ما تم التوصل إليه خلال موسم الحفريات من نتائج عن تاريخ مدينة القدس، لا تعدو كونها معلومات مزيفة، تعيد صياغة تاريخ القدس وفقاً لما ورد في التوراة، التي تَقصِر تاريخ المدينة المقدسة على ثلاثة آلاف عام.
العموريون والكنعانيون:
وفقا للتقديرات التاريخية، فان الهجرة العمورية-الكنعانية من الجزيرة العربية، قد حدثت خلال الألف السابع قبل الميلاد، وتم التوصل إلى ذلك من خلال تتبع الآثار في مدنهم القديمة، ولعل أقدمها مدينة أريحا الباقية حتى اليوم، والتي تعتبر أقدم مدينة في العالم، وإن تأرجحت تقديرات البداية الزمنية لوجود الكنعانيين، فإنه لا جدال على أنهم كانوا أول من سكن المنطقة من الشعوب المعروفة تاريخيا، وأول من بنى على أرض فلسطين حضارة.
حيث ورد في الكتابات العبرية، أن الكنعانيين هم سكان البلاد الأصليين، كما ذكر في التوراة أنه الشعب الأموري. والكنعانيون هم أنفسهم العموريون، أو ينحدرون منهم، وكذلك الفينيقيون، فقد كان الكنعانيون والفينيقيون في الأساس شعباً واحداً لروابط الدين واللغة والحضارة.
ووفقاً للتوراة، فإن أرض كنعان كانت تمتد من أوغاريت (رأس شمرا) حتى غزة، وقد تم العثور على قطعة نقود أثرية كتب عليها “اللاذقية في كنعان”، وفي تلك الفترة توصل الكنعانيون إلى بناء الصهاريج فوق السطوح، وحفر الأنفاق الطولية تحت الأرض؛ لإيصال المياه إلى القلاع، ومن أهم هذه الأنفاق نفق مدينة “جازر” التي كانت تقع على بعد 35كم من القدس. وكذلك نفق يبوس (القدس) الذي حفره اليبوسيون، وجاءوا بالمياه إلى حصن يبوس من نبع “جيحون”.
اليبوسيون بناة القدس الأولون:
اليبوسيون هم بطن من بطون العرب الأوائل، نشأوا في قلب الجزيرة العربية. ثم نزحوا عنها مع من نزح من القبائل الكنعانية التي ينتمون إليها، وهم أول من سكن القدس، وأول من بنى فيها لبنة.
رحل الكنعانيون عن الجزيرة العربية، جماعات منفصلة، حطت في أماكن مختلفة من فلسطين، فسميت(أرض كنعان)، سكن بعضهم الجبال، بينما سكن البعض الأخر السهول والأودية ، وقد عاشوا في بداية الأمر متفرقين في أنحاء مختلفة، حتى المدن التي أنشأوها ومنها: (يبوس، وشكيم، وبيت شان، ومجدو، وبيت إيل، وجيزر، وأشقلون، وتعنك، وغزة)، وغيرها من المدن التي لا تزال حتى يومنا هذا، بقيت كل مدينة من هذه المدن تعيش مستقلة عن الأخرى، هكذا كان الكنعانيون في بداية الأمر، ولكن ما لبثوا أن اتحدوا بحكم الطبيعة وغريزة الدفاع عن النفس، فكوّنوا قوة كبيرة، واستطاعوا بعدئذ أن يغزوا البلاد المجاورة لهم، فأسّسوا كياناً عظيماً بقي فترة طويلة.
كانت يبوس في ذلك العهد حصينة آهلة بالسكان، تشتهر بزراعة العنب والزيتون، تعرف أنواعاً عديدة من المعادن منها النحاس والبرونز، أنواعاً عديدة من الخضار والحيوانات الداجنة، كما عرفوا استخدامات الخشب عن طريق الفينيقيين، فاستخدموه في صناعات السفن والقوارب، كما اشتهروا بصناعة الأسلحة والثياب والزجاج.
لقد أسس الكنعانيون واليبوسيون حضارة كنعانية ذات طابع خاص، ورد ذكــرها في ألواح (تل العمارنة).
وقد ظهر بينهم ملوك عظماء، بنوا القلاع وأنشأوا الحصون، وأنشأوا حولها أسواراً من طين، ومن ملوكهم الذين حفظ التاريخ أسماءهم، (ملكي صادق) الذي يعتبر هو أول من بنى يبوس وأسسها، وكانت له سلطة على من جاوره من الملوك، وأطلق بنو قومه عليه لقب (كاهن الرب الأعظم).
كان ليبوس في ذلك العهد أهمية تجارية عظيمة؛ لوقوعها على طرق التجارة، كما كان لها أهمية حربية كبيرة؛ لأنها مبنية على أربع تلال، ومحاطة بسورين.
وحفر اليبوسيون تحت الأرض نفقاً يمكنهم من الوصول إلى “عين روجل” المسماة الآن “عين أم الدرج”.
وهناك بين ألواح تل العمارنة، التي وجدت في هيكل الكرنك بصعيد مصر، لوح يستدل منه على أن (عبد حيبا)، أحد رجال السلطة المحلية في أورسالم، أرسل سنة (1550 ق.م) إلى فرعون مصر تحتمس الأول رسالة، طلب إليه أن يحميه من شر قوم دعاهم في رسالته بـ “الخبيري أو الحبيري” (يقصد العبرانيين).
