وَمْضات
الأب يوسف جزراوي | العراق – أمستردام
(١) إن لَمْ يَكُنْ الإِنْسَانُ
لَنْ يَكُونَ رُطَبًا….
وَإن لَمْ يَكُنْ سُنْبُلةً
لَنْ يَكُونَ خُبْزًا
وَإن لَمْ يَكُنْ شَمعةً
لَنْ يَكُونَ نورًا للآخَرين.
———————
(٢) قُلْتُ لَهُ:
هُوَذا أنْتَ كَما أنْتَ..
فَكَمْ تَشبهُ بِلادِكَ!
فِي الْحَالِ
تَكَدَّرَ وَجْهَهُ وَأجْهَشَ بِ
—————
(٣) أنْتَ يَا هَذَا
لِأَنَّكَ كَذَّبتَ كَثِيرًا عَ
سرتَ عاريًا مِنِ الصِّدْقِ
حَتَّى تَبَرَّأَ الْكَذِبُ مِ
—————
(٤) قَالَ لِي:
هل تَأَذِنَ أنْ اسْتَعِيرَ حظّ
أَجَبْتَهُ:
يَا لتعَاستَكَ لَوْ فَعَلْتْ!!
————
(٥) أفتّشُ فِي جيوبِ الذَّاكِ
عَنْ وُجُوهٍ
لَمْ أَعُدْ أتَذَكَّرَها
وَأَسْمَاءٍ تَنَاسِيتها
عَنْ عَمْدٍ وَسَبْقِ إِصْرَارٍ
ففِي صُنْدُوقِ الذِّكْريَاتِ
بَحَثْتُ لَهُمْ
عَنْ صورةٍ للذِكرَى
وَلَمْ أَجِدْ!
فَأيْقَنتُ بِيَقِين يَقِيني
إِنَّ ذاكِرَتي ثَلاَّجةُ مَوْ
—————
(٦) يَالهَذَا النّدى
الذَّي يَخْتَلِجُني…
فَكَمْ مِنْ مرّةٍ وَمرّةٍ
اِستَوقَنَي وَاِسْتَعْذَبني
حَتَّى بَلَّلَ اليَبَسَ فِي رُ
————
(٧) وَطَني
لا تَبكِ عليَّ
فَقَطْ تَذَكَّر:
كَمْ قُرْبَانًا ذَبْحتَ عَلَى
—————
(٨)
أيُّهَا النّهْرُ
أغبطكَ عَلَى حُسْنِكَ!
—————
(٩) مَفْتُونٌ أنَا بِجَمَالِ ا
الَّذي لَمْ يَكُفّ يَوْمًا
عَنْ مُلاَحقَتي!
————
(١٠) لِي بَلَدٌ يُنزَفُ
وَلَا مِنْ وَطَنٌ
تَبَرَّعَ لَهُ بِقِنِّينَةِ
—————-
(١١) البَحْرُ
لَهُ مِنْ تَأَمَّلاتي أسْفَارٌ
بينهُ وبيني لُغَة
لَا يَفهَمُها سِوانا!
———-
(١٢) القَمَرُ العراقي
لَا يَزَالُ دمعةً فِي عيونِ ا
وَمَا القَمَرُ
إِلَّا عِيّنة مِنْ اوجاع بَلدٍ
لَمْ يَعدْ دوحةً
يتراقص فِيْهَا السّلَام!!
————
(١٣)عاتبني:
أَلَمْ أَقُل لَّكَ
لَا تَدْع الخَيل
يَعدو فِي الرّيحِ بِلا فارسٍ.
أجبتهُ:
وأنَا أَلَمْ أحَطك عِلْمًا:
إِنَّ تِلكَ الخُيُولُ فُرْسَ
—————-
(١٤)
ومَنْ ذا يُجارِيني
فِي كَبَحِ جِمَاحِ كَيدهُم؟
فَتَرَانِي سَهَّدتُ الحُسّادَ
فِي اللّيَالي الدَّاجيَةِ
وَلاَعَبتَهُمْ بِالبَيْضَةِ وَ
فَأَنْشَأَتُ مِنَ الْقَاحِلِ
مَوْاسمَ حَصَادٍ…
وَمِنَ السَّحَاب سَلالِمَ رِ
لَكِنْ …حَذارِي
أنْ تَحْذُوَ حَذْوَي وَتُقَلِّ
فأنَا غَيْرُ قابِلٍ للاِسْتِ
————-
(١٥)
أنَا وَالغُربةُ خَصْمَانِ…
كُلَّمَا تَقَوَّضَ أَحَدُنَا
اِستَقَامَ مَشْيُ الآخَر!؟
————-
(١٦)
وَجْهَي يَبدُو أكثَر جَمَالاّ
فِي مِرآة دار الْأُوبرا..
لَكِنَّني غَالِبًا
مَا اتركُ ذَلِكَ الَوَجْه
فِي المِرْآةِ…
و أمضِي مُسَرعًا
إِلَى مَسْرَحِ الْحَيَاةِ!
—————-
(١٧)
عَطَشت نَخْلَةُ الْبُسْتانِ
فَفَرَّت بَاكِيةً مِدْرَارًا
إِلَى نَهْرَيْ دِجْلَةَ والفُ
مُتَوهِّمةً أَنَّهَا تَرْكُضُ
نَحْوَ الْمَاءِ والْحَيَاةِ…
لَكِنَّ النَّخْلَةَ..
لَمْ تَكُنْ تَدْري
أنَّ النَّهْرَيْنِ
سيَستَلَفَان مِنْهَا دَمعًا
يَرَّتَوِيانِ بِهِ
مِنْ شِدَّةِ الْجَفَافِ!!
—————
(١٨)
كُلّمَا أقصَدُ الْبَحْرَ
أشعُرُ بِيدّ اللهِ تَستَوَقَّ
فَهُنَاكَ اتَفَحَّصُ مَا مَضى
وأتأمّلُ الْحَيَاةَ بِرُوحِ طِ
فقُبالةُ الْبَحْرِ
أَدْخَلُ مَخْدَعي
وأَهرَعَ إِلَى الصّلاةِ
فَيَنتابُني الدِفءُ…
وكأنَّ اللهَ تَرَكَ كُلّ شيء
لِيَكُونَ بِكلّيّتهِ لِوَحْدِي
يُصْغي إليّ بِانتباهٍ
فَأَنْصَتَ إلَى بَوْحِهِ الصّ
وَأتَشَكّرهْ حَتَّى يَبْلُغ ال