القدس ومزاعم بني إسرائيل:
يدعي بعض اليهود أن المسجد الأقصى، قد أقيم على أنقاض الهيكل الذي بناه سليمان بعدما أصبح ملكاً علي بني إسرائيل بعد موت أبيه داوود. غير أن هذا ليس صحيحاً، فحتى هذه اللحظة لم يكتشف أي أثر يدل على بناء الهيكل في هذا المكان، أو في منطقة القدس، وحتى هذه اللحظة لم يستطع أحد أن يحدد مكان مدينة داود. فكيف لليهود أن يتحدثوا عن الهيكل؟
ونذكر هنا أن مدينة القدس تعرضت لغزوات عديدة، كان أولها من قبل الكلدانيين، وقام “نبوخد نصر” بسبي بعض اليهود المقيمين في أطراف المدن الكنعانية لرفضهم دفع الجزية، فيما عرف بالسبي البابلي الأول. وتلاه غزو آخر عرف بالسبي البابلي الثاني، بسبب انضمام بعض اليهود الرعاع إلى جملة المدن الثائرة على بابل، عام 586 ق.م، واقتاد عدداً منهم أسرى إلى بابل. وتلا ذلك الغزو الفارسي للمدينة سنة 539-538ق.م.
ومن ثم تعرضت المدينة للغزو اليوناني، عندما دخل الإسكندر المقدوني الكبير فلسطين سنة 332 ق.م. وبعد ذلك دخلت الجيوش الرومانية القدس سنة 63 ق.م على يد ” بومبي بومبيوس” الذي عمل على تدميرها بعد أن تم دمج الأطراف الشرقية للبحر الأبيض المتوسط في الإمبراطورية الرومانية.
ثم سيطر على القدس “هيرودوس الكبير” عام 37 ق.م، وبقي على الحكم ما يقارب الثلاثة وثلاثين عاماً بدعم من روما. وكان “لهيرودس الكبير” فضل إعادة تعمير مدينة القدس، وبناء بعض المرافق العامة. وتوفي هيرودس في عام 4 ق.م.
ظهور المسيحية
أدّى اعتناق “الإمبراطور قسطنطين” المسيحية في القرن الرابع الميلادي، إلى تغيير جذري في تاريخ المدينة، حيث أصدر قسطنطين سنة 313م، مرسوماً يقضي بمنح المسيحيين حرية العبادة في جميع أنحاء الإمبراطورية الرومانية. كما اهتم قسطنطين بالمسيحيين والديانة الجديدة، كذلك استطاعت أمه الإمبراطورة “هيلانة” والمطران “مكاريوس”، أن تقيم أبنية على الأمكنة التي ارتادها المسيح كـ كنيسة القيامة.
في 614م، احتل ملك الفرس “كسرى الثاني” (أبرويز) القدس فدمر الكنائس والأماكن المقدسة، ولا سيما كنيسة “القبر المقدس”، وانضم من تبقى من اليهود إلى الفرس في حملتهم هذه؛ رغبة منهم في الانتقام من المسيحيين، وهكذا خسر البيزنطيون سيطرتهم على البلاد.
ولم يدم ذلك طويلاً، فقد أعاد الإمبراطور “هرقل” فتح فلسطين سنة 628م، وطرد الفرس ولاحقهم حتى بلادهم، واسترجع الصليب المقدس.
ثم جاء الفتح العربي الإسلامي ليفتح المدينة، وكان ذلك في معركة اليرموك سنة 636م، وتبعتها الفتوحات الإسلامية.
الفتح الإسلامي
استمدت القدس أهميتها الدينية عند المسلمين، ليس لأنها ذات أصول عربية كنعانية فحسب، بل لأنها مهد الرسالات أيضا، فمنها عرج رسول الله “محمد” صلى الله عليه وسلم إلى السماوات السبع وتكلم إلى ربه، وتم فرض الصلوات الخمس على المسلمين، ثم العودة من السماوات العلى إلى بيت المقدس ومنها إلى مكة المكرمة.
قام رسول الله محمد – صلى الله عليه وسلم – بتوجيه أنظار المسلمين وقلوبهم إلى مدينة القدس لأهميتها الدينية والروحانية لدى المسلمين، فبعث في جمادى الأول سنة ثمان للهجرة أول قوة إسلامية إلى بلاد الشام، وجعل على رأس هذه القوة، التي لا تزيد على ثلاثة آلاف مقاتل، زيد بن حارثة.
سارت القوة إلى بلاد الشام للاشتباك بجيوش الروم، حيث علم المسلمون أن “هرقل” قد حشد في مؤاب بأرض كنعان، مائة ألف من الروم، وانضم إليهم مثل هذا العدد من القبائل العربية الكافرة. زحف المسلمون إلى الشمال، حتى قابلتهم جموع الروم في مؤتة بالقرب من مدينة الكرك في الأردن، ودارت رحى المعركة غير المتكافئة التي استشهد فيها القادة الثلاثة: زيد بن حارثة، جعفر بن ابي طالب، عبد الله بن رواحة. قرر خالد بن الوليد سحب جيش المسلمين لإنقاذه من فناء أكيد. كانت معركة مؤتة بمثابة الاختبار الأول للمسلمين وإرادتهم الشجاعة في تحرير بيت المقدس، واستعدادهم التام للتضحية والفداء من أجل القدس.
أمر الرسول الكريم بتجهيز جيش يقوده “أسامة بن زيد” للانتقام لشهداء مؤتة، وانتقل الرسول إلى الرفيق الأعلى وجيش أسامة يتأهب للسير شمالاً، فأمر خليفته أبو بكر الصديق أن يواصل جيش أسامه سيره ويحقق المهمة التي كلّفه بها رسول الله، واشتبك جيش أسامه مع القبائل العربية التي ساندت جيش الروم ضد قوة المسلمين، ولقنها درساً، ثم عاد إلى المدينة المنورة.
وبعد أن انتهى الخليفة “أبو بكر الصديق” من حروب الردة، أعدّ جيشاً لغزو بلاد الشام وتحرير بيت المقدس، وقدر عدد الجيش بأربعة وعشرين ألفاً من جنود المسلمين الأشداء، وزحف جيش المسلمين شمالاً وحارب الروم في معارك جانبية إلى أن وصل مشارف دمشق في “حوران”.
أما الروم فقد تجمعوا استعداداً للمعركة الحاسمة في وادي اليرموك، الفاصل بين سورية والأردن، بعدد يقدر بعشرة أضعاف جيش المسلمين، ومن ناحية أخرى قدم خالد بن الوليد على رأس جيش مجهز، وتوحد الجيش بقيادة “خالد بن الوليد”، ودارت المعركة الفاصلة وكان النصر حليف المسلمين في اليرموك، وبعد ذلك اتجه جيش المسلمين إلى دمشق، حيث حاصرها، وتم فتحها، وهُزم الروم شر هزيمة. ثم توجهت قواتهم إلى فلسطين، وفتحوا مناطق عديدة منها وحاصروا بقيادة ابو عبيدة بن الجراح إيلياء (القدس) زمن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب. ولما اشتدّ الحصار على بيت المقدس سنة 636م، ظهر البطريرك “صفرونيوس” من فوق أسوار المدينة وقال لهم: “إنا نريد أن نُسّلم، لكن بشرط أن يكون ذلك لأميركم.” فكتب ابو عبيدة إلى عمر بن الخطاب. خرج عمر بن الخطاب إلى مدينة القدس.. وتسلم مفاتيح القدس من البطريرك “صفرونيوس”، وخطب في تلك الجموع قائلا: “يا أهل إيلياء لكم مالنا وعليكم ما علينا”. ثم دعا البطريرك لتفقد كنيسة القيامة، فلبّى دعوته، ولما أدركته الصلاة وهو فيها، خرج وابتعد عن الكنيسة وفرش عباءته وصلى. ثم منح الخليفة أهل إيلياء “العهدة العمرية” التي جسدت التآخي الإسلامي المسيحي.
تحرير القدس على يد صلاح الدين
نقض الصليبيون المسيطرون على حصن الكرك الهدنة المعقودة بينهم وبين صلاح الدين، وأغاروا على القوافل العربية، وجاهروا بالاستعداد للزحف على مقدسات المسلمين في الحجاز. فشرع صلاح الدين في السير نحو المعركة الفاصلة والهامة عبر التاريخ، وهي معركة “حطين” – معركة تحرير القدس.
خرج الصليبيون لملاقاة صلاح الدين، وعندما وصل جيش الصليبيين طبريا وعددهم 63 ألفاً من الفرسان، وقفوا أمام جيش صلاح الدين، فرتب الصليبيون جيشهم في ثلاثة خطوط متراصة خلف بعضها، وفي مقدمتها أمير طرابلس “ريموند”.وفي يوم 1 تموز سنة 1187م في ليلة الجمعة، التحم الجيشان ودارت رحى المعركة، وكان لجيش صلاح الدين قوة وإرادة وإستبسال في القتال، وبالمقابل أصاب العطش جيوش الصليبيين، كما أصابتهم حرارة شمس تموز، وحرارة النيران التي أشعلها المسلمون في الغابات.
وفي يوم السبت 3/تموز، ثالث أيام المعركة، بدا جلياً أن الحرب تحسم لصالح جيش المسلمين، حيث انسحبت جموع الصليبيين إلى جبل “حطين” لتتخذ منه ظهرا في الدفاع والهجوم، ولكن جيش المسلمين كان في أثرهم، حتى نزل” صلاح الدين” من فوق حصانه ساجداً لله مُقبلاً للأرض “شُكراً لله على هذا النصر”، وكان ذلك إيذاناً بحسم المعركة لصالح المسلمين، وقتل من الصليبيين 30 ألفاً، وأسر ما يقارب الثلاثين ألفاً أيضاً من أصل 63 ألفاً.
وفي اليوم التالي: الأحد 4 تموز استولى المسلمون على طبريا، ومن ثم فتحوا عكا، وجابوا كافة المدن والقرى الفلسطينية، وصولاً لأسوار القدس يوم الأحد 20/أيلول 1187م، وأحاط جيش صلاح الدين بالجانب الغربي من أسوارها، وعسكر في نفس المكان الذي فتحها منه الصليبيون عام 1099م، ومكث عدة أيام لدراسة أحوال المدينة من النواحي العسكرية، تخللتها بعض المناوشات المتبادلة بين الطرفين، فقرر الانتقال إلى جانب المدينة الشمالي.
وفي يوم الجمعة 25 أيلول بعد خمسة أيام من الحصار، بعث “صلاح الدين” إلى الصليبين رسولاً يقول لهم على لسانه: “إنني مثلكم أقدس هذه المدينة، وأعرف أنها بيت الله، وأنا لم آت إلى هنا كي أدنس قداستها بسفك الدماء، فإذا سلمتموها لي فإنني أخصص لكم قسماً من خزائني أمنحكم من الأرض بمقدار ما تستطيعون القيام به من أعمال”. لكن الصليبيين رفضوا تسليم القدس، فلم يكن أمام صلاح الدين سوى القتال، وأمر بنصب المنجنيقات على المرتفعات وأعد العدة للحرب. وبدأت المناوشات بين الجانبين، فاكتسح المسلمون الخنادق والتحصينات وأوشكوا على اقتحام أسوار المدينة … طلب الصليبيون الأمان من صلاح الدين نظير التسليم وفي يوم الجمعة 3/ تشرين أول سنة 1187م، الذي يوافق ذكرى الإسراء والمعراج، تم التوقيع على نسختي المعاهدة بالتسليم مقابل أن يرحل منها كل اللاتين غير العرب الذين استوطنوها بعد الغزو الصليبي، وأن يكون رحيلهم في غضون أربعة أيام، وان يكون لهم جميع ما يملكون من نفائس وأموال، فتم تحرير القدس.
الانتداب البريطاني 1917- 1948م
قام الجنرال اللنبي بعد فترة قصيرة من دخوله القدس، باستدعاء ماكلين (Mclean)، مهندس مدينة الإسكندرية، لوضع الخطة الهيكلية الأولى لمدينة القدس، والمقاييس والمواصفات والقيود المتعلقة بالبناء والتطوير فيها، وقام الأخير بوضع أول مخطط هيكلي لها سنة 1918م، كان أساساً للمخططات التي تلته، وبناء على هذا المخطط تم تقسيم المدينة إلى أربعة مناطق:
البلدة القديمة وأسوارها.
المناطق المحيطة بالبلدة القديمة.
القدس (العربية).
القدس الغربية (اليهودية).
ونصت الخطة على منع البناء منعاً باتاً في المناطق المحيطة بالبلدة القديمة، ووضَعت قيوداً على البناء في القدس “العربية”، وأُعلن عن القدس الغربية “اليهودية” كمنطقة تطوير. وقد اتسم هذا المخطط بتعزيز الوجود اليهودي في المدينة، كما عمل على إحاطتها بالمستوطنات؛ لمنع أي توسع عربي محتمل، ومحاولة السيطرة على الحكم البلدي، كخطوة نحو الاحتلال الكامل للمدينة، وتحويلها إلى عاصمة للدولة اليهودية.
رداً على تواطؤ الانتداب البريطاني مع الأطماع الصهيونية، عُقد أول مؤتمر عربي فلسطيني في القدس في الفترة ما بين 27/ يناير- 10/ فبراير 1919م، حضره سبعة وعشرون مندوباً عن الجمعيات الإسلامية والمسيحية من مختلف أنحاء البلاد، برئاسة “عارف الداوودي الدجاني”، وأعلن المؤتمر أن قراراته تعبر عن أماني ومطالب شعب فلسطين، وتتمثل في اتحاد فلسطين مع سوريا، واعتبارها جزءاً منها، ومنع الهجرة اليهودية، ومنع قيام وطن قومي يهودي، كما أشارت إلى أن اليهود الذين يقطنون فلسطين يعتبرون مواطنين يتمتعون بكافة الحقوق والواجبات التي يتمتع بها المواطنون العرب، غير أن الجنرال اللنبي منع إصدار هذا المنشور.
الصراع الفلسطيني- الصهيوني:
عندما أعلنت بريطانيا اعتزامها الانسحاب من فلسطين يوم 14/أيار (مايو) 1948م، في خضم تلك الظروف التي صنعتها لولادة الدولة اليهودية، بدأت المنظمات اليهودية الإرهابية بتصعيد حرب الإبادة وأعمال العنف وارتكاب المجازر لبث الذعر في نفوس عرب فلسطين، وإجبارهم على الفرار من بيوتهم وأخذ الأراضي خالية من السكان. فنفذت المنظمات الإرهابية اليهودية، العديد من المجازر البشعة ضد المدنيين العزل، بهدف تشريد وتهجير الشعب الفلسطيني، ومنها المجزرة التي نفذتها العصابات اليهودية في قرية دير ياسين، بالقرب من القدس في 9/ نيسان (إبريل) 1948م، التي أبادت العصابات الصهيونية فيها جميع سكان القرية وعددهم (276) نسمة وشّكلت منطلقاً لاحتلال القدس الغربية ومحطة أساسية للهجوم عليها. اذ استولت العصابات اليهودية المسلحة في أيار 1948 على القدس الغربية، وعلى الأحياء العربية فيها ومنها حي الطوري، حي النبي داوود، وحي القطمون، وحي شنلر، والبقعا التحتا والفوقا. وشردت حوالي (60) ألف من سكان القدس الغربية العرب. وضم اليهود بعد احتلالها العديد من القرى العربية ومنها بيت صفافا، والمالحة وشرفات وعين كارم وبتير. وكان فيها العديد من قطع الأراضي التابعة للوقف الإسلامي والعديد من المساجد والكنائس، مما شكل اعتداء على حقوق المسلمين والمسيحيين. فالوجود الإسرائيلي في القدس الغربية قام على الاحتلال والضم والتهويد خلافاً لمبادئ القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
قامت حكومة الكيان الصهيوني بالإجراءات التالية:
– تشكيل المحكمة العليا الإسرائيلية في القدس في أيلول/سبتمبر 1948
– في 13/ كانون الأول (ديسمبر) 1948م، انعقدت الكنيست الأولى في القدس.
– في 1949م، أقسم “حاييم وايزمن” اليمين القانونية في القدس كأول رئيس لدولة إسرائيل.
– في آب/أغسطس 1968م، تم تدشين المبنى الجديد للكنيست.
– في 23 /كانون الثاني(يناير) 1950م، أعلن الكنيست أن القدس عاصمة لدولة إسرائيل.
– بحلول عام 1951م، انتقلت الوزارات الإسرائيلية إلى المدينة المقدسة.
احتلال القدس الشرقية وضمها عام 1967:
بالتدمير والقتل نجح الكيان الصهيوني في احتلال القدس الشرقية سنة 1967، ورغم انتهاء الأعمال الحربية، واصل هذا الكيان جرائمه بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، فلم تقتصر عملية الهدم على حي المغاربة، بل طالت ثلاث قرى أخرى في منطقة اللطرون القريبة من القدس هي (بيت نوبا، عمواس، يالون)، إذ تم هدمها وطرد سكانها الفلسطينيين بعد انتهاء الأعمال الحربية بأيام قليلة.
إجراءات الضم الإسرائيلية للقدس الشريف:
بادر الكيان الصهيوني إلى تطبيق قانون أنظمة السلطة والقضاء 5708- 1948م على القدس الشرقية من اجل ضمها، ففي 28/6/1967م، أصدرت الحكومة الصهيونية استناداً إلى هذا القانون مرسوماً بشأن سريان قانون الدولة وقضائها وإداراتها على مساحة تبلغ 69.990 دونماً، حيث ضمت كل القدس القديمة، ومناطق واسعة محيطة بها، تمتد من صور باهر في الجنوب، إلى مطار قلنديا في الشمال، وكان المسطح البلدي لمدينة القدس في ذلك الوقت، يقع ضمن مساحة قدرها 37.200 دونم، أصبحت بعد عملية الضم ثلاثة أضعاف ما كانت عليه قبل الاحتلال. لقد كان الهدف من ذلك ضم أكبر مساحة من الأرض مع أقل عدد ممكن من السكان العرب، للمحافظة على أكثرية يهودية في المدينة. كما أقرت الكنيست في جلسة يوم 27/ حزيران (يونيو) 1967م، التعديل الجديد لقانون البلديات رقم 6 لسنة 5727- 1967م، بحيث يسمح لوزير الداخلية بحسب تقديره ودون إجراء أي تحقيق أن يصدر إعلاناً يوسع فيه منطقة اختصاص بلدية ما، بواسطة ضم مساحة تحددت في مرسوم صادر، وفي اليوم التالي لإقرار هذا التعديل، نشر وزير الداخلية إعلانا في الجريدة الرسمية بشأن توسيع “حدود بلدية القدس”، ضُمت بموجبه كامل المنطقة التي حددتها حكومة الاحتلال سابقا بمرسوم، إلى منطقة بلدية القدس، ووضعت تحت إشراف مجلس البلدية الإسرائيلي. وفي اليوم التالي، أقرت الكنيست تشريعاً ثالثاً، اعتبرته السلطات الإسرائيلية مكملاً لها، وهو قانون المحافظة على الأماكن المقدسة 7527- 1967م. إن الكنيست عادت وأقرت في 30/تموز (يوليو) 1980م، بشكل استثنائي قانوناً جديداً عرف باسم “قانون أساس – القدس عاصمة إسرائيل 5841- 1980م.
وشكلت قوانين الضم هذه أساساً لقوانين أخرى، وإجراءات عملية تهدف إلى ابتلاع المدينة، وتعزيز السيطرة عليها، وكذلك المناطق المجاورة لها، وتم ذلك من خلال وسائل عديدة، تمثلت في التضييق على السكان العرب الأصليين لإفراغ المدينة منهم، هذا عدا عن مصادرة الأراضي و إقامة التجمعات الاستيطانية. وعلى الصعيد الإداري المحلي، فقد كان أول إجراء هو تصفية القضاء والإدارة العربيين، وتمثل ذلك في أمر صادر عن الحكم العسكري، ويقضي بحل بلدية القدس العربية.
المعالم الإسلامية في القدس:
المسجد الأقصى:
يقع مبنى المسجد الأقصى المبارك في الجهة الجنوبية من الحرم الشريف، الذي تبلغ مساحته 150 دونما، أما مساحة مبنى المسجد الأقصى فتبلغ 4500 متر مربع، شرع في بنائه الخليفة عبد الملك بن مروان الأموي، وأتمه الوليد بن عبد الملك سنة 705م، ويبلغ طوله 80 متراً، وعرضه 55 متراً، ويقوم الآن على 53 عموداً من الرخام و49 سارية مربعة الشكل. وكانت أبوابه زمن الأمويين مصفحة بالذهب والفضة، ولكن أبا جعفر المنصور أمر بخلعها وصرفها دنانير تنفق على المسجد، وفي أوائل القرن الحادي عشر، أصلحت بعض أجزائه وصنعت قبته وأبوابه الشمالية.
بعدما حرر صلاح الدين القدس، أمر بإصلاح المسجد وجدد محرابه، وكسا قبته بالفسيفساء، ووضع منبراً مرصعاً بالعاج مصنوعاً من خشب الأرز والأبنوس على يمين المحراب، وبقى حتى تاريخ 21/8/1969م، حينما أقدم المجرم”روهان” على إحراق المسجد الأقصى، وبلغ الجزء المحترق من المسجد 1500م، أي ثلث مساحة المسجد الإجمالية.
أبواب المسجد الأقصى:
للمسجد الأقصى عشرة أبواب مفتوحة، وأربعة مغلقة
الأبواب المفتوحة:
1- باب الأسباط: – يقع في الزاوية الشمالية للمسجد الأقصى المبارك من جهة الشرق، ويدعى باسم آخر هو “ستي مريم”.
2- باب حطة: – يقع في الحائط الشمالي من سور المسجد بين مئذنة باب الأسباط وباب فيصل.
3- باب الملك فيصل: – يقع غربي باب حطة في السور الشمالي للمسجد، ويدعى بأسماء أخرى هي باب شرف الأنبياء، باب الداوودية وباب العتمة.
4- باب الغوانمة: – يقع في نهاية الجهة الغربية من الناحية الشمالية للمسجد الأقصى، ويدعى أيضا باب الخليل.
5- باب الناظر: – يقع في الحائط الغربي من المسجد الأقصى باتجاه الشمال، وعرف بأسماء أخرى هي: باب الحبس، باب المجلس، باب ميكائيل، باب علاء الدين البصيري، باب الرباط المنصوري.
6- باب الحديد: – يقع في السور الغربي للمسجد الأقصى، بين باب القطانين وباب الناظر.
7- باب القطانين: – يقع في السور الغربي بين باب الحديد، وباب المطهرة.
8- باب المطهرة: – يقع في السور الغربي، جنوبي باب القطانين، ويدعى أيضا باب المتوضأ.
9- باب السلسلة: – يقع في الحائط الغربي للمسجد الأقصى، ويدعى أيضا باب داوود، أو باب الملك داوود.
10- باب المغاربة: – يقع في السور الغربي من الناحية الجنوبية، وعرف بأسماء أخرى، هي باب حارة المغاربة، باب النبي، وباب البراق.
الأبواب المغلقة:
1- باب التوبة: – يقع في السور الشرقي.
2- باب الرحمة: – يقع في السور الشرقي.
3- باب السكينة: – يقع في الحائط الغربي للحرم.
4- باب البراق: – يقع في الحائط الغربي للحرم.
النوافذ عددها 137 نافذة كبيرة من الزجاج الملون.
قبة الصخرة:
بنيت قبة الصخرة في قلب الحرم القدسي الشريف، في الجهة الشمالية، قبالة المسجد الأقصى المبارك، فوق الصخرة التي عرج منها الرسول محمد (ص) إلى السنوات العلى. وجاءت فكرة البناء، إثر زيارة الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان لمدينة القدس، فرأى أن يبني قبة فوق الصخرة؛ تقي المسلمين حر الصيف وبرد الشتاء. وعهد بالإشراف على البناء، إلى رجاء بن حيوة الكندي، من أهالي بيسان، ويزيد بن سلام من أهالي القدس. ورصد لها عائدات ولاية مصر من الخراج لسبع سنوات. بدأت عملية البناء في عام 66 هجري (685 ميلادي) وانتهت عام 72 هجري (691 ميلادي). وتتكون قبة الصخرة من قبة قطرها 20.44 متر، متكئة على أسطوانة تشتمل على 16 نافذة، وتتركز الأسطوانة على أربع دعامات و12عمودا منظمة بشكل دائري، بحيث يوجد ثلاثة أعمدة بين كل دعامتين.
مسجد قبة الصخرة:
بدأ العمل ببناء مسجد الصخرة في عام (66 هـ- 685م)، بأمر من الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، وتم رصد ريع خراج مصر على مدار سبع سنوات لتغطية تكاليف نفقات البناء، وتمويل المشروع. وبعد الانتهاء من العمل، بقى من المبالغ المخصصة مائة ألف دينار، فأمر الخليفة بصهر النقود وطليها على القبة والأبواب. فجاءت القبة آية في الإبداع باحتوائها على النحاس المطلي بالذهب. كما خلع على القبة أيضاً كساء آخرليقيها تقلبات الطقس وبرودة الشتاء. إلا أن هذا الكساء أُزيل في أواخر حكم العثمانيين. ويعتبر مسجد الصخرة تحفة هندسية معمارية؛ لما تحوي جدرانه وأعمدته وأروقته وسقوفه وقبته من نقوش فسيفسائية، ومنحوتات فنية دفعت بالكثير من الباحثين الأجانب إلى اعتباره أجمل بناء في العالم بأسره. وقد سمي بذلك نسبة إلى الصخرة الجرداء التي تتوسط المسجد، والتي يعتقد أنها تبعت الرسول محمد إلى السماء في رحلة المعراج ولكنه أوقفها.
مسجد عمر بن الخطاب:
عندما دخل الخليفة عمر بن الخطاب القدس فاتحاً لها، في عام (15 هـ- 636م)، وبينما كان لا يزال داخل كنيسة القيامة، أذن المؤذن للصلاة فدعا البطريرك “صفرونيوس” الخليفة للصلاة داخل الكنيسة،
لكن عمر رفض العرض خوفاً من اقتداء المسلمين له فيما بعد وتحويلهم الكنيسة إلى مسجد، لذا خرج الخليفة عمر إلى مكان قريب من الكنيسة، حيث أدى فريضة الصلاة، ثم بنى المسلون مسجداً في تلك البقعة سُمي “مسجد عمر”.
مقام النبي داوود:
مقام النبي داود من الأماكن الإسلامية التي يجوبها المسلمون في المدينة المقدسة، ويتألف المقام من ضريح النبي داود والمسجدين الملاصقين له. ويقع المقام على ربوة مرتفع جبل صهيون، وتحيط به مباني كثيرة يقيم فيها أفراد (عائلة الدجاني) المقدسية قبل عام 1948م.
والمقام فضلاً عن قدسيته وحرمته المشهورتين، يعد من الأمكنة الأثرية العامة في فلسطين لا سيما المسجد العلوي منه وما يشتمل عليه من أقواس وأعمدة ضخمة. والمقام الأعلى عبارة عن بناية حجرية قائمة في وسط الحي وهي مؤلفة من طابقين علوي وسفلي وفي الطابق السفلي مسجدان كبير وصغير وعلى جدرانها آيات من القرآن الكريم، وفي العلوي ردهة واسعة تقع فوق المسجد الكبير وهي ذات عقود مصلبة. وجدد تعمير هذا المكان الشريف السلطان محمود خان سنة (1233 هـ- 1817م).
حائط البراق:
يعده المسلمون جزءاً من الحرم الشريف، وهو الحائط الذي يحيط بالحرم من الناحية الغربية، ويبلغ طوله 47.5م، وارتفاعه 17م. وهو مبنى من حجارة قديمة ضخمة يبلغ طول بعضها 4.8م. يسميه المسلمون البراق؛ لأنه المكان الذي ربط عنده النبي “محمد” براقًه ليلة الإسراء. يسميه اليهود حائط المبكى؛ لزعمهم أنه من بقايا هيكلهم القديم، ذلك الهيكل الذي عمره هيرودوس (18 ق.م) ودكه تيطس (70م)؛ فراحوا منذ زمن قديم ينظرون إليه بعين التقديس، وراحوا يزورونه ولا سيما في صباح يوم (تسعة آب)، ويقومون بالبكاء عنده.
ويوجد أمام الحائط رصيف يقف عليه اليهود عندما يزورون الحائط بقصد البكاء، ويبلغ عرضه 3.35 م، ومساحته 11.28 م2. وهو وقف إسلامي من أوقاف (أبى مدين الغوث)، اُقيم والأملاك المجاورة له في زمن السلطان صلاح الدين لمنفعة جماعة من المغاربة المسلمين، وقامت في الماضي خلافات شديدة بين المسلمين واليهود حول البراق، حيث قام المسلمون بمنع اليهود من جلب المقاعد والكراسي والستائر أو أيه أداة من الأدوات، ولم يسمحوا لهم بالوصول إلى المكان. وفي زمن الانتداب جدد اليهود ادعاءاتهم بشأن الحائط؛ فقامت خلافات شديدة بينهم وبين المسلمين، وقد أدى ذلك إلى قيام ثورة عارمة في فلسطين، عرفت بثورة البراق وانتهت بالإقرار بأنه ليس لليهود.
المساجد الأثرية في القدس:
ترجع أغلبية المساجد الأثرية الباقية إلى عصور الأيوبيين والمماليك؛ حيث أدت المساجد خدمات جليلة في حفظ اللغة العربية والثقافة الإسلامية في فلسطين، وكانت مركزاً للحياة السياسية والاجتماعية، فقد كان المسجد عبارة عن المدرسة الدينية وفيه كان يحكم الأمير ويحفظ بيت المال ويستقبل رؤساء القبائل، وكانت المساجد مركزاً للاحتفالات الدينية والقومية.
لم تسلم المساجد من انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي؛ فمنها ما تم هدمه، وتم تحويل بعضها إلى متاحف أو مرافق عامة، وهناك العديد من الانتهاكات.
اسم الجامع | الموقع | ملاحظات |
جامع باب حطة | يقع داخل الحرم، بالقرب من باب حطة. | تقام فيه الصلوات |
جامع كرسي سليمان | يقع داخل الحرم، في الجهة الشرقية. | تقام فيه الصلوات |
جامع المغاربة | يقع داخل الحرم، بالقرب من باب المغاربة. | فيه الآن متحف ودار الكتب الإسلامية |
جامع باب الغوانمة | يقع داخل الحرم، بالقرب من باب الغوانمة. | |
جامع دار الإمام | يقع داخل الحرم، عند باب المجاهدين. | |
جامع خان الزيت | يقع خارج الحرم، داخل السور في سوق خان الزيت. | تقام فيه الصلوات |
جامع حارة اليهود الكبير | يقع خارج الحرم، في الجهة القبلية لحارة اليهود. | هدم عام 1967م. |
جامع حارة اليهود الصغير | يقع خارج الحرم، في الجهة الشمالية لما يسمى بحارة اليهود . | هدم عام 1967م. |
جامع سويقة علون | يقع خارج السور، في سويقة علون. | |
جامع القلعة | يقع داخل القلعة، بباب الخليل. | حُوّل إلى متحف عام 1988م. |
جامع الخانقاة | يقع خارج الحرم، داخل السور، إلى الشمال الشرقي منكنيسة القيامة. | تقام فيه الصلوات |
جامع قمبز | يقع خارج الحرم، داخل السور بالقرب من الباب الجديد. | |
الجامع العمري (مسجد عمر) | يقع خارج الحرم، داخل السور، بالقرب من كنيسة القيامة. | له مئذنة وتقام فيه الصلوات |
الجامع اليعقوبي | يقع خارج الحرم، داخل السور، تجاه القلعة بباب الخليل. | |
جامع بني حسن | يقع خارج الحرم، داخل السور، تجاه القلعة بباب الخليل. | |
جامع حارة الأرمن | ||
جامع طريق النبي داود | يقع خارج الحرم، داخل السور، على طريق النبي داود. | |
جامع حارة الخوالدية | خارج الحرم،داخل السور، أمام دير الفرنج. | جُددت عمارته أيام الملك المنصور قلاوون (686 هـ)، (1287م). |
جامع الشيخ لولو | خارج الحرم، داخل السور، بباب العمود. | |
الجامع الصغير | خارج الحرم، داخل السور، بباب العمود، | |
جامع البراق الشريف | خارج الحرم، داخل السور، في حي المغاربة بجوار البراق. | هُدم عام 1967م. |
جامع خان السلطان | خارج الحرم داخل السور في خان السلطان بسوق بابالسلسلة. | |
جامع القرمي | خارج الحرم داخل السور في حارة القرمي. | |
جامع حارة النصارى | خارج الحرم، داخل السور على طريق خان الزيت. | |
جامع البازار | خارج الحرم، داخل السور في سوق البازار. | |
جامع الزاوية النقشندية | خارج الحرم، داخل السور في الزاوية على طريق بابحطة. | |
جامع عكاشة | خارج السور في حي زخرون موشه اليهودي. | استولى عليه اليهود عام 1948م. |
جامع المطحنة | خارج السور بين النبي داود وحارة الشرف. | هُدم عام 1967م. |
زاوية الخانكي:
تقع هذه الزاوية في حارة النصارى، سميت (بالخانقاه الصلاحية)، أسسها صلاح الدين سنة (585 هـ- 1189م). وكانت قبل ذلك التاريخ منزلا لبطاركة الروم الأرثوذكس، وداراً للقس، وقد أخذها منهم الصليبيون، ولما استرد صلاح الدين القدس منهم، أرجعها إلى أصحابها الأولين (وهم الروم الأرثوذكس)، كما أرجع إليهم ممتلكاتهم الأخرى التي كان الصليبيون قد أخذوها منهم، ومنها دار البطركية. وفي غضون ذلك، وافق الروم أن يقتطع صلاح الدين من منزل القس والبطاركة جانباً، فنزل فيه مدة إقامته في القدس، ثم جعله جامعاً ورباطاً للعلماء الصوفيين، وصارت في الإسلام داراً للمجاهدين.
أهم المقدسات المسيحية في مدينة القدس:
- كنيسة القيامة:
تحتوي كنيسة القيامة على قبر السيد المسيح، كما تحتوي على قبر يوسف الراعي وأسرته، بالإضافة إلى قبور أخرى، تضم رفات بعض القادة الصليبيين. بنت الكنيسة الملكة “هيلانة” عام 335م، بعد اكتشاف الجلجثة، وهي مكان الصخرة التي صلب عليها السيد المسيح. وسميت كنيسة القيامة بهذا الاسم نسبة إلى قيامة المسيح من بين الأموات في اليوم الثالث من موتة.
وفي عام 614م، أُحرقت الكنيسة على يد الفرس، ثم اعاد بنائها الراهب “مود ستوس” بعد سنتين من الحريق، لكنها تعرضت لحريق آخر في عهد “الإخشيدي” سلطان مصر 965م. وتمت إعادة إعمارها عام 980م، ثم هدمت بكاملها، وبنيت مرة أخرى. حتى جاء الصليبيون وأجروا عليها الترميمات اللازمة، ووحدوا أبنيتها ومعابدها، وجمعوها في بناية واحدة.
لم يتعرض لها القائد صلاح الدين الأيوبي عندما حرر القدس من الصليبيين، بل حافظ عليها، واحترم مكانتها الدينية. وفي عام 1808م، أتى عليها حريق كبير، دمر جوانب فنية عديدة فيها، حيث رممت فيما بعد، وفي عام 1834م، ضربها زلزال كبير، فيما تعهدت فرنسا وروسيا آنذاك بتمويل نفقات تعميرها، على أن يتم ذلك تحت إشراف السلطات العثمانية. وتبع ذلك زلزال آخر عام 1927م أثر على أساساتها؛ مما دفع سلطات الانتداب البريطاني الى وضع دعامات حديدية وخشبية لحمايتها من الكوارث الطبيعية.
- درب الآلام:
هو الطريق الذي سلكه “السيد المسيح” حاملاً الصليب، عندما ساقه جنود الرومان، ويتكون درب الآلام من 14 مرحلة، تبدأ من مدرسة راهبات صهيون، حيث الموقع الذي أصدر منه الحاكم الروماني “ثيوش” حكمه بصلب السيد المسيح، وتتجه غرباً إلى منطقة الواد وعقبه المفتي، ثم عبر الطريق التي تصل الواد بباب خان الزيت بعقبة الخانقاه، لتصل بالقبر المقدس في كنيسة القيامة. وعلى درب الآلام وقع المسيح مغشياً عليه عدة مرات؛ بفعل التعذيب الذي لاقاه، وثقل الصليب الذي كان يحمله، وتاج الشوك الذي كان يعلو رأسه.
- كنيسة سيدتنا مريم:
تقع الكنيسة في وادي قدرون، في مكان متوسط بين سلوان وجبل الزيتون وباب الأسباط وتحتوي الكنيسة على قبور “مريم البتول” ووالديها، وكذلك قبر يوسف النجار. وقد بنيت بين عامي 450- 457م.
- كنيسة القديسة حنة الصلاحية:
تقع شمالي الحرم القدسي قرب باب الأسباط، حيث أتى السيد المسيح في هذا الموقع بإحدى معجزاته. احترقت الكنيسة إبان الغزو الفارسي عام 614م، فأعاد الصليبيون بنائها.
- كنيسة الجثمانية:
تقع هذه الكنيسة في المنطقة بين سلوان، وجبل الطور، وباب الأسباط، وكنيسة “سيدتنا مريم” وكان قد بناها اللاتين عام 1924م، حيث يعتقد أن الموقع شهد عملية القبض على السيد المسيح عندما وشى به ” يهوذا الاسخريوطي”.
- كنيسة العلية (دير صهيون):
يقع هذا الدير على قمة جبل صهيون، بالقرب من باب الخليل، ويعتقد بعض المسيحيين أن “السيد المسيح” تناول وتلاميذه في الدير العشاء الأخير.
- كنيسة الصعود:
بنيت على جبل الزيتون، في المكان الذي يعتقد أن “السيد المسيح” صعد منه إلى السماء.
أماكن مسيحية أخرى:
- كنيسة نياحة العذراء تقع في جبل صهيون.
- ديرأبونا إبراهيم: داخل سور، ساحة القيامة من الجهة الجنوبية.
- دير مار يوحنا المعمدان: وهو كنيسة بيزنطية داخل السور.
- دير العذراء: يقع داخل السور، جنوب كنيسة القيامة.
- دير قسطنطين: يقع داخل السور، جنوب بطريكية الروم في حارة النصارى.
- دير الثبات: وهو مجاور لخان الأقباط من الجهة الشمالية.
- حبس المسيح: في طريق الآلام.
- دير ماركرا لامبوش: يقع شرق الصلاحية.
- دير السيدة: على مقربة من الخانقاه الإسلامية.
- دير العدس: في حارة السعدية قرب حبس المسيح.
- دير مار جرجس: بجوار دير اللاتين.
- دير الأرمن
- دير مار فحائيل: شمال بطريرك الروم.
- دير مار ديمتري: يقع في حارة النصارى.
- دير مار نقولا.
- دير مارتا: بجانب الكازانوفا.
- دير اليعازر: في العيزرية.
- دير أبي ثور: يقع في محلة الثوري.
- دير القديس انوفريوس: يقع في وادي الربابة، بين جبل صهيون، وجبل أبي ثور.
- دير القطمون: يقع في القطمون.
- دير الجليل: يقع فوق جبل الطور.
- دير مار الياس: يقع على طريق القدس بيت لحم.
- دير المصلبة.
- دير مار سابا: شرق بيت لحم.
- دير المخلص: دير اللاتين.
- المسكوبية: قرب باب الخليل.